"كشمير على شفا الهاوية".. هل يتحول التصعيد بين الهند وباكستان لكارثة نووية؟

أكدت الحكومة الباكستانية، أن الهند هى المسؤولة عن إشعال جحيم في المنطقة، وأن الهجمات العسكرية الأخيرة من جانب نيودلهي تمثل تهديدًا بالغ الخطورة على خطوط الطيران الخليجية، محذرة من أن هذه التصعيدات تؤثر بشكل مباشر على الأمن الإقليمي، وأنها منحت تفويضًا كاملًا لقواتها المسلحة للرد على الهجمات، مع التأكيد على أن هذا الرد سيكون حازمًا ومتناسبًا مع تصعيدات الهند.وفي هذا الصدد، خصصت “القاهرة الإخبارية”، فقرة خاصة للحديث عن الأزمة الهندية الباكستانية بعد الهجوم العسكري الأخير الذي وقع في أبريل 2025، حيث توقعت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأميركية أن تتحول الأزمة في كشمير إلى نقطة اشتعال نووي، مشيرة إلى الحاجة الماسة لتفعيل آليات منع التصعيد تفاديًا لمزيد من التصعيد في جنوب آسيا، كما تناول الخبراء الموقف، موضحين أن تفعيل المعاهدات بين الهند وباكستان، بالإضافة إلى تجديد قنوات الاتصال بين البلدين، يمكن أن يساهم في الحد من مخاطر التصعيد.
مجلة أمريكية: كشمير تحولت لنقطة اشتعال نووي
وقالت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأميركية إن أزمة كشمير مرشحة للتحول إلى نقطة اشتعال نووي خطيرة، في ظل تصاعد التوتر بين الهند وباكستان إثر هجوم “بهاجام 2025″، مشيرة إلى أن الوضع يستدعي تفعيل آليات منع التصعيد تجنبًا لانزلاق كارثي في جنوب آسيا.وحذرت وكالة “بلومبرج” من امتداد النزاع إلى البحر الأحمر، إذ قد يلجأ الطرفان إلى استعراض القوة البحرية، معتبرة أن هذا الخيار قد يبدو أقل تكلفة سياسيًا لكنه يحمل في طياته خطرًا شديدًا بتوسيع دائرة الصراع، خصوصًا مع إمكانية دخول دعم تركي أو صيني على الخط.وشدد خبراء من “المجلس الأطلسي” على أن الغارات الهندية تأتي ضمن نمط تصعيدي متكرر، ورأى بعضهم أن التصعيد لا يزال محدودًا، بينما حذر آخرون من تداعياته الإقليمية، داعين لتجديد معاهدة تقاسم المياه كخطوة نحو التهدئة.وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية الصراع بين البلدين بأنه قومي مزمن تغذّيه قضايا الهوية والسيادة منذ 1947، وحذرت من أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تُغري الهند بتصعيد غير محسوب.كما دعا موقع “ذا كونفرسيشن” إلى إنشاء خط تواصل مباشر بين قادة البلدين، مشيرًا إلى أن غياب قناة تواصل موثوقة في ظل امتلاكهما السلاح النووي يزيد من احتمال سوء الفهم، ويقترح استلهام نموذج “الهاتف الأحمر” بين كينيدي وخروتشوف.
الصالحي: التصعيد بين الهند وباكستان يحمل رسائل متبادلة لكنه لن يصل لمواجهة نووية
ومن جانبه، بين الدكتور عبد الرحمن الصالحي، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، أن التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان يحمل في طياته رسائل سياسية واستراتيجية متبادلة، مشيرًا إلى أن الهند تسعى من خلال ضرباتها الجوية إلى التأكيد على قدرتها على الرد وتوجيه رسالة حازمة للداخل الهندي، بينما اعتمدت باكستان على رد عسكري متوازن وسريع يبرز موقفها الدفاعي وقدراتها الاستراتيجية.وأوضح الصالحي، أن باكستان تعتبر الهجوم الهندي تهديدًا وجوديًا، خاصة بعد إعلان نيودلهي تعليق اتفاقية تقاسم المياه، ما ينذر بكارثة زراعية تمس أمن باكستان القومي، مشيرًا إلى أنها أسقطت عدة طائرات هندية من طراز “رافال” و”ميغ 29″، ونفذت ضربات على أهداف عسكرية داخل الهند.وأكد الصالحي أن هذه التوترات تأتي في سياق أوسع يستهدف زعزعة الاستقرار في جنوب آسيا، وتحجيم طريق الحرير الصيني والتجارة الدولية، مرجحًا أن استمرار الاشتباكات سيكون على شكل ضربات تقليدية متقطعة دون أن تتطور إلى حرب شاملة أو نووية.
قنديل: المواجهة بين الهند وباكستان تهدد بكارثة نووية ودعا لتدخل دبلوماسي عاجل
وأكد الدكتور أحمد قنديل، الخبير في الشؤون الآسيوية، أن الحل الدبلوماسي هو الأمل الوحيد لمنع المواجهة المتصاعدة بين الهند وباكستان من الوصول إلى حافة الهاوية، مشيرًا إلى أن امتلاك الدولتين أسلحة نووية يجعل أي مواجهة شاملة كارثية، إذ قد تصل الخسائر البشرية إلى مئة مليون ضحية.وأوضح قنديل، أن جهود الوساطة فشلت حتى الآن في احتواء التصعيد، رغم دخول أطراف إقليمية مثل روسيا وتركيا والسعودية على خط الأزمة، متهمًا الهند بعدم الاستجابة لدعوات مجلس الأمن لضبط النفس، أو المطالبات بتحقيق دولي في هجوم 22 أبريل، مؤكدًا أن الحصار البحري أحد السيناريوهات المطروحة من جانب الهند ضد باكستان.وأشار إلى أن تنفيذه قد يؤدي إلى شلّ التجارة الباكستانية ويُعدّ خطًا أحمر للأمن القومي الباكستاني، وهو ما قد يدفع إسلام آباد إلى رد حازم، معتبرًا أن إدارة الرئيس ترامب تفضل استدامة الأزمات في آسيا لخدمة مصالحها الاستراتيجية، ومن بينها تطويق الصين وزيادة التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، فضلًا عن فتح أسواق جديدة لصادرات الأسلحة الأميركية إلى الهند وباكستان.
سلامة: النزاع بين الهند وباكستان خطر متجدد والتصعيد قد يتحول لصراع شامل
وقال الدكتور طلعت سلامة، الخبير في الشؤون الآسيوية، إن الأزمة الراهنة بين الهند وباكستان تمثل خطرًا متجددًا، محذرًا من أن التصعيد الجاري قد يتطور إلى صراع شامل ما لم تتدخل القوى الدولية لاحتواء الموقف، وأن جذور النزاع تعود إلى مرحلة ما بعد الاحتلال البريطاني، الذي خلّف نقاطًا حدودية ساخنة أبرزها إقليم كشمير، وهو ما يجعل الصراع بين البلدين يتجدد باستمرار.وأضاف أن قرار الهند بإلغاء الحكم الفيدرالي في كشمير وضم الإقليم إلى سيادتها، دفع وزير الدفاع الباكستاني إلى التصريح بأنه “لن يترك المسلمين وحدهم”، ما شجّع بعض الجماعات المتطرفة على تنفيذ هجمات إرهابية، مؤكدًا أن ميزان القوى بين البلدين متقارب، فكلاهما يمتلك أسلحة باليستية ونووية، مما يزيد من خطورة النزاع.