نيويورك تايمز: الاشتباك الهندي الباكستاني يقدم صورة "نصر محدود" يسمح بالحوار

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الاشتباك العسكري الأخير بين الهند وباكستان، والذي شمل ضربات جوية هندية غير مسبوقة داخل الأراضي الباكستانية وردًا باكستانيًا مزعومًا بإسقاط طائرات، قد يمثل فرصة لكلا البلدين لتقديم صورة “نصر محدود” يسمح بالعودة إلى الحوار وتفادي حرب شاملة.
إشارات تهدئة من الجانبين
وتحت عنوان: “قد يكون هناك مخرج للهند وباكستان بعد اشتباكهما. فهل سيقبلان به؟”، أكدت الصحيفة الأمريكية أن الهند استهدفت ما بين ستة إلى تسعة مواقع مرتبطة بجماعات متطرفة، في حين أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات هندية، ورغم التوتر صدرت إشارات تهدئة من الجانبين، منها تصريحات هندية تؤكد أن الضربات كانت محدودة، وإعلان باكستان إعادة فتح مجالها الجوي”.وقالت: إن هذه الإشارات “قد تفتح الباب لمخرج دبلوماسي مشروط برغبة الطرفين في إعلان النصر والتهدئة، بدلًا من الانزلاق نحو حرب شاملة”.
التصريحات الرسمية من الطرفين توحي بوجود نية لاحتواء الأزمة
وأوضحت نيويورك تايمز أن التصريحات الرسمية من الطرفين توحي بوجود نية لاحتواء الأزمة؛ حيث شددت الهند على أن عملياتها كانت “مدروسة وغير تصعيدية”، بينما أعلنت باكستان مساء اليوم نفسه عن إعادة فتح مجالها الجوي، معتبرة أن قواتها تحلت بضبط النفس رغم قدرتها على إلحاق أضرار أكبر.
الاشتباكات قدمت لكلا البلدين مكسبًا كافيًا يمكن تقديمه للرأي العام الداخلي
ورصدت الصحيفة مؤشرات على اتصالات غير معلنة بين البلدين، منها تصريح وزير الخارجية الباكستاني بوجود “بعض التفاعل” بين مستشاري الأمن القومي، كما نقلت عن محللين أن الطرفين ربما يعتبران أن كلًا منهما حقق مكسبًا كافيًا يمكن تقديمه للرأي العام الداخلي.ونقلت نيويورك تايمز عن البرلماني الهندي شاشي ثارور قوله: “إن الحكومة الهندية كانت مضطرة للرد على هجوم كشمير، لكنها حرصت على تجنب إشعال حرب طويلة الأمد”، واصفًا العملية بأنها “رد محسوب لضمان الردع”.
وفي المقابل، أشار محللون باكستانيون وفقا للتقرير، إلى أن بلادهم، رغم حاجتها لإظهار القوة، إلا أنها تواجه واقعًا اقتصاديًا لا يسمح بخوض حرب مفتوحة، إضافة إلى غياب أهداف مقابلة يمكن ضربها في الداخل الهندي.ونبّه التقرير إلى أن الخطورة تكمن في غياب إطار منظم لإدارة الأزمات بين القوتين النوويتين، مما يضاعف احتمال التكرار في المستقبل، في حال لم تبادر القوى الدولية إلى تحريك جهود وساطة حقيقية ومستدامة. واعتبر الجنرال الباكستاني المتقاعد محمد سعيد أن انشغال العالم بأزمات أخرى، مثل أوكرانيا، لا يجب أن يترك جنوب آسيا دون اهتمام، محذرًا من أن تكرار الأزمة قد يكون كارثيًا دون تدخل دبلوماسي مبكر، حسب ما نقل عنه التقرير.