"أطعمت كلبيها اللحم وأكلت الطعمية".. حكايات من حياة "لولا صدقي" شريرة السينما المصرية

"أطعمت كلبيها اللحم وأكلت الطعمية".. حكايات من حياة "لولا صدقي" شريرة السينما المصرية

في مثل هذا اليوم، رحلت عن عالمنا الفنانة لولا صدقي، والتي ولدت لأب مصري هو المؤلف المسرحي أمين صدقي، وأم ذات أصول إيطالية ويونانية، عاشت بين عوالم ثقافية متعددة، وتحدثت أكثر من لغة بطلاقة، لكنها ظلت دائمًا أقرب للبساطة والصدق من كل هذا البريق.

كشف لنا أحد الموضوعات الصحفية والتي نشرت بتاريخ 18 فبراير 2003، وجهًا آخر تمامًا لـ”لولا”، بعيدًا عن عدسة السينما، أقرب إلى حقيقتها كإنسانة.كانت أمنية الفنان الكبير أحمد خورشيد أن يتزوجها قبل زوجته الثانية اعتماد، لأنها كانت كما قال “فنانة أصيلة، تتحدث بعدة لغات”، إلا أن لولا رفضت ذلك بهدوء، لأنها لم ترد أن تكون زوجة لرجل له أولاد من زواج سابق. وعبرت عن موقفها بمثل شعبي نطقته بطريقتها التي تقلب الراء غينًا: “الدخان الأغيب يعمي القصد القريب”، في إشارة إلى أنها تفضل الوضوح والعلاقات الخالية من التعقيدات العائلية.ورغم أدوارها السينمائية التي غلب عليها طابع الشر، إلا أن حياتها الشخصية كانت مختلفة تمامًا. كانت طيبة القلب، بسيطة العيش، تكتفي بما يأتيها من عملها، وعندما تضيق بها الحال، لا تفكر سوى في الطرق الشريفة لتجاوز أزماتها.ذات مرة، عندما احتاجت إلى المال، اقترضت من صديقها مبلغًا بسيطًا، ثم ذهب ليزورها فوجدها قد اشترت لحمًا لكلبيها، بينما كانت تأكل هي الطعمية. تلك اللمحة البسيطة، تلخص حنانها ووفاءها، حتى للحيوانات التي ترعاها. وكانت قد أطلقت على كلبيها اسم “الستروين”، لأنهما يبدوان طويلين وقصيري الأرجل مثل السيارة التي كانت تملكها وباعتها لاحقًا عند ضائقتها.لولا كانت أيضًا طاهية بارعة، تطهو لزملائها في مواقع التصوير، وتحوك بعض ملابسها بيدها. وعندما اشتدت بها الحاجة، خصصت غرفة صغيرة في منزلها لتفصيل الملابس بمساعدة خياطة مخلصة كانت ترافقها في أعمالها الفنية. لكنها أغلقت المشروع الصغير بمجرد أن عاد إليها العمل، وكرست وقتها للفن من جديد.