صحيفة يونانية: زيارة الرئيس السيسي لأثينا تحمل أبعاد استراتيجية عميقة

أكدت صحيفة “توفيما” اليونانيى، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تحمل أبعادًا استراتيجية عميقة وسط مشهد إقليمي متقلّب.بحسب مصادر حكومية يونانية، تعكس هذه الزيارة تعزيزًا إضافيًا للعلاقات الاستراتيجية الراسخة بين القاهرة وأثينا، كما تؤكد على ترسيخ مكانة البلدين كدعائم للاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط، في توقيت بالغ الحساسية يتسم باضطرابات جيوسياسية متزايدة في الإقليم.وعقب اللقاء الثنائي بين الرئيس السيسي وميتسوتاكيس، انطلقت أعمال الجلسة العامة للمجلس الأعلى للتعاون بين مصر واليونان في نسخته الأولى، وهي جلسة وُصفت من قبل مصادر حكومية بأنها تمثّل محطة مفصلية في مسار تعميق العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات.
شراكة استراتيجية وتنسيق كامل
وأعلن الزعيمان خلال الجلسة، الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، بما يشمل تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات السياسة الخارجية من خلال آلية مشاورات دورية، إلى جانب دفع التبادلات التجارية والاستثمارية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز مشروعات الربط اللوجستي.
كما تصدر جدول الأعمال موضوع الربط الكهربائي بين مصر واليونان عبر مشروع “GREGY interconnector”، والتعاون في مجال أمن الطاقة، فضلًا عن قضايا التغير المناخي، والدفاع والأمن، وملف الهجرة، إضافة إلى ملفات التعليم والثقافة، وتوجت هذه المحادثات بتوقيع بيان مشترك يُبرز أطر التعاون والمواقف الموحدة في مختلف القضايا.
رسالة مصرية يونانية في زيارة الرئيس السيسي لأثينا
وتسعى أثينا والقاهرة من خلال هذه الزيارة والبيان المشترك إلى إرسال رسالة واضحة تعكس التقارب الكبير في الرؤى والمواقف، والتزام البلدين بالاحتكام إلى القانون الدولي في مواجهة التحديات، والعمل المشترك من أجل استقرار المنطقة، في وقت تشهد فيه خريطة التحالفات الجيوسياسية تحولات بارزة في شرق المتوسط والعالم العربي.وخلال المحادثات الثنائية، تناول الزعيمان أبرز التطورات الإقليمية، ولا سيما الوضع في قطاع غزة، ومستجدات الأزمة السورية، والصراع القائم في ليبيا، وسط تنامي القلق من انفلات الأوضاع الأمنية وامتداد تداعيات النزاعات المسلحة.تجدر الإشارة إلى أن آخر لقاء رسمي بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء ميتسوتاكيس عُقد في القاهرة في يناير 2025، على هامش القمة الثلاثية التي جمعت مصر واليونان وقبرص. وكان ميتسوتاكيس قد زار القاهرة كذلك في مارس 2024 برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وعدد من القادة الأوروبيين، في إطار زيارة هدفت إلى توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر.وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى اليونان في إطار تنسيق إقليمي متقدّم يعكس إدراك البلدين لحجم التحديات المشتركة التي تواجه شرق المتوسط، ولأهمية توسيع الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف على أسس من التكامل الاقتصادي والأمني والدبلوماسي. ويبرز في هذا السياق الطابع العملي والمتدرج الذي تتبناه كل من القاهرة وأثينا في مقاربة الملفات الشائكة، بما في ذلك النزاعات الحدودية، وأمن الطاقة، والهجرة، إلى جانب التوازنات الإقليمية في ظل تصاعد أدوار قوى إقليمية منافسة.وأكدت الصحيفة اليونانية، أنه من خلال هذه الزيارة والنتائج المنتظرة عنها، تؤكد مصر واليونان أنهما لاعبان رئيسيان في صياغة مستقبل شرق المتوسط، وأن التحالف بينهما ليس تحالف ظرف، بل شراكة استراتيجية راسخة تراكمت عبر سنوات من التفاهم السياسي والتقارب الجيوسياسي، وتستند إلى مصالح مشتركة وتطلعات إقليمية نحو الأمن والتنمية.