البابا تواضروس يلتقي مسؤول التعاون مع الكنائس في صربيا

التقى قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق لقداسته، اليوم، بالدكتور فلاديمير روجانوفيتش، المدير العام لإدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية بجمهورية صربيا، وذلك في إطار زيارة قداسته لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا ثالث محطات جولة قداسة البابا بالايبارشية.رحب الدكتور روجانوفيتش بقداسة البابا باسم حكومة صربيا، قائلًا: إنها شرف كبير لنا أن نستقبلكم في بلدنا، وهذه الزيارة تؤكد مدى قوة العلاقات بيننا. الزيارات واللقاءات الرسمية مهمة، لكن محاضراتكم وكلماتكم مساء اليوم ستكون بمثابة جسر ثقافي وروحي بين البلدين. وأوضح أن الزيارة ستساهم في تعزيز العلاقات بين الكنيستين الصربية والقبطية الأرثوذكسية، معرفًا بدور إدارة التعاون قائلًا: نحن مسؤولون عن الحفاظ على التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في البلاد، وزيارتكم اليوم تمنحنا رغبة جديدة لتحديد آفاق عمل مشترك ومستقبلي.وفي كلمته، استعرض قداسة البابا تواضروس الثاني بدايات هجرة الأقباط منذ ستين عامًا، حيث حرصت الكنيسة على الذهاب لخدمة أبنائها هناك، تلبية لاحتياجات التجمعات القبطية وعائلاتهم لافتًا إلى أنها على تواصل دائم مع أبنائها في الخارج.
وأضاف: “في كل زيارة لي لأي دولة، أحرص على الاطمئنان على أبناء الكنيسة، ومتابعة احتياجاتهم، لأن هدفنا الأول هو أن تقترب كل نفس من الله، وأن يكون كل إنسان أمينًا في حياته وعمله”.واستكمل: “سعدت بلقاء الأقباط هنا في صربيا، واجتمعت معهم في لقاء عام، وأكدت عليهم أهمية الأمانة في العمل، والتمسك بالقيم، وضرورة أن يكون سلوكهم مثالًا يحتذى به”.وعبر الدكتور روجانوفيتش عن سعادته بمتابعة لقاء البابا بأبناء الكنيسة القبطية، قائلًا: “شاهدت لقاءكم مع الجالية، وأنا جاهز ومستعد لدعم أي أفكار أو مبادرات تخدم أبناء الكنيسة القبطية هنا، خاصة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم”.وختم قداسة البابا كلمته بالشكر، مثنيًا على خدمة نيافة الأنبا چيوڤاني، أسقف إيبارشية وسط أوروبا، الذي يشرف على خدمة الأقباط في المجر، بولندا، رومانيا، صربيا، والتشيك، ويتابعهم بزيارات دورية ورعاية مستمرة.وأعرب المدير العام لإدارة التعاون عن تقديره الكبير لحرص الكنيسة القبطية على رعاية أبنائها حول العالم، قائلًا: أسعدني جدًا أن أرى كيف تهتم الكنيسة القبطية بأبنائها، حتى لو كان هناك فرد واحد فقط يعيش في أي بلد.عكس اللقاء عمق المحبة مع التأكيد على استمرار التواصل وتعزيز التعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمؤسسات الدينية في صربيا. ومن جهته التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بالسيد نيكولا سلاكوفيتش، وزير الثقافة الصربي، بمقر وزارة الثقافة في بلجراد، بحضور السفير باسل صلاح، سفير مصر في صربيا، وعدد من مسؤولي الوزارة، وذلك في إطار زيارة قداسته لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا ثالث محطات جولة قداسة البابا بالايبارشية.وأشار وزير الثقافة الصربي، إلى زيارته لمصر في أغسطس عام ٢٠٢١، لافتًا إلى أنها كانت بمثابة نقطة تحول في رؤيته لمصر وشعبها. وقال الوزير الصربي: “عندما زرت دير الأنبا بيشوي (في وداي النطرون) شعرت أنني أرى مصر بنظرة جديدة، وكانت من أجمل اللحظات في حياتي حين التقيت بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما سعدت كثيرًا بزيارتي للأزهر الشريف، وشعرت بالفخر خلال زيارتي للعاصمة الإدارية الجديدة وما تمثله من نهضة عمرانية وثقافية لمصر الحديثة.ورحب الوزير بقداسة البابا وبالوفد المرافق، معبرًا عن سعادته الكبيرة بهذه الزيارة، قائلًا: “وجود قداستكم في بلجراد بركة كبيرة، وشعب صربيا سعيد جدًا بحضوركم، خاصة في هذه السنة التي نحتفل فيها بمرور ٨٥٠ عامًا على ميلاد القديس ساڤا، الذي زار الأراضي المقدسة ومصر في بداية القرن الثالث عشر، وكان أول من أسس علاقة روحية وثقافية بين الشعبين.وأشار الوزير إلى عمق التراث الكنسي في صربيا، متحدثًا عن كنيسة مار مرقس في صربيا، التي كانت أكبر كنيسة في البلاد قبل إنشاء كنيسة القديس ساڤا، وعن الكنائس والأديرة المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، خاصة في جنوبي البلاد. وأكد الوزير رغبته في تعزيز التعاون الثقافي مع مصر، قائلًا: “أنا مهتم بتنظيم معرض لمصر في صربيا لتعريف شعبنا بالثقافة المصرية، وأود أن أعرف الشعب الصربي أكثر بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والحياة الرهبانية فيها، من خلال الكتب والمعارض والفعاليات الثقافية، وأدعو قداستكم للتفكير في هذا التعاون”من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته باللقاء، مثمنًا المبادرات المطروحة، وقال: “أنا أؤمن كثيرًا بالدور الثقافي في تقارب الشعوب. لدينا في مصر تراث كنسي عظيم نحافظ عليه في الأديرة والكنائس، والكنيسة تمثل موضع القلب لكثير من الأقباط، الذين يقضون إجازاتهم الأسبوعية في الأديرة، وهذا يعكس عمق ارتباط الشعب القبطي بالكنيسة”.وأكد قداسة البابا استعداده الكامل لدعم التعاون الثقافي، مقترحًا تناول كتابين متبادلين: أحدهما عن القديس ساڤا والكنيسة الأرثوذكسية الصربية، والآخر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليكونا مقدمة لإقامة معارض مشتركة عن التراث القبطي والصربي، تشمل الأيقونات، فنون الصليب، الألحان الكنسية، والحياة الرهبانية، قائلًا: “كلما عرفت الآخر، أصبحت أكثر غنى”.وفي ختام اللقاء، عبر وزير الثقافة عن تقديره الكبير لمقترحات قداسة البابا، مؤكدًا: “أعدكم بأننا سنعمل رسميًا على تنفيذ هذه المبادرات، لأننا نبحث عن مبادرات ذات أثر ثقافي وإنساني عميق”.واختتم اللقاء بتبادل كلمات الشكر والهدايا التذكارية.