المجلس الإسلامي البريطاني يحذر من تصاعد التوتر بين الجاليات الهندية والباكستانية

المجلس الإسلامي البريطاني يحذر من تصاعد التوتر بين الجاليات الهندية والباكستانية

في ظل تصاعد التوترات في إقليم كشمير، أعرب المجلس الإسلامي البريطاني (MCB) عن قلقه إزاء التأثيرات المحتملة لهذه التطورات على الجاليتين الباكستانية والهندية في المملكة المتحدة، محذّراً من تنامي التوترات المجتمعية والانفعالات العاطفية التي ظهرت في الأيام الأخيرة، لا سيما في أوساط المجتمعات ذات الجذور المرتبطة بالمنطقة المتنازع عليها.

تداعيات الازمة في شبه القارة الهندية 

وقال مسوود أحمد، نائب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، إن المجلس يشعر بقلق بالغ من تداعيات الأزمة في شبه القارة الهندية على الداخل البريطاني، مشدداً على أهمية العمل الجماعي للحفاظ على التماسك المجتمعي. وأضاف: “في مثل هذه الأوقات المتوترة، يجب علينا جميعاً أن نضطلع بدور مسؤول. المجلس الإسلامي البريطاني مستعد للتعاون مع السلطات الرسمية، والمؤسسات الدينية، وممثلي الجاليتين الباكستانية والهندية في بريطانيا لضمان بقاء شوارعنا هادئة، وتعزيز ثقافة التفاهم والسلام”.وفي السياق ذاته، شددت وزارة الخارجية البريطانية على أهمية ضبط النفس، ودعت مختلف الأطراف داخل المملكة المتحدة إلى تغليب لغة الحوار والوحدة. وقال هاميش فلكنر، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية، خلال جلسة في مجلس العموم: “الجاليتان الباكستانية والهندية في بريطانيا تشكّلان جزءا لا يتجزأ من نسيجنا الوطني، وتسهمان إسهاما كبيرا في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ونحن ندرك تماما أن هذه المرحلة قد تكون صعبة ومؤلمة للكثير من أبناء تلك الجاليات”.وأضاف: “نحن نتطلع إلى جميع قادة المجتمع المحلي والمؤسسات الدينية للعمل على تهدئة الأجواء، ونشر رسالة واضحة بأن الوقت الآن هو وقت الوحدة والتكاتف، لا الانقسام. يجب أن نرتقي فوق الخلافات الدينية والعرقية، وأن نحافظ على قيم التعايش التي تميّز مجتمعنا البريطاني”.تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد عسكري بين الهند وباكستان بشأن كشمير، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة في بريطانيا من انعكاسات هذه الأحداث على المشهد المحلي، خاصة في ظل وجود جاليات كبيرة من أصول جنوب آسيوية.ويشكل الموقف الذي تبنّاه المجلس الإسلامي البريطاني نموذجاً للدعوة إلى الوعي المجتمعي، والحيلولة دون انتقال الصراعات الخارجية إلى الداخل البريطاني، عبر التركيز على التهدئة والتواصل بين المكونات المختلفة للمجتمع.وفي وقت تتزايد فيه أهمية الأدوار التي تلعبها المؤسسات الدينية والاجتماعية في تعزيز السلم الأهلي داخل المجتمعات متعددة الأعراق، تسلط دعوات المجلس الإسلامي الضوء على الحاجة الماسة لمبادرات حقيقية تعزز الحوار والتفاهم، وتمنع امتداد الصراعات السياسية والدينية إلى الشوارع البريطانية.