عمرها 3 آلاف عام.. علاقات مصر واليونان بدأت بـ"نقل المعرفة" وتطورت عبر الحضارات

عمرها 3 آلاف عام.. علاقات مصر واليونان بدأت بـ"نقل المعرفة" وتطورت عبر الحضارات

يجري الرئيس عبدالفتاح السيسي، حاليا زيارة إلى اليونان، التقى خلالها نظيره اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، مؤكدين على عمق العلاقات الروابط بين البلدين.وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول القضايا الإقليمية ذات الإهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وسوريا، وليبيا، واليمن، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، إلى جانب سبل تجنب التصعيد الإقليمي وتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تم التأكيد في هذا الصدد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر واليونان لضمان تحقيق التهدئة واستعادة الاستقرار في المنطقة.ورغم ما يفصل بين مصر واليونان من مسافات، فإن الروابط التي جمعت بين الحضارتين تمتد لآلاف السنين، حيث تعود جذور العلاقات بين البلدين إلى نحو 3 آلاف عام، وتحديدًا إلى العصور الفرعونية، عندما بدأت أولى ملامح التبادل الثقافي والعلمي بين الشعبين في إطار ما يمكن وصفه بـ”نقل المعرفة“.

بداية العلاقات منذ القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد ونقل المعرفة

وتعود البدايات الأولى للعلاقات بين البلدين إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد، حين بدأ التجار اليونانيون يترددون على السواحل المصرية وخاصة دلتا النيل، لينقلوا معهم أسرار الحضارة المصرية القديمة، التي كانت آنذاك في أوج قوتها وازدهارها العلمي والمعماري.وتشير النقوش القديمة إلى زيارات متبادلة كان لها أثر مباشر في تشكيل الفكر اليوناني، خاصة في الفلسفة والرياضيات والفلك والطب.من أبرز الشواهد على هذا التأثير، رحلة الفيلسوف اليوناني الشهير فيثاغورس إلى مصر، حيث درس في معابدها وتعلّم على يد الكهنة علوم الهندسة والعدد، قبل أن يعود إلى بلاده ليؤسس أحد أهم التيارات الفكرية في التاريخ الغربي. كما أصبحت العلاقة أكثر عمقًا مع تأسيس دولة البطالمة ذات الأصل اليوناني، والتي حكمت مصر لأكثر من ثلاثة قرون، وتجلّى هذا التمازج الثقافي في بناء مدينة الإسكندرية التي تحولت إلى واحدة من أعظم مراكز العلم والمعرفة في العالم القديم، باحتضانها مكتبة الإسكندرية الشهيرة، ومتحفها الذي اجتذب علماء من شتى بقاع الأرض.واليوم، وبعد آلاف السنين، ما زالت العلاقة بين مصر واليونان قائمة، ولكن بأسس دبلوماسية واستراتيجية حديثة، تتجدد عبر التعاون في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم، لتُثبت أن الحضارات العظيمة لا تنقرض، بل تُخلّد بالتواصل والمعرفة.

العلاقات المصرية اليونانية سياسيا

وحديثا، شهدت العلاقات المصرية اليونانية نقلة نوعية على الصعيد السياسي منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة عام 2014، لتتوالى الزيارات الرئاسية والدبلوماسية بين البلدين، سواء بشكل ثنائي أو في إطار القمم الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، التي تستضيفها الدول الثلاث بالتناوب.وفي إبريل الماضي، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة ماكيس فوريديس، وزير الهجرة واللجوء اليوناني وذلك على هامش المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم.أكد عبد العاطي على متانة العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، وأشاد بمواقف اليونان الإيجابية والمساندة لمصر، وأكد الحرص على مواصلة التنسيق مع اليونان في مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.

زيارات متبادلة بين البلدين

وفي 20 مايو 2024 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لليونان، استقبله جورجيوس جيرابيتريتيس وزير خارجية اليونان، تضمن اللقاء عقد اجتماع ثنائي مغلق بين الوزيرين، أعقبه جلسة مباحثات موسعة شملت الوفدين المصري واليوناني تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية والتشاور المكثف حول التطورات التي تشهدها المنطقة.وأكدت المباحثات الاعتزاز المشترك بعمق العلاقات التاريخية والتقارب الدائم بين مصر واليونان على مختلف الأصعدة، مع تجديد الالتزام بالعمل المشترك لتعزيز تلك العلاقات في كافة المجالات.كما التقى الرئيس السيسي في يناير 2024، مع “ديميتريس كوبيلوزوس” رئيس مجلس إدارة مجموعة “كوبيلوزوس” اليونانية للبنية التحتية، بحضور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعدد من كبار مسئولي الشركة.