محلل سياسي هندي لـ"الدستور": المواجهة بين نيودلهي وباكستان نتيجة للضغوط الشعبية على مودي

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهندي ظفرالإسلام خان، إن سبب وصول الأمور إلى مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان يأتي نتيجة الضغوط الشديدة على رئيس الوزراء ناريندار مودي وحكومته بأن تفعل شيئا لإظهار أن الهند قوية، وأنها لا تسمح لأحد بالمساس بأمنها. وأضاف خان المقيم في نيودلهي، أن هذه المواجهة في الجزء الباكستاني من كشمير أي فيما يسمى بكشمير الحرة التي لا توجد بها حدود دولية متفق عليها، بل هناك حدود وقف إطلاق النار، موضحا أنه من المعتاد للبلدين تراشق النيران في هذه المنطقة سواء من الجانب الباكستاني أو من الجانب الهندي وذلك لأتفه الأسباب مثل عبور حيوان بري الأسلاك الشائكة التي توجد على خط وقف إطلاق النار، وهذه الأسلاك عبارة عن سور إليكتروني حساس جدا يطلق الصفارات في حالة أي محاولة لاختراقه. وعندما يحدث شيء من هذا النوع يظن الجانب الهندي أنه محاوله من جانب باكستان لإدخال إرهابيين إلى داخل الجزء الهندي من كشمير.
المواجهة الشاملة شديدة الخطورة
ورغم وصول الأمور إلى المواجهة العسكرية، يرى خان أن المواجهة ستكون خفيفة ولن تصل إلى حد حرب شاملة؛ بل سيكتفي الجانب الآخر بالرد بالمثل. وقد حدث هذا في السنوات الماضية غير مرة، خصوصا فى فبراير سنة 2019 بعد الهجوم الإرهابي على قافلة الجيش الهندي في منطقه بولواما حين أغارت طائرات هندية على مواقع في كشمير الحرة، زعمت أنها قواعد للإرهابيين، وقامت باكستان بالرد بالمثل، وانتهى الأمر هناك.وواصل المحلل السياسي الهندي قائلا: أعتقد أن الجانبين يدركان أن أي مواجهة شاملة ستكون شديدة الخطورة، وقد تؤدي إلى تبادل الهجمات النووية، ما يعني دمارا شاملا على الجانبين، وإزهاق أرواح ما لا يقل عن 10 ملايين نسمة على كل جانب، بالإضافة إلى التداعيات الخطيرة لسنوات طويلة بسبب الإشعاع النووي الذي سيصيب منطقة شاسعة في البلدين.وأوضح خان، أن الدول التي يمكن أن تلعب دورا لتهدئة الأمور بين الهند وباكستان لن تكون سوى الولايات المتحدة التي لها تأثير على الجانبين. والهند بصورة عامة لا تقبل أي تدخل أجنبي في صراعها وقضاياها مع باكستان. وقد قالت الولايات المتحدة بالفعل على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس ترامب على اتصال مع البلدين لتهدئة الأمور، وذلك لأن ليس من مصلحة أمريكا اندلاع مشكلة كبيرة بينما هي مشغولة بكثير من القضايا ومنها التعريفات الجمركية وحرب أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على غزة.واختتم بالقول: أظن أن العقلاء في البلدين سوف يدركان سريعا عقم هذه الخطوات لأنها لن تساعد في حل المشكلات بين البلدين بل ستؤدى إلى تعقيدها والسماح لقوى أجنبية بالتدخل فيها، متابعا: أعتقد أن السلام البارد سيعود من جديد إلى علاقات البلدين إذ كانت العلاقات باردة جدا منذ أكثر من عشر سنوات بما فيها قطع الاتصالات الجوية والبرية وحتى البريدية، وأيضا قطع التبادل التجاري إلى حد كبير، وذلك بسبب سياسات الحكومة الهندية الحالية التي ترى أن تشديد الموقف ضد باكستان ينفعها سياسيا داخل البلاد، وأن شريحة من الناخبين الهنود يرضيهم جدا قطع العلاقات أو على الأقل تجميدها مع باكستان.