تحية لـ "آدم حنين" أم استنساخ أعماله؟.. القصة الكاملة لتجميد معرض الفنان خالد فرحان (خاص)

تحية لـ "آدم حنين" أم استنساخ أعماله؟.. القصة الكاملة لتجميد معرض الفنان خالد فرحان (خاص)

رغم غيابه في عام 2020، إلا أن المثال المصري، الفنان الكبير آدم حنين، كان محور الجدل الذي ساد الساحة التشكيلية خلال الـ 24 ساعة المنصرمة، على خلفية تجميد معرض الفنان البحريني، خالد فرحان “تحية لـ آدم حنين”، والذي كان مقرر إنطلاقه مساء أمس الأربعاء بقاعة آدم حنين، بمركز الهناجر الثقافي بدار الأوبرا المصرية.وما بين الإعلان عن افتتاح المعرض، وإيقاف حفل افتتاحه بأمر النيابة، وقرار وزير الثقافة وسفارة البحرين في القاهرة، بتجميد إقامة المعرض، الكثير من التفاصيل، والتي نرصدها لكم في هذا التقرير.

بيان مؤسسة آدم حنين بإيقاف المعرض

في بيان لها أمس الأربعاء، أصدر مجلس إدارة  مؤسسة آدم حنين للفنون التشكيلية، بيانًا طالب فيه بعدم إقامة معرض تحية لـ آدم حنين، للفنان البحريني خالد فرحان، وتحرر محضر بالتعدي على أعمال الفنان الكبير.وحول تفاصيل أزمة معرض “تحية لـ آدم حنين”، وأسباب تجميده، تحدث، الدكتور حسام لطفي، المستشار القانوني لمؤسسة آدم للفنون التشكيلية في تصريحات خاصة لـ”الدستور”.

حسام لطفي: خالد فرحان استنسخ “288” عمل خاصة بآدم حنين

واستهل “لطفي” حديثه مشيرًا إلى أنه حفاظًا على حقوق الملكية الفكرية لأعمال الفنان الكبير آدم حنين، فقد قمت أمس الثلاثاء السادس من مايو 2025، بتحرير محضر في نقطة شرطة الجزيرة، بواقعة تعدي الفنان البحريني خالد فرحان، على أعمال الفنان آدم حنين وتنفيذ نماذج مماثلة لها بالمخالفة للقانون رقم 82 لسنة 2002 بحماية حقوق الملكية الفكرية، وقد تحفظت النيابة علي أعمال معرض تحية إلي آدم حنين.

المعرض

وعن الأسباب التي دعت المؤسسة لتحرير المحضر، وتجميد المعرض، وما مدى إمكانية أن تكون نماذج معرض تحية إلى آدم حنين، مستوحاة من أعمال “حنين”، قال “لطفي”: هذا ليس تأثر، فالفنان آدم حنين أنتج وقدم فى حياته حوالي 5000  قطعة نحتية، وقد قام خالد فرحان هو باستنساخ 288 قطعة نحتية طبق الأصل من أعمال آدم حنين والتي كان من المقرر عرضها في معرضه “تحية إلى آدم حنين”.وحول إذا ما كان خالد فرحان قد أشار أو ذكر أن الأعمال من وحي آدم حنين، شدد “لطفي” على أنه بإمكان أي شخص رويتهم فهى معروضة في قاعة آدم حنين بمركز الهناجر الثقافي بدار الأوبرا المصرية، فى معرضه “تحية إلي آدم حنين”.

وتابع “لطفي”: طلبنا من النيابة التحفظ على 288 قطعة نحتية تشكل معروضات “تحية إلي آدم حنين”، فهذا ليس تأثر. خاصة وأننا في مؤسسة آدم حنين، عرفنا أن خالد فرحان، أقام منذ عام معرض في البحرين وقد قابل حينها أحد أعضاء مؤسسة آدم حنين وأخبرناه أنه يمنع عليه مثل هذا العمل وقلنا أنه ربما تصمم قطعة برؤيتك وتقول إنك استوحيتها من آدم حنين لكن ليس كل العمل يكون منسوخ من آدم حنين وحينها اختفى.وأوضح: ثم فوجئنا بإعلانه عن معرض “تحية إلي آدم حنين” الذي أقامه في مصر أمس وأرسل دعوات وأن السفارة البحرينية متبنية المعرض، والسفيرة هى من توجه دعوات المعرض، بعدما قام بإيجار قاعة آدم حنين فى مركز الهناجر للفنون وبدأ يعرض الأعمال النحتية.واستطرد: وعندما ذهبنا إلى المعرض ــ قبل افتتاحه ــ وجدنا أعمال آدم حنين كاملة، وقابله نقيب الفنانين التشيكليين طارق الكومي، وقال له أن هذا خطأ لكنه رد علي الكومي وقال أن المعرض أقيم ولا يستطيع التراجع وذهبنا حينها لإدارة الأوبرا وأخبرناهم بما حدث وأيضًا قمنا بتحرير محضر في نقطة شرطة الجزيرة وأحضرنا الكتالوج الذي تم توزيعه في معرض “تحية إلي آدم حنين” وفيه نقل لأبرز أعمال آدم حنين مثل تمثال “المحارب”، تمثال “القراءة” تمثال الحصان والرجل. نقل كل هذا ونفذ منها نماذج ولم يذكر سوي إهداء إلى الأستاذ آدم حنين على المعرض، وهذا خطأ تام وهو بحريني الجنسية ولدينا جميع بياناته والحمد لله إدارة الأوبرا تدخلت بعدما عرفت أن هناك تعد علي أعمال آدم حنين، أحد رموز مصر الفنية، والرجل الذي ترك كل مؤسساته الفنية ملك لمصر، وترك ممتلكاته التى تقدر بحوالي 4 مليار جنيه.

المعرض
المعرض

صلاح بيصار: تحية لـ “آدم حنين” استنساخ كامل وليس استلهامًا

وبدوره قال الناقد الفنان التشكيلي، صلاح بيصار لـ”الدستور” حول إذ ما كان في الأمر سوء فهم، ولماذا لا يعد اقتباس الفنان البحريني خالد فرحان لروح أعمال الفنان آدم حنين بمثابة شهادة على قيمة أعمال “حنين”، بالقدر الذي جعل فرحان يستوحي أعمال حنين في معرضه “تحية إلي أدم حنين”: “هى قضية خطيرة وحساسة فإذا كان فنانا وعنده عالم لماذا يقتبس من عالم فنانا آخر مع سبق الإصرار والترصد”.

وأوضح: “يقول تحية لآدم حنين وهذا معناه ليس تشابهًا في عمل واحد فقط، إنما أعمال المعرض كلها مقلدة من أعمال حنين، وبنفس إحساسه الفني، وهذا ما دفع مؤسسة آدم حنين لتحرير المحضر ووقف المعرض.وتابع: ومن المفترض أن يحسم في قضايا الملكية الفكرية بسرعة، أولا تتخذ إجراءات سريعة  الإجراء الأول بأن يقوم المتضرر كما في حالة مؤسسة آدم حنين، بالاتصال بالقاعة ووقف المعرض.كانت هناك حادثة فيما مضى تخص الفنان عصمت داوستاسي والذي استنسخ أعمال الفنان محمود موسي، وكان علي وشك أن يقيم معرضا لتلك الأعمال في قاعة “كريم فرنسيس”، وكان داوستاشي يقول دائما أنا تلميذه أي تلميذ محمود موسي، إلا أن ابن الفنان محمود موسي، وهو “صلاح الدين محمود موسي، اتصل بمالك قاعة كريم فرنسيس والذي تفهم الأمر وأوقف المعرض ورفض إقامته.

المعرض
المعرض

وأوضح “بيصار”: وقتها أنا أثرت الموضوع وتم إيقاف المعرض لأن الملكية الفكرية تؤل لصاحب الحق الأصيل، وصاحب الحق الآن هو مؤسسة آدم الحنين، التي أصبحت كيانا كبيرا ولها أعمال عظيمة تضم المتحف، كما أن المؤسسة تجري مسابقتين للشباب بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومسابقة لشباب الفن وهى مؤسسة عريقة، وبها كل أعمال آدم حنين ولهذا مسألة الملكية الفكرية لها حق أصيل لكل مبدع وفنان.

ماذا يضيف الفنان من الاستنساخ والتقليد؟

ولفت “بيصار” إلى: ولو افترضنا حسن نية الفنان البحريني خالد فرحان، وأنه يوجه التحية بمعرضه إلى الفنان آدم حنين، كان سيكتفي مثلا بتمثال أو قطعة نحتية واحدة، ويشير إلى أنها مستوحاة من أسلوب حنين. هذا في حال لو كان فنانا وعنده أصالة إبداعية خاصة به أحيانا يمكن أن يقتبس عملا واحدا، ونقول تحية إلى آدم حنين إنما كل الأعمال مقلدة إذا ما الذي أضافه.
وحول ما يثبت ويقرر أن “فرحان” قلد أعمال حنين واستنسخها وأكد “بيصار”: الأعمال النحتية المعروضة في المتحف نفسه. ولأن مؤسسة آدم حنين نفسها والذي يرأس مجلس إدارتها الفنان عصام درويش، ومحام المؤسسة تحركوا قانونيا لإيقاف المعرض، بالإضافة إلى أن أعضاء مجلس إدارة المؤسسة فنانين تشكليين على مستوي رفيع ومشتغلين بالفن.

المعرض
المعرض

واختتم: “إذا اكتفينا باستنساخ أعمال الفنانين الكبار وأقمنا معارض بعنوان تحية إلي فلان وعلان، فما الذي يضيفه هذا الاستنساخ والتقليد؟  فالتقليد فى كل أعمال هذا الفنان واضحة جدا ولو كان لدي هذا الفنان أعمال خاصة غير مستنسخة ما كانت أثارت كل هذه الضجة، فهناك فنانون استلهموا من أعمال أخرى لكن أضافوا لها بعدا آخر خاص بهم مثل البهجوري الذي عمل رسم علي رسم، عمل أعمال من وحي الفنانين العالمين وأشبك معهم بمعني أضاف إليهم، مثلا لفان جوخ وأضاف للفنانين العالمين بأسلوبه وعالمه، وهذا هو المباح.

تعليقًا على أزمة “تحية إلى آدم حنين” هشام عزمى: المحكمة الاقتصادية جهة الفصل

ومن جانبه كشف الدكتور هشام عزمي، رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، عن الموقف القانوني، وموقف قوانين الملكية الفكرية في حماية الإبداع، تعليقا على تعدي الفنان خالد فرحان، على أعمال الفنان آدم حنين وتنفيذ نماذج مماثلة لها بالمخالفة للقانون رقم 82  لسنة 2002 بحماية حقوق الملكية الفكرية.واستهل “عزمي” حديثه لـ”الدستور”: مشيرا إلى: “في مثل هذه الحالات من التعدي على حقوق الملكية الفكرية، يتقدم من وقع عليه الضرر ــ أي المدعي بسرقة ملكيته الفكرية ــ بالشكوى والتي تحال إلي المحكمة الاقتصادية، فهي جهة الاختصاص في الفصل في مثل هذه الشكاوي.

المعرض
المعرض

وحول المعني والمخول في الفصل بأن هناك تعديا علي الملكية الفكرية، وهل تلجأ المحكمة الاقتصادية في مثل هذه الحالة إلي فنانين يمكنهم الفصل في أمر التعدي أم لا ــ وفي هذه الحالة أعمال الفنان آدم حنين ــ تابع هشام عزمي في تصريحات خاصة لـ الدستور: “نعم بالطبع، يكون هناك فنيين وخبراء ممن تستعين بهم المحكمة الاقتصادية والتي لا تصدر أحكامها اعتباطا، وهناك إجراءات تتخذ”. وشدد “عزمي” على: طالما تحول الأمر ــ واقعة التعدي علي أعمال آدم حنين ــ إلى النيابة، فمن المؤكد أن النيابة ستتخذ الإجراء القانوني والتحويل إلى جهات الاختصاص، وهي هنا المحكمة الاقتصادية والتي تتخذ إجراءاتها بدورها.وحول إمكانية تطبيق قوانين الملكية الفكرية علي الفنان البحريني خالد فرحان ــ المتهم بالتعدي على الملكية الفكرية لأعمال الفنان المثال الراحل آدم حنين، مضيفًا: بغض النظر عن جنسية المتهم بالتعدي على الملكية الفكرية، الأمر يتعلق بالمكان الذي سجلت فيه هذه الأعمال، وإذا ما كانت الأعمال مسجلة ــ أعمال آدم حنين ــ  وبغض النظر عن الشخص الذي قام بتسجيلها تكون هذه الأعمال محمية بقوانين الملكية الفكرية.وشدد “عزمي” على أن المحكمة الاقتصادية في مثل هذه الوقائع، تطلب كل ما يخص الواقعة وكل ما يتعلق بإثبات أصول الأعمال وملكيتها ومن صاحب حقوق ملكيتها الفكرية، أي أن الموضوع لا يكون بالحكم بالظواهر، فلو تم تسجيل هذه الأعمال من أية جهة تصدر شهادات تثبت ملكيتها الفكرية للشخص صاحب العمل، وهذا الأمر بصفة عامة سواء في براءة اختراع، علامات تجارية، أعمال فنية أو أيا من الإبداعات التي تنطبق عليها حقوق الملكية الفكرية، يصدر ما يثبت أنه تم حماية هذه الأعمال، وأنه تم تسجيل هذه الأعمال، بالتالي تصبح هناك حماية فكرية لها.

 “قانوش”: وزارة الثقافة ليس لها علاقة باستنساخ أعمال آدم حنين 

وحول تفاصيل قصة المعرض وكواليسه، قال الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية: “المعرض ــ تحية إلى آدم حنين ــ تمت الموافقة علي إقامته فى قاعة آدم حنين، بمركز الهناجر الثقافي التابع لقطاع الإنتاج الثقافى، بناءً على طلب من سفيرة البحرين في القاهرة”، لافتًا إلى أن المعرض يحمل أيضا عنوان تحية إلي آدم حنين من خالد فرحان.وأضاف “قانوش” لـ”الدستور”: ما حدث هو مؤسسة آدم حنين أرسلت لنا مخاطبة صباح اليوم ــ الأربعاء ــ تخبرنا أن هذا المعرض فيه انتهاك لحقوق الفنان آدم حنين وملكيته الفكرية، وتم عرض الأمر على وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وكان أن تم اتخاذ قرار بتجميد المعرض لحين انتهاء التحقيقات.وتابع: “نحن كوزارة ثقافة ليس لنا علاقة بالمشكلة، ولا نحن جهة اختصاص للفصل فى خلافات من هذا النوع”.وحول الإجراءات المتبع اتخاذها في مثل هذه الوقائع، أكد قانوش أنه فى هذه الحالة فإن البلاغ الذي قدمه المستشار القانوني لمؤسسة آدم حنين، الدكتور حسام لطفي، يقول إن هذا يعد انتهاكا لقانون الملكية الفكرية وعلي جهات التحقيق تحديد الجهة المختصة والتي تفصل فى هذه المسألة، لكن وزارة الثقافة ليست جهة اختصاص للفصل فى مثل هذه النزاعات. وفى الحالات الشبيه يكون لدينا لجنة تقييم حالة لو هناك خلاف بين اتنين من الفنانين على الملكية الفكرية يلجأوا إلى نقابة الفنانين التشكيليين كجهة حماية مهنة، وربما في هذه الحالة لا يكون للنقابة دور باعتبار الفنان أجنبي غير خاضع للنقابة فهنا ما يحكم في هذه الأمور هى مواد القانون.

المعرض
المعرض

طارق الكومي: أرجو عدم إقحام نقابة الفنانين التشكيليين في المسألة

ومن جانبه، قال الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين لـ”الدستور”: “موضوع معرض تحية إلى آدم حنين، لا علاقة له بنقابة التشكيليين المصريين، بل النزاع بين مؤسسة آدم حنين للفنون التشكيلية، والفنان خالد فرحان”.وأوضح “الكومي” في تصريح خاص لـ”الدستور”: “موضوع أن أعمال معرض تحية إلي آدم حنين مستنسخة من أعمال المثال آدم حنين يحتاج إلي دراسة وفحص، وخاصة أنني لم أشاهد المعروضات إلا عن طريق الكتالوج المطبوع، وهو بالطبع يختلف عن مشاهدة القطع النحتية علي الطبيعة وليس من خلال صور في كتالوج”.واختتم “الكومي”: “أرجو عدم إقحام نقابة الفنانين التشكيليين في المسألة، خاصة وأنني غير ملم بتفاصيل الموضوع. وبما أن هناك محضر حرر لوقف المعرض فمن المفترض أن تتشكل لجنة لفحص معروضات “تحية إلي آدم حنين”، للبت في مدي التأثر بأعمال حنين، وهل هناك بالفعل استنساخ وتقليد أم دعوة للاحتفاء بالفنان آدم حنين، إلى آخر هذه التفاصيل، هناك لجان متخصصة هي التي تحدد وتبت في الأمر. وطالما حرر محضر بالواقعة فلن يتم التحفظ علي معروضات المعرض بشكل اعتباطي فهناك لجان متخصصة تفصل في القضية وهو ما لم يحدث بعد، ولو أن المحضر الذي حرر لمجرد وقف افتتاح معرض تحية إلي آدم حنين، لكن ستكون هناك إجراءات وخطوات أخرى”.