مكاوي لـ"الدستور": الضغوط الدولية قد تكون العامل الحاسم في وقف التصعيد بين الهند وباكستان

مكاوي لـ"الدستور": الضغوط الدولية قد تكون العامل الحاسم في وقف التصعيد بين الهند وباكستان

يرى الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الهندية، سيد مكاوي، أن الوضع الحالي بين الهند وباكستان قد يفضي إلى حرب مفتوحة في أي لحظة. واوضح مكاوي في تصريحات خاصة لـ الدستور، حيث تسعى كل دولة لاستعراض قوتها العسكرية في مواجهة الأخرى. 

الهجمات الاخيرة بين البلدين 

ويعتقد مكاوي أن التساؤل الأبرز الآن هو ما إذا كانت الحسابات قد أُغلِقت على الهجمات الأخيرة التي شنتها الهند ضد باكستان، والتي اعتبرتها الأخيرة إجراءات دفاعية. وقد أسفرت تلك الهجمات عن إسقاط خمس مقاتلات هندية، اعترفت الهند بسقوط ثلاث منها، بالإضافة إلى الهجمات المدفعية الباكستانية التي استهدفت مواقع للجيش الهندي في كشمير، التي تسيطر عليها الهند.وأشار مكاوي إلى الهجمات الباكستانية التي استهدفت إقليم البنجاب الهندي، رداً على الهجمات الهندية الأخيرة التي استهدفت مواقع في الإقليم ذاته. هذه التصعيدات المتبادلة بين الطرفين تضع المنطقة في حالة توتر شديدة، ويصعب تحديد ما إذا كانت هذه الهجمات ستكون الأخيرة أم ستتبعها جولات تصعيد أخرى.وتابع قائلاً إن الضغوط الدولية على الهند وباكستان ستكون عاملًا محوريًا في تطورات الأزمة الحالية. وأوضح أنه إذا وافقت الهند على الالتزام باتفاقية نهر السند الحيوية لبقاء الشعب الباكستاني، وأكدت عدم الاعتداء على سيادة باكستان مجددًا تحت أي ذريعة، فقد يصبح من الممكن إقناع باكستان بعدم الرد على الهجمات الهندية، وفي هذه الحالة، يمكن للطرفين أن يعتبروا الموقف متوازنًا وأن يتجنبوا مزيدًا من التصعيد.لكن مكاوي أكد أن أي فشل في التوصل إلى هذا التفاهم سيكون له تداعيات خطيرة. وأضاف أن الرد الباكستاني على الهجوم الهندي قد يحدث في أي لحظة، وقد يستغرق أياما قبل أن يتبلور، وتكمن الخطورة في أن أي خطأ في الحسابات من أي طرف قد يؤدي إلى تصعيد سريع خارج عن السيطرة، لاسيما في ظل الوضع الحساس في المنطقة.كما حذر مكاوي أن التصعيد العسكري غير المحسوب قد يتسبب في خسائر غير مقصودة، وهو ما قد يخرج الوضع عن السيطرة، ويؤدي إلى تدخلات غير مرغوبة من أطراف أخرى، وهو ما يعزز من مخاوف المجتمع الدولي من إمكانية تصاعد الأزمة إلى مستوى غير قابل للتراجع.وأكد مكاوي على أن استمرار التصعيد بين الهند وباكستان يتطلب من القوى الدولية الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، التدخل بشكل عاجل لضمان عدم خروج الأمور عن نطاق السيطرة. وفيما يترقب العالم تطورات هذه الأزمة، يبدو أن كل طرف يسعى للحفاظ على موقفه الاستراتيجي في المنطقة، بينما يتزايد القلق من أن تفضي هذه الأزمة إلى حرب شاملة يصعب على الجميع التحكم في تداعياتها.