إغلاق المطارات ورفع حالة التأهب على جانبي الحدود بين الهند وباكستان

شهدت الهند وباكستان توترًا شديدًا، اليوم الخميس، حيث أُغلقت المطارات وأُجريت تدريبات أمنية في المدن الحدودية الكبرى، وسط تحذيرات من باكستان بنيّتها الرد على الضربات الجوية التي نُفذت أمس الاربعاء. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير صادر لها اليوم الخميس، أن الهند وباكستان في حالة تأهب قصوى وسط إغلاق المطارات والتدريبات الامنية في المدن الكبرى، ما أدى الى تصعيد خطير مع تعهد تعهد رئيس وزراء باكستان بالرد على الضربات العسكرية الهندية التي اودت بحياة العشرات في أنحاء البلاد.
باكستان تتعهد بالرد
وفي خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، قال رئيس الوزراء شهباز شريف: “أقسم رسميًا أننا سنثأر لكل قطرة دم من دماء شهدائنا”، وذلك بعد الضربات الجوية الصاروخية التي شنتها الهند على باكستان في الساعات الأولى من الصباح، والتي أسفرت عن مقتل 31 شخصًا في أنحاء البلاد.استهدفت الضربات الجوية الدقيقة بالطائرات المُسيّرة والصواريخ تسعة مواقع، من بينها أربعة في إقليم البنجاب الباكستاني، في أكبر هجوم عسكري تشنه الهند على باكستان منذ عقود.وتبادلت الهند وباكستان القصف المدفعي الثقيل على طول حدودهما المتنازع عليها في نفس اليوم، بعد أن شنّت نيودلهي ضربات قاتلة بالصواريخ في أسوأ موجة عنف بين الجارتين النوويتين خلال عقدين من الزمن.ووفقا للتقرير فقد ظلت كل من باكستان والهند في حالة تأهب قصوى صباح الخميس، حيث انه تم تعليق الرحلات الجوية وإغلاق المطارات في كلا البلدين. وفي باكستان، أُوقفت فجأة جميع الرحلات من مطارات كراتشي، لاهور وسيالكوت حتى ظهر الخميس.وفي الهند، أُغلقت أكثر من 20 مطارًا محليًا في شمال البلاد حتى يوم السبت، وفي إقليم السند الباكستاني، الذي يشارك الحدود مع الهند، أُعلنت حالة الطوارئ في جميع المستشفيات والمرافق الصحية، وأُلغي جميع إجازات الطاقم الطبي ومساعديهم، بحسب إشعار صادر عن وزارة الصحة بالإقليم.وفي مدينة أمريتسار الهندية، التي تقع على بُعد 20 ميلًا فقط من الحدود مع باكستان، جرى تنفيذ تدريب أمني ثانٍ وانقطاع مؤقت للتيار الكهربائي مساء الأربعاء، مع حث السكان على البقاء في حالة تأهب. كما فُرضت حالة تأهب قصوى في ولايتي راجستان والبنجاب الهنديتين الحدوديتين، وأُلغيت جميع إجازات الشرطة، وأُعطيت قوات حرس الحدود أوامر بإطلاق النار فورًا على أي نشاط مشبوه. كما فعّلت الهند أنظمة مضادة للطائرات المُسيّرة قرب الحدود.وفي أعقاب الهجوم الهندي، وصف شريف الضربات بأنها “عمل حربي”، وتعهد كبار قادة الجيش ووزراء الحكومة الباكستانية بالرد. ومع ذلك، لم تكن طبيعة الرد واضحة صباح الخميس، واقترح بعض الوزراء أن ادعاء باكستان بإسقاط خمسة طائرات عسكرية هندية، من بينها ثلاث طائرات “رافال” فرنسية الصنع، خلال المواجهات يوم الأربعاء، كان بمثابة رد انتقامي، في حين أشار آخرون إلى أن الرد الكامل لباكستان لم يأتِ بعد.
الهجمات الهندية على باكستان تُظهر كيف أصبحت الحرب أمرًا طبيعيًا من جديد
ومن المتعارف عليه على نطاق واسع أن أي قرار بشأن الرد العسكري الباكستاني على الهند سيتخذه القائد العام للقوات المسلحة، الجنرال عاصم منير، الذي يواجه ضغوطًا شعبية متزايدة لإظهار قوة ضد الهند.من جانبها، قالت الحكومة الهندية إن الضربات كانت انتقامًا من هجوم نفذه مسلحون في منطقة كشمير الهندية في أبريل، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا. وقد نفت باكستان أي دور لها في ذلك الهجوم.وادعت الهند أن ضربات الأربعاء استهدفت “بُنى تحتية إرهابية”، من بينها معسكرات تدريب ومنازل تابعة لمنظمات مسلحة معروفة كانت وراء بعض أسوأ الهجمات الإرهابية في الهند خلال العشرين عامًا الماضية. وأكدت أنها لم تستهدف أي قواعد أو معدات عسكرية باكستانية، ووصفت الضربات بأنها “مدروسة، وليست تصعيدية، ومتناسبة ومسؤولة”، ولكن باكستان نفت وجود أي جماعات إرهابية في المناطق التي استهدفتها الصواريخ الهندية، وقالت إن الضربات أصابت مدنيين فقط.وعلى طول الحدود المتنازع عليها بين الهند وباكستان، التي تقسم إقليم كشمير المتنازع عليه، استمر القصف المتبادل بين الطرفين لليلة الثانية على التوالي. وأُفيد بمقتل جندي هندي واحد و11 مدنيًا على الأقل في عمليات إطلاق النار.وواصل المجتمع الدولي دعواته للطرفين لخفض التصعيد. ووصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى نيودلهي صباح الخميس، حيث سيجري محادثات مع نظيره الهندي، وكان عراقجي قد زار باكستان في وقت سابق من هذا الأسبوع، وعرض التوسط بين البلدين.