طاهر المعتصم لـ"الدستور": استهداف بورتسودان تحول خطير فى مسار الحرب

اعتبر الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم أن استهداف مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة ومقر الحكومة، يمثل تحولًا خطيرًا في مسار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وميليشات الدعم السريع، ويشكل “علامة فارقة” تنذر بفصل جديد من التصعيد.وأوضح المعتصم، في تصريحات لـ”الدستور” أن الضربات الأخيرة بالطائرات المسيّرة على بورتسودان، والتي استمرت لعدة أيام، تأتي كردّ فعل مباشر على العمليات العسكرية التي نفذها الجيش السوداني مؤخرًا، وتحديدًا الهجوم على مطار نيالا الذي أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الدعم السريع.
فك الضغط العسكري
وأضاف: “الهجوم على بورتسودان محاولة واضحة لفك الضغط العسكري بعد التحركات الأخيرة للجيش نحو دارفور، لفك الحصار عن الفاشر وعدد من المدن الاستراتيجية”.ووصف المعتصم الهجوم بأنه “رسالة تصعيدية شديدة الخطورة” تحمل دلالات سياسية وعسكرية، وتكشف عن استعداد الأطراف لتوسيع رقعة المعركة نحو مناطق جديدة ذات أهمية رمزية وإدارية. وأشار إلى أن بورتسودان، التي كانت حتى وقت قريب تُعتبر منطقة آمنة نسبيًا، أصبحت الآن جزءًا من ساحة الصراع، ما يعني أن الحرب تدخل مرحلة يصعب التنبؤ بمآلاتها.وحول طبيعة الأهداف التي طالتها الضربات، قال المعتصم إن الطائرات المسيّرة استهدفت مناطق حيوية في المدينة، مشيرًا إلى أن قلة منها كانت ذات طابع عسكري، بينما تركزت الغالبية على منشآت مدنية تقدم خدمات أساسية للسكان. وأضاف: “هذا التوجه في الاستهداف يزيد من معاناة المدنيين ويؤكد أن الصراع لم يعد يلتزم بأي قواعد اشتباك تحمي المدنيين أو البنية التحتية”.وأعرب المعتصم عن قلقه من أن يكون استهداف بورتسودان مقدمة لمرحلة أكثر دموية، خصوصًا في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي، وتصلّب المواقف من الطرفين. وأضاف: “ما نشهده اليوم ليس فقط تصعيدًا عسكريًا، بل هو تحوّل في استراتيجيات القتال، مع دخول مناطق جديدة في دائرة النار، مما يهدد بتمدد النزاع إلى مناطق كانت تُعتبر حتى وقت قريب ملاذًا آمنًا”.ودعا في ختام تصريحه إلى ضرورة تحرك إقليمي ودولي عاجل للحد من هذا التصعيد، وتفادي انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى، مؤكداً أن استمرار استهداف المدن الكبرى، وعلى رأسها بورتسودان، لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية، وتهديد ما تبقى من مؤسسات الدولة.