ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.58 درجة مئوية خلال 12 شهرًا

ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.58 درجة مئوية خلال 12 شهرًا

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن ثمة ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية اقترب من 1.58 درجة مئوية خلال ال12 شهرًا الأخيرة أثار مخاوف وقلق علماء المناخ والبيئة حول العالم.
وأفادت الصحيفة، في سياق تقرير، بأن مخاوف العلماء من انتهاك مستوى الاحترار البالغ 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس تصاعدت مؤخرًا بعد أن أظهرت أحدث البيانات أن متوسط ​​درجة الحرارة العالمية الشهرية قد تجاوز الحد الأقصى لـ 21 شهرًا من أصل 22 شهرًا الماضية.
وأفاد برنامج رصد حركة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي، المعروف باسم “كوبرنيكوس”، أن شهر أبريل 2025 كان ثاني أكثر شهور أبريل حرارة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 14.96 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 1.51 درجة مئوية عن متوسط الفترة المرجعية ما بين عامي 1850 و1900، وأقل بنحو 0.07 درجة فقط من الرقم القياسي المُسجّل في أبريل 2024.
وأشار البرنامج أيضًا في أحدث تقاريره، إلى أن متوسط درجة الحرارة العالمية خلال فترة الاثني عشر شهرًا المنتهية في أبريل 2025 تجاوز مستويات ما قبل الثورة الصناعية بـ 1.58 درجة مئوية، في مؤشر جديد على تسارع وتيرة التغير المناخي.
 ويأتي استمرار الاحترار العالمي في الوقت الذي تواجه فيه جهود معالجة الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري انتكاسة بسبب الضغوط المتنافسة والمتعارضة على الحكومات للاستجابة لمتطلبات التجارة والدفاع وغيرها من المطالب الاقتصادية.
وبموجب اتفاقية باريس التاريخية، اتفقت ما يقرب من 200 دولة على الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ويفضل أن يكون ذلك بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية. وفي الوقت الحالي، لا يمثل الارتفاع فوق هذا المستوى خرقًا للاتفاقية، التي تُقاس على مدى أكثر من عقدين من الزمن وليس أشهرًا.
لكن ريتشارد ألان، أستاذ علوم المناخ بجامعة ريدينج، قال في تصريح خاص للصحيفة إن الحرارة القياسية لما يقرب من عامين تعني أنه “يبدو الآن حتميًا أن تتجاوز الأرض” الهدف الأدنى”. وهذا يعني زيادة تواتر “الظواهر الجوية المتطرفة الحارة والرطبة والجافة”، كما قال، و”التخفيضات السريعة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع قطاعات المجتمع” للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن ظروفًا جوية أكثر رطوبة من المعتاد أثرت في الشهر الماضي على جبال الألب، بالإضافة إلى الغرب الأوسط للولايات المتحدة، ومساحات شاسعة من شمال أستراليا ووسط أمريكا الجنوبية، مما أدى إلى فيضانات وانهيارات أرضية وانهيارات جليدية وأضرار مصاحبة، وفقًا لبرنامج كوبرنيكوس. وكانت درجات الحرارة السطحية أعلى من متوسطها لشهر أبريل في شرق أوروبا وأجزاء من روسيا وكازاخستان والنرويج، وكذلك في غرب ووسط آسيا وجزء من أستراليا.
وكان العلماء يتوقعون- حسبما أبرزت الصحيفة- أن ظهور ظاهرة النينيا عبر المحيط الهادئ في وقت سابق من هذا العام سيساعد في تبريد الكوكب. لكن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قالت في أبريل إن ظاهرة النينيا انتهت بعد بضعة أشهر فقط، وأن المحيط الهادئ الاستوائي الآن في ظروف محايدة.
وتحدث ظاهرة النينيو عندما تخمد الرياح الاستوائية في المحيط الهادئ وتصبح درجات حرارة المحيط دافئة بشكل غير معتاد كما أن هناك جانب آخر لظاهرة النينيو يُسمى النينيا وهي تحدث عندما تهب الرياح بقوة غير عادية، وتصبح درجة حرارة البحر أبرد من المعتاد.
من جانبه، حذّر سيمون ستيل، كبير مسئولي تغير المناخ في الأمم المتحدة، أمس الأربعاء من أن العالم “يسير على مسار نحو 3 درجات مئوية” فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية- وهو مستوى حذر العلماء من عواقبه البيئية والبشرية المدمرة.
وحث ستيل، في حديث له في كوبنهاجن، حيث كان الوزراء والمسئولون يشاركون في محادثات تسبق قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب-30” في البرازيل، على سرعة اتخاذ إجراءات أسرع، مشيرًا إلى أنه لولا اتفاق باريس، لكانت الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة أعلى بكثير – تصل إلى 5 درجات مئوية.
من جهتها، أعلنت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع أن مستويات غاز الميثان – المكون الرئيسي للغاز – قاربت أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى إنتاج الوقود الأحفوري إذ يحبس الميثان حرارةً أكبر في الغلاف الجوي لفترة أقصر من ثاني أكسيد الكربون، ويُعتبر أسهل طريقة على المدى القريب للتعامل مع الانبعاثات.