ترمب يتجاهل "مصالح نتنياهو".. سيد البيت الأبيض يطبّق شعار "أمريكا أولًا"

في سابقة جديدة تعكس اتباع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شعار “أمريكا أولًا”، حتى مع أقرب حلفاءها وهي إسرائيل، يعمل البيت الأبيض بشكل منفرد وبدون تنسيق مع تل أبيب في عدة محاور وعلى رأسها المفاوضات النووية مع إيران واتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، ليثير الارتباك والغضب داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية ويضع صديقه بنيامين نتنياهو في ورطة.وكشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، كواليس الخلاف، حيث قال مسؤول إسرائيلي إن الولايات المتحدة لم تُبلغ تل أبيب مسبقًا باتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، الأمر الذي تسبب في حالة من الإرباك داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة وأن الإعلان جاء بعد ساعات فقط من تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدًا من أكبر الهجمات الجوية التي شنّها حتى الآن ضد أهداف في اليمن، شملت الميناء الحيوي في الحديدة ومصنعًا للإسمنت مجاورًا.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد كانت إسرائيل قد بدأت حملة قصف ضد أهداف حوثية في اليمن منذ عدة أيام، ردًا على الهجمات المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي تطلقها الجماعة على أراضيها.
المفاوضات الأمريكية الإيرانية والغضب الإسرائيلي
وتابعت الشبكة الأمريكية أن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي وغياب التنسيق بين الطرفين لم يقتصر على الحوثيين فقط، حيث بدأت الولايات المتحدة جولات دبلوماسية ناجحة لإعادة إحياء المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران، وسط مؤشرات بأن وقف التصعيد مع الحوثيين قد يكون خطوة تمهيدية في هذا الاتجاه. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص، يتولى قيادة هذه المفاوضات، وقد لعب دورًا رئيسيًا في التوصل إلى التفاهم مع الحوثيين خلال الأسبوع الأخير، بالتعاون مع سلطنة عمان، التي لطالما لعبت دور الوسيط بين واشنطن والجماعة المسلحة في صنعاء.وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه من المتوقع أن يسهم قرار وقف الغارات الجوية الأمريكية على الحوثيين في الدفع نحو جولة رابعة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بعد أن عُقدت ثلاث جولات سابقة، دون أن يُحدد بعد موعد الجولة التالية.وأضافت أن تداعيات اتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين لا تزال غير واضحة على الموقف الإسرائيلي، خصوصًا في ظل التصعيد المتبادل مع الجماعة المسلحة في اليمن، فرغم أن معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلقها الجماعة يتم اعتراضها من قِبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، إلا أن صاروخ الأحد الماضي شكّل سابقة خطيرة بعد أن أصاب محيط من مطار بن جوريون الدولي، أحد أهم المرافق الحيوية في إسرائيل.