لا قرار بشأن انتخاب بابا جديد.. ماهو سر الدخان الأسود في الفاتيكان؟

انطلقت أمس الأربعاء، أولى جلسات المجمع المقدس لاختيار البابا الجديد خلفًا للبابا فرنسيس الذي توفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 88 عامًا، ومع إغلاق أبواب كابلة سيستين الشهيرة في الفاتيكان، بدأ الكرادلة البالغ عددهم 133 من 70 دولة عملية الاقتراع في جو من السرية التامة، حيث تم تجريدهم من هواتفهم المحمولة لضمان عدم تدخل أي جهة خارجية في سير التصويت.
ماهو سر الدخان الأسود ؟
ووفقا لوكالة فرانس برس بعد ساعات من بدء الجلسة، تصاعد الدخان الأسود من المدخنة الموجودة على قمة الكابلة، ما أشار إلى أن الكرادلة لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد بشأن انتخاب البابا الجديد، وكانت هذه هي أول إشارة من نوعها في عملية الاقتراع، التي تتم وفقًا لتقاليد عمرها قرون. ومن المقرر أن يتم التصويت سرًا في جو من الصمت، مع تعهد الكرادلة بالاحتفاظ بكل تفاصيل المناقشات والاقتراعات ضمن سرية تامة، تحت طائلة الإقصاء الكنسية، ويتعين على المرشح لخلافة البابا فرنسيس الحصول على 89 صوتًا من أصل 133 لتأمين انتخابه. وفي هذه المرحلة، لم يتمكن أي من الكرادلة من تحقيق هذه الأغلبية المطلوبة، ما دفعهم إلى العودة إلى مساكنهم في الفاتيكان لمواصلة المناقشات والجولات التالية من التصويت، وبناءً على هذا، يستمر المجمع في اجتماعاته، مع محاولة الكرادلة أن يتوصلوا إلى توافق حول الشخص الأنسب لقيادة الكنيسة الكاثوليكية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها.
تحديات كبيرة تواجه الكنيسة
يعد هذا المجمع هو الأول من نوعه في ظل تحديات كبيرة تواجه الكنيسة، بدءًا من الانقسامات الداخلية العميقة بين التيارات المحافظة والتقدمية، وصولًا إلى الأزمات العالمية التي تتطلب قيادة حكيمة قادرة على إعادة توحيد 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم. وتزداد أهمية هذا الحدث في ظل التحديات السياسية والاجتماعية الكبرى التي تواجه الكنيسة في العديد من البلدان، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للمعالجة الفعالة للفضائح الكنسية التي اهتزت بسببها سمعة المؤسسة الكاثوليكية على مستوى العالم، خاصة فيما يتعلق بقضايا الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين.
الدخان الأسود
الدخان الأسود، الذي يعتبر إشارة واضحة لعدم التوصل إلى توافق بعد، يفتح الباب أمام جولات تصويت جديدة في الأيام المقبلة، وسيتعين على الكرادلة أن يحسموا أمرهم بشأن ما إذا كانوا سيواصلون مسار الإصلاحات التي بدأها البابا فرنسيس، أو ما إذا كانوا سيختارون مسارًا مختلفًا، يمكن أن يتضمن تغييرات جذرية في كيفية قيادة الكنيسة، ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية السريّة لعدة أيام، مع متابعة دقيقة من وسائل الإعلام والمجتمع الكاثوليكي العالمي.بينما يواصل الكرادلة تصويتاتهم في الأيام المقبلة، تبقى الأنظار مشدودة إلى كابلة سيستين، حيث سيكشف الدخان الأبيض عن اسم البابا الجديد الذي سيقود الكنيسة الكاثوليكية في هذه المرحلة المعقدة من تاريخها.