خطة إسرائيلية غير إنسانية لإغاثة غزة تثير رفضًا أمميًا واسعًا

في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة الدولية العاملة في القطاع رفضها القاطع لخطة جيش الاحتلال الإسرائيلي المتعلقة بتوزيع المساعدات الغذائية، معتبرة أنها تتجاهل كليًا المبادئ الإنسانية ولا تراعي احتياجات السكان، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا. جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء، شددت فيه هذه المنظمات على أن الخطة الإسرائيلية لا تضمن التوزيع العادل للمساعدات، وتهدد حياة المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وتُعزز السيطرة العسكرية على المساعدات كمكوّن من مكونات الإستراتيجية الحربية.
إعداد أراضي في رفح لإقامة منطقة إنسانية
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات تجريف واسعة في منطقة غرب رفح، حيث تم إعداد نحو 80 دونمًا لإقامة ما تُسمى بـ”منطقة إنسانية” جديدة لتوزيع الأغذية، بدعم من جمعية سويسرية تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي لا تزال مصادر تمويلها غير واضحة. وتشير الخطة إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، المقيمين حاليًا في خيام بـ”المنطقة الإنسانية” في المواصي، إلى جنوب القطاع، باتجاه منطقة تقع بين محور فيلادلفيا ومحور موراغ، لتكون مركزًا جديدًا لتوزيع الإغاثة.وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تنص الخطة على السماح بدخول 60 شاحنة مساعدات يوميًا فقط، أي ما يعادل 10% من عدد الشاحنات التي كان يتم إدخالها خلال فترة الهدنة السابقة. كما تُلزم الخطة كل عائلة بالحصول على حصة غذائية أسبوعية وزنها 18 كيلوغرامًا، بالإضافة إلى مستلزمات نظافة مرة كل أسبوعين، عبر ستة مراكز توزيع.منظمات الإغاثة اعتبرت أن نقل المواطنين إلى مناطق عسكرية للحصول على الطعام لا يخلو من الخطر، بل يضع حياتهم في مواجهة مباشرة مع احتمالات العنف، ويُعمق عملية الاقتلاع القسري، وسط تقارير عن احتمال فرض “حكم عسكري مؤقت” في هذه المناطق الجديدة، يُمهد لهجرة قسرية إلى دول ثالثة.الأمم المتحدة أكدت أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ونائبه المسؤول عن الإغاثة الطارئة، توم بلاتشر، لن يشاركا في خطة “تفتقد للحياد والشفافية”، ما يُشكّل صفعة دبلوماسية لمبادرة وُصفت بـ”الانتقائية والانتهازية”.