المصيدة الإسرائيلية ـ الأمريكية.. للفلسطينيين في رفح!

يعتزم الجيش الاسرائيلي تطهير شمال غزة ووسطها، وإرسال المدنيين إلى الجنوب، من أجل ما أطلقوا عليه (برنامج مساعدات تجريبي) في رفح.. وهذا يعني تنفيذ (خطة الجنرالات)، التي تم الحدي عنها من قبل، بشكل فعال، وتمت مناقشتها طوال جزء كبير من العام الماضي، ولكن لم يتم تنفيذها، تحت ضغط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، والاعتراضات داخل الجيش الإسرائيلي نفسه.. وتقول الحكومة الإسرائيلية، بقادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه في إطار توسيع الغزو على غزة، يُخطط الجيش لتطهير الجزء الشمالي من القطاع بشكل كامل، وإرسال مواطنيه إلى جنوب غزة، حيث سيبدأ البرنامج التجريبي للمساعدات الإنسانية.وبحسب الخطة ـ التي وضعها رئيس مجلس الأمن القومي السابق، جيورا إيلاند، واعتمدتها مجموعة من كبار ضباط الاحتياط، الذين كانوا مستائين من أن الحرب لم تؤد إلى هزيمة سريعة لحماس ـ فإذا تم إخلاء جميع المدنيين من شمال غزة، فإن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يطلق العنان لنفسه بالكامل ضد أي متبقين من حماس في المنطقة، خصوصًا وأن إسرائيل واجهت ضغوطًا أمريكية أقل فيما يتعلق بتكتيكاتها الحربية، منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي.. وقال مصدر أمني كبير، أن معظم قطاع غزة، باستثناء بعض المناطق، سيتم تطهيره، وأن شمال غزة على وجه الخصوص سيتم تسويته بالأرض في معظمه، كما فعلت القوات الإسرائيلية في منطقة رفح عند ممر موراج.. وهذا من شأنه، أن يجعل من الصعب للغاية على حماس مواصلة الاختباء في شمال غزة، ومن شأنه أيضًا تسهيل عملية فصل مجموعات من سكان غزة لتلقي الغذاء دون تدخل حماس.. وأكد المصدر، أن إسرائيل سوف تزيد في المرحلة الجديدة من الغزو بشكل كبير، من المساحة التي ستحتفظ بها في غزة، بما في ذلك إبقاء قواتها متمركزة في المناطق التي سيطرت عليها، إلى ما هو أبعد بكثير من نسبة 40% من غزة التي سيطرت عليها بالفعل.. وفي حال التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع حماس، فإن إسرائيل ستحتفظ ـ على الأقل ـ بمنطقة أمنية حول غزة، لتأمين محيط حدودها.وقد حددت إسرائيل زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مع بدء عملية برية واسعة النطاق.. ووافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل تدريجيًا، والاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الخامس عشر من مايو الحالي.. وتدعو خطط العملية القوات الإسرائيلية إلى هدم أي مبان لا تزال قائمة، وتشريد جميع السكان تقريبًا، البالغ عددهم مليوني نسمة، إلى (منطقة إنسانية) واحدة في رفح، على الحدود مع مصر!.. وقال مسئول إسرائيلي، إن البديل للبقاء في المنطقة الإنسانية، هو أن يغادر الفلسطينيون القطاع (طواعية) إلى دول أخرى، (بما يتماشى مع رؤية الرئيس ترامب لغزة).. ولا يُمكن اعتبار مثل هذه المغادرة طوعية، ولم توافق أي دولة حتى الآن على استقبال النازحين الفلسطينيين.. ويزعم المسئولون الإسرائيليون، أن هناك مفاوضات جارية مع عدة دول في هذا الشأن، في وقت يرى فيه العديد من المسئولين الإسرائيليين، أن هذه العملية بمثابة (خيار نووي)، ويفضلون التوصل إلى اتفاق مع حماس خلال الأسبوعين المقبلين، خصوصًا وأن ترامب لا يلعب حاليًا دورًا نشطًا في الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقد أعطى فعليًا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الضوء الأخضر للقيام بما يراه مناسبًا!.وجاءت العودة إلى الحرب الشاملة في غزة، بعد أن قطعت إسرائيل بالفعل كل إمدادات الغذاء والماء والدواء عن المدنيين في غزة، بعد انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين.. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن استشهاد إثنين وخمسين ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ورفض نتنياهو أي اقتراح من شأنه أن ينهي الحرب بشكل كامل، وضغط على حماس بدلًا من ذلك لتوقيع اتفاق قصير الأجل، ويأمل المسئولون الإسرائيليون أن يؤدي التهديد بغزو واسع النطاق، إلى الضغط على حماس لقبول صفقة بشروط إسرائيل، قبل توجه ترامب إلى الشرق الأوسط، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.. من غير المتوقع حاليًا أن يزور ترامب إسرائيل.. وهو ما يُرجعه مسئولون أمريكيون وإسرائيليون، إلى الحرب الدائرة في غزة، إذ قال مسئول أمريكي لموقع أكسيوس، (لا جدوى من زيارة إسرائيل حاليًا).وأكد مسئولون أمريكيون وعرب مشاركون في التحضيرات لرحلة ترامب إلى الشرق الأوسط، أن غزة ليست على رأس أولويات ترامب، ومن المتوقع أن يركز على القضايا الثنائية والاستثمارات، (الصورة العامة لزيارة الرئيس ترامب للمنطقة في سياق الحرب على غزة سيئة للغاية.. لقد أحدث ضجة كبيرة بالدفع نحو وقف إطلاق النار قبل تنصيبه ونجح في ذلك، لكن بعد ثلاثة أشهر، أصبح الوضع في غزة أسوأ).. وفي الوضع الراهن، يعترف المسئولون الإسرائيليون والأمريكيون، بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن، وصلت إلى طريق مسدود.. فبينما تُطالب إسرائيل باتفاق جزئي، يتضمن إطلاق سراح ما بين ثمانية وعشرة رهائن، مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين خمسة وأربعين وستين يومًا، تُطالب حماس باتفاق شامل لإنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الرهائن التسعة وخمسين المتبقين.. وقد باءت جميع الجهود المبذولة لسد هذه الفجوة بالفشل.. وتحول تركيز البيت الأبيض إلى الحرب الروسية ـ الأوكرانية والمحادثات النووية مع إيران، مع قلة أو انعدام الاهتمام بغزة.. وقال المسئولون، إن إدارة ترامب لا تضغط على إسرائيل على الإطلاق، وأوضحوا للوسطاء المصريين والقطريين، أن اتفاقًا مؤقتًا، على غرار ما طرحه مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، قبل شهرين، بدعم من إسرائيل، هو الحل الوحيد المتاح.●●●ما تنوي إسرائيل فعله، هو تنفيذ الخطة التي تحمل الاسم الرمزي (عربات جدعون)، وتهدف إلى (هزيمة حماس بشكل كامل)، كما يعتقد مسئولون إسرائيليون.. وبحسب الخطة، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يغزو غزة بأربع أو خمس فرق مدرعة ومشاة، ويحتل تدريجيًا معظم القطاع ويسيطر عليه.. وقد صرّح وزير المالية الإسرائيلي، القومي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بأن الاحتلال سيكون دائمًا، وأن الجيش لن ينسحب، حتى مقابل إطلاق سراح الرهائن.. وقال مسئول دفاعي إسرائيلي، إن الاحتلال الدائم ليس سوى (طموح).. أما التكتيك، فسيكون تدميرًا هائلًا لغزة، إذ بينما يحتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من غزة، فإنه سوف يقوم بهدم جميع المباني، والعمل على تدمير شبكات الأنفاق، كما فعل سابقًا في رفح وشمال قطاع غزة.. وتخطط قوات الجيش لتهجير نحو مليوني فلسطيني إلى منطقة رفح، حيث يتم بناء مراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية.. وبحسب الخطة، سيتم فحص جميع الفلسطينيين الذين يدخلون المنطقة الإنسانية، للتأكد من أنهم غير مسلحين وليسوا أعضاء في حماس.يأتي كل هذا، بعد يوم واحد من تأكيد (صحيفة جيروزالم بوست) العبرية، أن الشركتين المتوقع أن تتعاملا مع توزيع مساعدات الغذاء إلى غزة، بمجرد إعادة فتح إسرائيل للصنبور لتسهيل وصول المساعدات، هما شركتان أمريكيتان، وهما نفس الشركين اللتين أشرفتا، إلى جانب بعض المسئولين المصريين، على فحص المركبات التي تسعى إلى المرور من جنوب غزة إلى شمالها في يناير من هذا العام، بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ.. غالبًا ما يكون لدى موظفي الشركات خلفيات في القوات الخاصة أو وكالة المخابرات المركزية، ليكونوا مؤهلين للتعامل مع المهام الأجنبية المعقدة.. ورغم عدم وجود موعد محدد حتى الآن، فمن المتوقع استئناف تقديم المساعدات الغذائية في الأسابيع المقبلة.. وذكرت صحيفة (واشنطن بوست)، أن هذه الشركات ستدير خمسة مراكز لتوزيع الأغذية في جنوب غزة، كجزء من البرنامج التجريبي لإعادة ما لا يقل عن ستين شاحنة من الأغذية يوميًا إلى القطاع، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف ستعمل الخطة، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة وجميع منظمات الإغاثة أنها لن تشارك فيها.●●●كانت الأمم المتحدة وجميع منظمات الإغاثة العاملة في غزة قد أعلنت، أنها لن تتعاون مع خطة إسرائيلية ـ أمريكية لإنشاء آلية جديدة لتوصيل المساعدات للفلسطينيين في القطاع، لأنها (تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية)، مما يعني أنه من المستبعد جدًا أن تمولها الدول المانحة، مما يزيد من الشكوك حول استئناف المساعدات.. وقال رؤساء جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تعمل في غزة، في بيان مشترك، إن الخطة التي قدمها لهم المسئولون الإسرائيليون غير مقبولة، ولن تسمح بإيصال المساعدات إلى (الأشخاص الأقل قدرة على الحركة والأكثر ضعفًا.. إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، ويبدو أن الحطة مصممة لتعزيز السيطرة على المواد الأساسية للحياة كأسلوب ضغط ـ كجزء من استراتيجية عسكرية.. إنه أمر خطير، إذ يدفع المدنيين إلى المناطق العسكرية للحصول على حصصهم الغذائية، ويهدد حياتهم، بما في ذلك أرواح العاملين في المجال الإنساني، ويزيد من ترسيخ النزوح القسري)، وقالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، إنها ترى في الخطة وسيلة لإسرائيل، لإغلاق نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة، واستبداله بنظام جديد يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي.. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، (أننا لن نشارك في أي برنامج لا يلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية، المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.. وقد أكد رؤساء جميع هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالإجماع هذا الموقف).. وعلى الجانب الآخر، انتقد مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية قرار الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وقال (لقد وجد الناس حلًا إبداعيًا، خارج الصندوق، لمشكلة عويصة.. هذا أمرٌ ينبغي على الناس الاحتفاء به ودعمه، لا سيما في ظل احتياجات سكان غزة.. ناهيك عن أن وقوف هذه الجماعات إلى جانب حماس الإرهابية في هذا الشأن، أمرٌ سيءٌ للغاية)!!..في وقت سابق، قال مسئولون إسرائيليون ومصدر أمريكي مطلع على الخطة، إن الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلين عن مؤسسة دولية جديدة، يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، دون أن تخضع لسيطرة حماس، بعد تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.. وبينما تؤكد وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، أن إمدادات الغذاء في غزة ستنفد خلال أيام. يزعم المسئولون الإسرائيليون أنها ستنفد بالكامل خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وقد أدى تعليق تسليم المساعدات واستئناف الضربات الإسرائيلية مرة أخرى، إلى نزوح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى في القطاع، والتي أدت إلى انتشار النهب وانعدام القانون على نطاق واسع.قال الرئيس ترامب، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المدمر.. ويزعم المسئولون الإسرائيليون، أنه خلال وقف إطلاق النار وقبله، تمكنت حماس من السيطرة على معظم المساعدات التي دخلت غزة، (حماس باعت بعض المساعدات واستخدمت ملايين الدولارات من العائدات لدفع رواتب أعضاء جناحها العسكري.. كما قامت حماس أيضًا بتسليم بعض المساعدات للسكان، مما سمح لها بالحفاظ على الحكم في غزة.. أما النظام الجديد لتقديم المساعدات، فسوف يضعف حماس، لأنه سوف يحرمها من الإيرادات وسوف يقلل من اعتماد السكان عليها).. وقالوا أيضًا، إن نتنياهو أطلع ترامب على المناقشات خلال مكالمتهما الهاتفية الأسبوع الماضي، حينها قال ترامب، (عليكم أن تكونوا لطفاء مع غزة.. هؤلاء الناس يعانون.. هناك حاجة ماسة للغذاء والدواء، ونحن نتولى أمرها)، هذا ما قاله ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الأحد، في معرض حديثه مع نتنياهو.إلا أن أهم ما يتعين متابعته.. أن مسئولون إسرائيليون قالوا، (إنهم يريدون أن تصبح الآلية جاهزة للعمل، قبل أن يوسع الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في غزة، وهو ما من المتوقع أن يحدث في وقت لاحق من هذا الشهر، إذا استمر الجمود في مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة).. وقد عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي اجتماعا للموافقة على تعبئة المزيد من قوات الاحتياط، والموافقة على خطط توسيع العملية البرية.. إن ذلك أشبه ما يكون بـ (مصيدة للجوعى)، للنزوح من كل أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المواصي ـبعد إلغائها كمنطقة يُقال أنها آمنة كذبًا ـ والتكدس في منطقة رفح على الحدود مع مصر، ومن لا يُعجبه الحال بعد ذلك في رفح، عليه بالهجرة إلى المناطق المجاورة، وهي هنا، سيناء المصرية!!.●●●هنا، فإن انعقاد المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر، للموافقة على تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والموافقة على خطط توسيع العملية البرية في غزة، وقرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بتعبئة سبعين ألف جندي احتياطي، معظمهم خدموا لأكثر من ثلاثمائة يوم منذ هجمات السابع من أكتوبر، يعد أمرًا مثيرًا للجدل إلى حد كبير على المستوى المحلي. إذ أعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه من احتمال عدم مشاركة ما بين 30% إلى 50% من جنود الاحتياط في الخدمة، وتعارض معظم عائلات الرهائن الإسرائيليين هذه العملية بشدة، ويقولون إنها ستعرض أحباءهم للخطر.. وقد أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 60-70% من الإسرائيليين، يعارضون عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال غزة، ويؤيدون اتفاقًا لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن.. كما أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون/ أن نتنياهو يواصل الحرب لأسباب سياسية.. ويؤكد مسئول إسرائيل، (إن الاستعدادات للعملية، تتيح فرصة سانحة حتى نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة، للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار.. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فستُنفذ العملية)!!.أي عملية يقصدون.. استئصال حماس؟.. أم دفع الفلسطينيين إلى تجاوز الحدود والتدفق نحو سيناء، تحت وطأة القصف والتدمير، وقد تجمعوا في منطقة ضيقة في رفح؟.يؤكد اللواء الإسرائيل يالمتقاعد، والخبير العسكري المُخضرم، إسحاق بريك، أن إسرائيل في ورطة.. بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على بدء الحرب، فإن إسرائيل ليست أقرب إلى هزيمة حماس، ومكانتها لدى الرأي العام في الولايات المتحدة تتدهور بشكل حاد، وهي غير مستعدة للتحديات العديدة التي تواجهها.. يقول في مقال له بصحيفة (معاريف) العبرية، أنه ناقش طوال حرب (السيوف الحديدية) بشكل عادل تمامًا انتصار حماس في غزة، (أن المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، خدعت الجمهور، وعلى رأسها يوآف جالانت، وهرتسي هاليفي، ودانيال هيجاري، بمساعدة وسائل إعلام مُجندة.. لقد واجهت أكاذيبهم وحدي، بينما كان الجمهور يؤمن بانتصار الجيش الإسرائيلي.. أنا الوحيد الذي قال أننا خسرنا الحرب ضد حماس.. اليوم، يعترف الجيش بما يلي: تم تدمير حوالي 25% فقط من أنفاق حماس، وهي في الواقع، أقل من 10%.. لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من قتل أغلب الحمساويين كما زعم، وعاد عددهم إلى نحو ثلاثين ألفًا.. لم يتم تدمير لواء رفح التابع لحماس، وينطبق الأمر نفسه على الألوية الأخرى).ويعبر بريك عن خيبة أمل شديدة تجاه رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، وذلك للأسباب التالية: بصفتي نائب رئيس الأركان والمدير العام لوزارة الدفاع، قمت بتقديم المشورة لزامير، وكنا متفقين بشأن حالة الجيش.. وعرضت عليه وثيقة فرق الخبراء الخمسة التي قمت بتشكيلها، وتبنى توصياتنا وأدرجها في الخطة المتعددة السنوات لوزارة الدفاع.. وردًا على رسالتي بعد تعيينه رئيسًا للأركان، أجاب بأنه سيضم توصياتي وتوصيات فرق الخبراء إلى خطة عمل الجيش المتعددة السنوات.. لقد تناقضت وعود إيال زامير لبنيامين نتنياهو، مع تصوره لقدرات الجيش الإسرائيلي.. فقد أخبر رئيس الوزراء أنه سيكون قادرًا على تحقيق ما فشل سلفه، هرتسي هاليفي، في تحقيقه، أي انهيار حماس، وإقامة حكومة عسكرية في غزة، واستبدال حكومة حماس ـ كل هذا حتى يتسنى تعيينه في منصب رئيس الأركان.. وفي الممارسة العملية، أصبح زامير دمية في يد نتنياهو ويسرائيل كاتس، وزير الدفاع، وهو متعاون في عملية (إطلاق سراح الرهائن تحت الضغط العسكري).لقد دعم زامير نتنياهو في عدم تنفيذ الاتفاق الذي وقعه بنيامين نتنياهو، والذي يتمثل جوهره في وقف القتال وإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، على الرغم من أنه يعلم جيدًا أن استمرار القتال سوف يؤدي إلى تفاقم الوضع في البلاد والجيش، ولن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن دون اتفاق.. ويواصل الجيش خوض حرب خسرها بالفعل، وهي حرب لا أمل في نتائجها.. وقالوا من الآن فصاعدًا سنخسر الرهائن، وسيُضاف إلى قواتنا خسائر، ولن نُعيد تأهيل الجيش في مواجهة التهديدات المتصاعدة، ولن نجهزه للتحديات التي تنتظرنا.. وبعبارة بسيطة، هذه هي التهديدات التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي التعامل معها في المستقبل المنظور، وهو لا يستعد لها: لقد وقع الأتراك والسوريون اتفاقية تحالف دفاعي والمساعدة العسكرية التركية لسوريا؛ الإيرانيون يشجعون الإرهاب على الحدود الأردنية؛ الجيش المصري هو أقوى جيش في الشرق الأوسط، وهو يستعد للحرب مع إسرائيل؛ الإيرانيون وحلفاؤهم يوجهون آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار نحو إسرائيل؛ تتزايد المقاومة في الضفة الغربية.. الجيش الإسرائيلي لا يملك القوة اللازمة للتعامل مع كل هذه التهديدات في حرب متعددة التهديدات.ويستعرض بريك التهديدات المتزايدة في وجه إسرائيل.. يقول، أعلن الرئيس دونالد ترامب إن أنه والجيش الأمريكي المتمركز في الشرق الأوسط مستعدان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.. ترامب لا يستعجل الهجوم، بل يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين، لأنه يدرك جيدًا عواقب مثل هذا الهجوم: فهو قد يشعل الشرق الأوسط بأكمله وربما العالم.. أعلن رئيس أركان الجيش الأمريكي مؤخرًا، بدعم من خبراء رفيعي المستوى، أن الهجوم العسكري وحده على المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يؤخر بالفعل التطوير النووي، ولكنه لن يكون كافيًا للقضاء عليه.. وأنه من دون التوصل إلى اتفاقات سياسية، فإن الهجوم سيكون له فائدة مؤقتة.. ومن المؤسف، أن بنيامين نتنياهو ألمح أكثر من مرة، إلى أنه إذا لم تهاجم الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية، فإن إسرائيل سوف تهاجمها بمفردها.. وهذا يُخبر حتى أكثرنا جهلًا، عن فقدان نتنياهو لحكمته، وأنه على استعداد للمقامرة على وجود دولة إسرائيل.. ولحسن الحظ، في هذه المرحلة، لا يسمح ترامب له بالقيام بذلك.كذلك، فإن الولايات المتحدة شريك لا غنى عنه لإسرائيل، وبدونها لن نكون قادرين على البقاء في المنطقة، ومع ذلك اتخذ بنيامين نتنياهو هذه الإجراءات: خلال فترة ولاية نتنياهو كرئيس للوزراء، التي استمرت ستة عشر عامًا، قاد أعمالًا غير مدروسة، أضرت بالعلاقات مع الجمهور الأمريكي واليهود الأمريكيين، وخصوصًا توتر العلاقات مع الحزب الديمقراطي، الذي سيستمر في السيطرة على الحكومة في السنوات القادمة.. وفي استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت في الولايات المتحدة، تبين أن حوالي 50% من الجمهور الأمريكي لم يعد يتعاطف مع إسرائيل.. وبدون المساعدات العسكرية والمدنية من الولايات المتحدة، لن تتمكن إسرائيل من البقاء في مواجهة التهديدات المتزايدة من حولها.ويرى يريك، أن بنيامين نتنياهو يواصل حرق كل الجسور مع العالم.. يقول، (أنا لست على اليسار، ولا على الوسط، ولا على اليمين.. أنا أصوت للدولة فقط، وهذا ما يوجهني في جميع أفعالي وقراراتي.. اليسار والوسط ينتقدان في المقام الأول المستوى السياسي، في حين ينظرون إلى الجيش باعتباره كفارة مقدسة في نظرهم، وهم يتجنبون انتقاد الفشل الذريع في قطاع غزة.. اليمين ينتقد اليسار بشكل رئيسي، والوسط ينتقد قوات الأمن: الجيش وجهاز الأمن العام، الشاباك.. أنا أنتقد كل شخص حسب نصيبه الافتراضي، دون تقديم أي تنازلات لأي شخص، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو الانتماء السياسي.. أنا لا أنتقد فقط، بل أقترح الحلول أيضًا.. وفي نهاية المطاف، فإن معالجة جميع مشاكل الأنظمة الأمنية والسياسية والاجتماعية، هي وحدها القادرة على إنقاذ إسرئيل من الانهيار)!!.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين