ما هي عقيدة طائفة البهرة؟.. عقيدة باطنية وجذور إسماعيلية

تُعتبر طائفة البهرة من أبرز الطوائف الدينية التي تحمل طابعًا غامضًا في المعتقد والممارسة، إذ تنتمي إلى الفرقة الإسماعيلية المستعلية، أحد فروع الشيعة، وتمزج بين التأويل الباطني والطقوس الظاهرية التي تبدو قريبة من الإسلام، لكنها تختلف عنه جوهريًا في العقيدة.
ما هي عقيدة طائفة البهرة؟.. عقيدة باطنية وجذور إسماعيلية
نشأة طائفة البهرة في الهند
ظهرت طائفة البهرة في الهند بعد أن اعتنق بعض الهندوس المذهب الإسماعيلي المستعلي، في القرن العاشر الهجري، وقد اشتُق اسم “البهرة” من كلمة هندية تعني “تاجر”، بسبب انشغال أتباع الطائفة بالتجارة. وقد انعزل أفرادها عن الشأن السياسي، وركزوا على بناء مجتمعات مستقرة اقتصاديًا، ما ساعد في انتشارهم وازدهارهم ماليًا في الهند وباكستان ثم في بعض الدول العربية.
الإمام المستور وعقيدة الغيبة
يرى أتباع البهرة أن الإمام الطيب بن الآمر دخل مرحلة “الستر” منذ القرن السادس الهجري، أي أنه حيّ لكنه مخفي، ويتبعه أئمة مستورون متسلسلون لا يُكشف عنهم للعامة، ويعتقد البهرة بعودة هذا الإمام يومًا ما ليقودهم من جديد، مما يضفي على عقيدتهم طابعًا باطنيًا متجذرًا.
التقسيمات الداخلية لطائفة البهرة
تنقسم طائفة البهرة إلى فرقتين رئيسيتين:
• البهرة الداوودية: يتبعون قطب شاه داوود، ويتمركزون في الهند وباكستان.
• البهرة السليمانية: يتبعون سليمان بن حسن، ويتركزون في اليمن.رغم الاختلاف في القيادة الروحية، تتشابه الطائفتان في التقاليد والمعتقدات الباطنية.
العبادات والطقوس الخاصة
يتميز البهرة بطقوس دينية مغلقة، ولا يصلّون في مساجد عامة المسلمين، بل يؤدون عباداتهم في أماكن مخصصة ضمن مجتمعهم، أما فريضة الحج، فتعاملوا معها بمفاهيم رمزية باطنية لا تتطابق مع المفهوم الإسلامي العام، وهو ما أثار انتقادات عديدة من علماء المذاهب الأخرى.
وجود طائفة البهرة في مصر
رغم قلة عددهم في مصر، إلا أن طائفة البهرة تحظى بحضور اقتصادي قوي، بفضل التجارة والثراء، ومع ذلك، لم تنجح في كسب قبول شعبي واسع بسبب اعتقاد المصريين باعتدالهم الديني، بينما تُعتبر البهرة من الطوائف المغالية في المذهب، من أبرز أسباب بقائهم في مصر: حب آل البيت، وتمسكهم الشديد بالطائفة، بالإضافة إلى القيود الصارمة على الخروج منها.
البهرة بين العقيدة والثقافة
تُعد طائفة البهرة نموذجًا لطائفة دينية مغلقة تحتفظ بتقاليدها ومعتقداتها الخاصة بعيدًا عن العامة، وتبني مجتمعها الخاص داخل المجتمعات التي تعيش فيها، معتمدة على مواردها الاقتصادية ومكانتها الثقافية والدينية بين أتباعها.