مسئول يمني لـ"الدستور": الوضع في بلادنا مأساوي ودخلنا نفق مظلم منذ 2014

مسئول يمني لـ"الدستور": الوضع في بلادنا مأساوي ودخلنا نفق مظلم منذ 2014

قال مدير مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة اليمنية، علي حميد الأهدل، إن الوضع في اليمن مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى منذ انقلاب الحوثيين 2014، فقد دخلت البلاد نفقًا مظلمًا من الحرب والانقسامات والفقر والجوع، خاصة في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.أضاف الأهدل، لـ”الدستور” أن المحافظات المحررة تكافح لإعادة بناء مؤسسات الدولة، لكن تنهار الأوضاع الاقتصادية في مناطق الحوثي، حيث تُمارس سلطات الأمر الواقع أبشع أنواع القمع والنهب، ما يجعل الحياة شبه مستحيلة.

الأهدل: الشعب اليمني ضحية حرب أشعلتها ميليشيا الحوثي 

ويرى الأهدل أن اليمنيين اليوم يعيشون على “الصبر والتحمل”، في ظل غياب الرواتب منذ سنوات وانعدام الخدمات الأساسية، وارتفاع جنوني للأسعار ويؤكد:”لا مبالغة إن قلنا إن الشعب اليمني ضحية حرب أشعلتها ميليشيا الحوثي خدمةً لأجندة إيرانية. حتى أبسط حقوق الإنسان كالكهرباء والماء والرعاية الصحية أصبحت حلمًا بعيد المنال”.ويشير الأهدل إلى أن التعليم لم يسلم من العبث الحوثي، مضيفًا: “التعليم اليوم في مناطق الحوثي بات مسمومًا، يُستخدم كأداة لنشر الفكر الطائفي. أطفال كثر يرون المدرسة حلمًا مستحيلًا، إما بسبب الفقر أو بسبب التمييز والتجنيد الإجباري”.ورغم هذا الواقع القاسي، فإن الشعب اليمني، بحسب الأهدل، “يبدي صلابةً مدهشة، ويتشبث بالأمل في مستقبل أفضل، رغم كل العوائق التي تحيط به”.وعن دور جماعة الحوثي في تأجيج الصراع، أكد الأهدل أن “الميليشيا هي الجذر الأساسي للحرب”، موضحًا أنها بدأت بانقلاب مسلح على الدولة، واحتلال العاصمة صنعاء بالقوة، ثم استخدمت مؤسسات الدولة في تمويل حربها.وتابع “الحوثي لا يسعى لحل سياسي، بل فرض الهيمنة والسيطرة. حتى المساعدات الإنسانية تستولي عليها وتستخدمها كورقة ابتزاز سياسي، فيما يعاني الناس من الجوع والمرض. هذا كله في سبيل مشروع لا يمت لليمن بصلة”.وقال الأهدل إن كل الفرص التي كانت متاحة لإيجاد حل سلمي أضاعتها الميليشيات، لأنها لا ترى في اليمن وطنًا، بل ورقة تفاوض لتحقيق أهداف خارجية.

الأهدل: تصرفات الحوثي الطائشة أدخل اليمن في دوامة من المواجهات

وحول الاستهداف المتكرر للملاحة الدولية في البحر الأحمر، أوضح الأهدل أن تصرفات الحوثي الطائشة منذ أواخر 2023، واستهدافه للسفن، أدخل اليمن في دوامة جديدة من المواجهات، ليس فقط مع التحالف العربي، بل مع قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، مشيرا إلى أن صواريخ الحوثي لم تصب أهدافًا دولية بقدر ما أصابت الموانئ اليمنية والبنية التحتية، وأضرت بالعمال اليمنيين الذين فقدوا وظائفهم، وأضعفت الاقتصاد الوطني أكثر مما هو عليه”وشدد الأهدل على أن الميليشيا بسلوكها هذا تجر اليمن إلى مواجهة إقليمية ودولية لا طاقة للبلد بها، ولا مصلحة لليمنيين فيها، محذرًا من أن البلاد “قد تتحول إلى ساحة صراع بالوكالة، يكون فيها المواطن اليمني هو الضحية الوحيدة”.ورغم كل التحديات، يشير الأهدل إلى أن الحكومة الشرعية تبذل جهودًا كبيرة لتأدية واجبها، مؤكدًا: “صحيح أن هناك قصورًا، لكن الحكومة تواجه تحديات هائلة: انقلاب مسلح، بنية تحتية مدمرة، نظام مالي شبه مشلول، ودعم إيراني لا محدود للحوثي”.وشدد على أن الفرق كبير بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة الحوثي، موضحًا: “في الأولى، هناك مؤسسات دولة ولو بشكل محدود، تُصرف فيها رواتب وتُوفر فيها بعض الخدمات، بدعم من الأشقاء في السعودية والإمارات، وتُنسق فيها جهود الإغاثة مع المنظمات الدولية، أما في مناطق الحوثي، فتُدار الأمور بعقلية أمنية قمعية، لا تعرف سوى الاعتقال والنهب والتجويع”.ورغم كل هذا السواد، لا يفقد الأهدل ثقته بأن اليمن قادر على النهوض يومًا ما، قائلًا:”اليمنيون صامدون وما زال الأمل قائمًا في الخلاص من هذه المأساة، وعودة السلام والحياة الطبيعية إلى وطن مزقته الحرب”.