غارات هندية تقتل مدنيين في باكستان.. والجيش الباكستاني يحصل على تفويض بالرد

فوضت باكستان قواتها المسلحة باتخاذ إجراءات انتقامية “مكافئة” ضد الهند، وذلك عقب هجوم صاروخي شنته القوات الجوية الهندية ليلًا وأسفر عن مقتل 26 شخصًا في باكستان، ما أثار مخاوف من تصاعد الصراع بين البلدين النوويين.وفي بيان شديد اللهجة، اتهمت باكستان الهند بـ”إشعال نار جحيمية” في المنطقة، وذلك بعد تنفيذ الأخيرة ضربات جوية استهدفت تسعة مواقع في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية وفي إقليم البنجاب الباكستاني، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
الضربات جاءت رد مباشر على الهجوم
وقد قالت الهند إن هذه الضربات جاءت كرد مباشر على الهجوم الذي وقع أواخر الشهر الماضي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، حيث استهدف مسلحون وقتلوا 25 سائحًا هندوسيًا ومرشدهم السياحي.واتهمت الهند باكستان بالتورط المباشر في تلك الهجمات، عبر جماعات إسلامية مسلحة يُعتقد منذ زمن طويل أن باكستان تدعمها، وبعد الغارات الجوية التي نفذتها الأربعاء، والتي أسفرت عن مقتل 26 شخصًا بينهم عدد من الأطفال، وإصابة 45 آخرين، أعلنت الهند انتصارها على باكستان بشكل احتفالي.لطالما اتسمت العلاقة بين الهند وباكستان بالتوترات المزمنة، حيث خاض البلدان ثلاث حروب كبرى منذ استقلالهما عام 1947، وكانت منطقة كشمير المتنازع عليها محورًا دائمًا لتلك الصراعات. لكن التصعيد الأخير الذي بدأ بعد هجوم دموي استهدف سياحًا هندوسًا في كشمير نهاية مارس الماضي، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا، أعاد المخاوف من انزلاق البلدين النوويين إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.الهند سارعت إلى تحميل باكستان مسؤولية الهجوم عبر دعم جماعات مسلحة متطرفة تنشط في كشمير، وهو اتهام تنفيه إسلام آباد. وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، شن سلاح الجو الهندي ضربات جوية وصاروخية دقيقة استهدفت تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، شملت إقليم كشمير الباكستاني والبنجاب، وأسفرت عن مقتل 26 شخصًا، بينهم أطفال، وفق السلطات الباكستانية.الرد الباكستاني جاء سريعًا من خلال بيان رسمي وصف الهجمات بأنها “عمل حربي سافر”، معلنًا تفويض الجيش باتخاذ إجراءات “رد مماثل”، ما يفتح الباب أمام سلسلة من الضربات المتبادلة في منطقة تشهد أصلًا هشاشة أمنية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل انشغال باكستان بأزمات داخلية متراكمة تشمل التدهور الاقتصادي، وتصاعد العنف في بلوشستان وعلى الحدود مع أفغانستان.وتزيد المخاوف من غياب أي طرف دولي فاعل قادر على التوسط أو احتواء التصعيد، إذ لم تُبدِ الولايات المتحدة، التي لطالما لعبت دورًا في نزع فتيل النزاعات بين الجانبين، اهتمامًا كبيرًا بالتدخل هذه المرة، في ظل انشغال إدارتها بملفات دولية أخرى. ويرى مراقبون أن هذا الفراغ الدبلوماسي قد يؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة، خصوصًا مع وجود قيادات عسكرية متشددة على الجانبين، وسط مطالب شعبية متصاعدة بالرد والانتقام.