جميلات الشاشة.. ماذا قالوا عن مذيعات التلفزيون سوزان حسن؟

سوزان حسن واحدة من مذيعات جيل القمة في التليفزيون المصري، جيل لم يكن يكتفي بالظهور، بل ترك بصمات حقيقية في وجدان المشاهدين.“الدستور” تسلّط الضوء على الإعلامية المتميزة من خلال إعادة نشر مقال للكاتبة حسنات الحكيم في جريدة “الأسبوع” بتاريخ 1 يونيو 1998.مقال لا يوثق فقط مشوار مذيعة مبدعة، بل يلقي الضوء على ملامح عصر كانت فيه الشاشة الصغيرة نافذة للثقافة والرقي.تقول الحكيم: كانت واحدة من نجمات جيل القمة في ماسبيرو مذيعة جمعت بين الأناقة والذكاء، ونجحت في تطوير أدائها بما يتماشى مع تغيرات الشاشة الصغيرة ومتطلبات كل عصر إنها سوزان حسن، التي تركت بصمة لا تنسى في تاريخ التليفزيون المصري، رغم قلة البرامج التي قدمتها، لكنها كانت من النوع المتميز والخاص.
الحلم القديم يبدأ بخطوة
تتذكر سوزان حسن بدايتها قائلة:”كنت أحلم منذ طفولتي بالعمل في التليفزيون.. كنت مبهورة بالمذيعات مع انطلاق الإرسال وبعد تخرجي في كلية التجارة، ثم حصولي على دبلوم في الإدارة، قدمت أوراقي إلى القوى العاملة، وكانت أول رغباتي أن أعمل في الإعلام.”شاءت الأقدار أن يتم ترشيحها لإحدى الإدارات في التليفزيون، وهناك استيقظ الحلم القديم. وحين أعلن عن امتحانات لاختيار مذيعات جدد، تقدمت ونجحت وكانت ضمن دفعة ضمت أسماء لامعة مثل: سامية الأتربي، أحلام شلبي، نادية حليم، وفاطمة الكسباني.
أول ظهور وأول سفر
بدأت مشوارها من برنامج “شخصيات ونجوم”، ثم قدمت نشرة اليوم وسهرة خاصة عن كوكب الشرق أم كلثوم وبعد عام واحد من التحاقها بالتليفزيون، سافرت مع زوجها الطبيب إلى لندن، حيث انتظرت انتهاءه من اختباراته، ثم عادت إلى مصر عام 1982 لتكمل مسيرتها الإعلامية.قدمت العديد من الحفلات والمؤتمرات والمهرجانات، لكن برنامج “لقاء الأجيال” الذي استمر أكثر من 10 سنوات، كان له النصيب الأكبر في ترسيخ اسمها، كما كلفت بتغطية نشاط السيدة سوزان مبارك، وهي مهمة وصفتها بأنها كانت مصدر سعادة لها.

ما الذي يصنع نجومية المذيعة؟
عن أسرار التألق والنجاح، تقول سوزان:”الصدق والأخلاق هما الأهم فالجمهور يشعر جيدًا بصدق المذيعة، ويمنحها النجومية من عدمها. الالتزام في المظهر والسلوك وعدم الغرور، كلها مفاتيح للنجاح.”وترى أن التقييم المستمر للمذيعات، سواء القدامى أو الجدد، ضروري لتطوير الأداء الإعلامي:”التليفزيون جهاز خطير جدًا… يجب أن يقيم أداء المذيعات باستمرار لدفع الجميع نحو الأفضل.”
بين الربط والخبرة.. أين تقف سوزان؟
في موقف صريح، تؤيد سوزان حسن منع المذيعات كبيرات السن من الظهور في فقرات الربط، مبررة ذلك بأنه:”الربط فرصة للمذيعة الجديدة للتدريب والتواصل مع الجمهور. أما المذيعة صاحبة الخبرة، فمكانها البرامج الكبرى التي تحتاج خبرتها.”

جديدها وقتها: “مسئول بين الجمهور”
في يونيو 1998، كانت سوزان تشارك في تقديم “صباح الخير يا مصر” الإثنين، وبرنامج “اليوم المفتوح” الخميس، واستعدت لإطلاق برنامج جديد بعنوان:“مسئول بين الجمهور” – برنامج توك شو، إعداد رجب الفضل، إخراج خالد سالم، فكرة وإشراف ملك إسماعيل، رئيس القناة الأولى آنذاكواختتمت سوزان حديثها وقتها بتمنياتها أن ينال البرنامج إعجاب الجمهور، مؤكدة أنها ستظل تطور نفسها وتقدم الأفضل، وفية لحلمها القديم.وربما أكثر ما يلفت الانتباه حين نعود لهذا الحوار مع سوزان حسن، هو الفرق الكبير بين جيل المذيعات اللاتي تربين على احترام الكلمة، ورقي الحضور، والالتزام الحقيقي بمعنى “الرسالة الإعلامية”، وبين واقعنا اليوم الذي اختفت فيه مذيعة الربط تمامًا، واختفى معها صوت دافئ كان يربط المشاهد بالقناة، ويؤنس وحدته بين البرامج.