"سبيس إكس" تسعى لزيادة عمليات إطلاق صاروخها العملاق ستارشيب

حصلت شركة “سبيس إكس”، المملوكة لرائد الأعمال والملياردير إيلون ماسك، على تصريح رسمي من السلطات الأمريكية لزيادة وتيرة إطلاق صاروخها العملاق “ستارشيب”، والذي تطوره الشركة تمهيدًا لاستخدامه في الرحلات المستقبلية إلى القمر والمريخ.وبعد عملية تقييم استمرت سنوات وشملت دراسة الجوانب البيئية مثل جودة الهواء والتلوث الضوضائي، وافقت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) على رفع عدد الرحلات السنوية المسموح بها من خمسة إلى 25 عملية إطلاق من القاعدة الفضائية التابعة للشركة قرب بوكا تشيكا بولاية تكساس.ويُعد “ستارشيب” أقوى صاروخ تم تصميمه على الإطلاق، وقد خضع حتى الآن لثماني رحلات تجريبية، كان آخرها في أوائل عام 2025. وشهدت الرحلتان الأخيرتان انفجارات قوية على ارتفاعات عالية وتساقط حطام فوق منطقة البحر الكاريبي، ما أثار انتقادات واسعة من جماعات حماية البيئة.ورغم هذه الحوادث، رأت إدارة الطيران الفيدرالية أن المشروع “لن يكون له تأثير بيئي كبير”، مشيرةً إلى أن الغرض من برنامج الإطلاق المتسارع هو دعم مهام وكالة “ناسا” ووزارة الدفاع الأمريكية، وهو ما ينسجم مع خطط الولايات المتحدة للعودة إلى القمر واستكشاف كوكب المريخ.وربطت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية هذه الموافقة الرسمية بعلاقات إيلون ماسك الوثيقة بالرئيس السابق دونالد ترامب، معربة عن مخاوف من احتمال تدخل سياسي في قرارات الجهات التنظيمية.من جانبها، أبدت جماعات بيئية معارضة شديدة للقرار، مؤكدة أن تكثيف عمليات الإطلاق بالقرب من محميات طبيعية قد يُعرض الحياة البرية، مثل الطيور والسلاحف البحرية، للخطر. وفي الوقت نفسه، اعترفت إدارة الطيران الفيدرالية بأن الموجات الصوتية القوية الناتجة عن إطلاق الصاروخ – الذي يبلغ ارتفاعه 123 مترًا، أي ما يعادل مبنى من 40 طابقًا – قد تتسبب في “ترويع بعض الكائنات”.ويُتوقع أن يُمكّن هذا التصريح شركة “سبيس إكس” من تسريع وتيرة تطوير مركبتها العملاقة، عبر اعتماد أسلوب الإطلاق المتكرر للنماذج الأولية لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها بسرعة – وهي فلسفة تقنية ساهمت في نجاحات الشركة، لكنها لا تزال محط جدل وانتقاد بسبب المخاطر البيئية والتقنية المرتبطة بها.وكانت عدة جمعيات بيئية قد تقدمت بشكاوى في عام 2023 ضد السلطات الأمريكية، متهمةً إياها بإجراء تقييمات بيئية غير كافية لبرنامج الإطلاق المتوسع.