اختيار البابا في السينما.. لعبة "ملائكة وشياطين" من قلب الفاتيكان

اختيار البابا في السينما.. لعبة "ملائكة وشياطين" من قلب الفاتيكان

مع انقضاء الجلسة الصباحية لمجمع الكرادلة بكنيسة سيستينا بالفاتيكان لاختيار اسم البابا الجديد، ظهر دخان أسود من مدخنة الكنيسة، في إشارة إلى عدم التوصل لاختيار بابا الفاتيكان الـ267، من قبل المجمع 133 ناخبا.

سرقة المادة المضادة معادل لاغتيال البابا 

المشهد الذي جرى تداوله خبريا على نطاق واسع، وثقه فيلم من بطولة الممثل توم هانكس إنتاج 2009 بعنوان Angels & Demons، أو “ملائكة وشياطين”، ودارت قصته حول سرقة “مادة يعدها علماء الفيزياء المادة التي نشأ منها الكون”، من المركز الأوروبي للأبحاث النووية بجنيف (سيرن)، ومرتبطة باختيار البابا الجديد عقب اغتيال بابا الفاتيكان “بيوس” السادس، في إشارة إلى بدء اختفاء المسيحية، ومن ثم نهاية للعالم بأسره. ضمن أحداث الفيلم، حذر الفيزيائيون من وقوع المادة المضادة المسروقة بين أيادي منظمة غير معلومة الهوية والانتماء، ما يهدد بفناء الحياة على الأرض كلها، إذ يتولد عن تفجيرها ثقب أسود يبتلع الكوكب كله.في الوقت الذي يستعد فيه الفاتيكان لعقد مجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد خلفا للبابا الذي اغتيل، يستعين بالبروفسير “لانجدون”، المتخصص في علم الرموز والإشارات ويؤدي الدور “توم هانكس”، لفك لغز رسالة مليئة بالرموز بجوار البابا المغتال وعلى جسده، ووجود شكوك بأن منظمة “المتنورين” وراء اغتيال البابا.وعقب وصوله إلة الفاتيكان تبدأ سلسلة من المطاردات بين “لانجدون” تصاحبه عالمة الفيزياء “فيتوريا” المسئولة عن المادة المضادة، في سباق مع الزمن للعثور عليها ومنع تفجيرها، بالتزامن مع محاولات الوصول إلى الكرادلة الذين تم اختطافهم، مع توعد المنظمة بقتل واحد منهم كل 8 ساعات حتى منتصف الليل، موعد تفجير المادة المضادة. 

رموز وعلامات تقود لأماكن الكرادلة المخطوفين

تبدأ رحلة “لانجدون” في البحث عن الكرادلة وتتبع الرموز والعلامات وفك شفرات الرسالة، فيصل إلى المذبح الأول في كنيسة تشيجي، حيث يعثرون على الكاردينال “”إينر” مصلوبا على الصليب والنيران مشتعلة فيه، ويفشل في إنقاذه.يتابع “لانجدون” مطاردة الرموز والألغاز التي عثر عليها في كنيسة تشيجي، ليصل في وقت متأخر أيضا للمذبح الثاني بساحة القديس بطرس، ليجد الكاردينال الثاني “لاماسي” ورئتيه مثقوبتين، لتزداد الشكوك لديه بأن البابا “بيوس” قتل عمدا فيطالب بتشريح جثته، إلا أن مجمع الكرادلة يرفض ذلك رفضا قاطعا، فيسرق الجثمان ويهبط به بمساعدة فيتوريا إلى قبو مقبرة الفاتيكان لتتأكد شكوكه في القتل العمد للبابا بيوس.

تصاعد الدخان الأسود دلالة فشل اختيار البابا الجديد

في هذه الأثناء، يدب الخلاف في مجمع الكرادلة، ويفشلون المرة تلو الأخرى في اختيار البابا الجديد، وفي كل مرة يطلق الدخان الأسود من مدخنة المجمع دلالة على فشل انتخاب البابا الجديد، خلفا للبابا بيوس، وهو ما يولد اليأس لدى الجماهير المحتشدة في ساحة الفاتيكان انتظارا لإعلان اختيار البابا.تتسارع الأحداث مع وصول “لانجدون – توم هانكس-” إلى المذبح الأخير بالجوار من تمثال “الأنهار الأربعة” في ساحة نافونا، وبرفقة ضابطي شرطة من الفاتيكان، وجدوا القاتل يحاول إغراق الكاردينال باجيا، ورغم قتل الضابطين المرافقين لـ “لانجدون” على يد القاتل، إلا أنه وبمساعدة من المارة، ينجح في إنقاذ الكردينال “باجيا”، في اللحظات الأخيرة وينقل للمستشفى لإسعافه ومنها إلة مجمع الكرادلة، ويتم اختياره بإجماع مجمع الكرادلة ويطلق أخيرا الدخان الأبيض دلالة على اختيار البابا الجديد. وفي حديث أخير يتبادله “باجيا” مع لانجدون، يخبره الأخير عن سر اختيار اسم “لوقا” له، في إشارة إلى أن لوقا التوراتي كان طبيبًا ورسولًا في آنٍ واحد، في دلالة رمزية للربط بين العلم والدين، وتبرئة ساحة المتنورين الذين صوروا من البداية على أنهم كانوا وراء حوادث اغتيال الكرادلة، وسرقة المادة المضادة ثأرا لما لاقوه من الكنيسة من اضطهاد على مر العصور خاصة في العصور الوسطي، وأن من كان وراء كل هذه التدابير الكاردينال “ماكينا” والذي كان يطمع في منصب البابا الجديد، وأنه هو من قتل البابا “بيوس” بدس جرعات كبيرة من الأنسولين في دواءه. كما ينجح لانجدون في العثور على المادة المضادة وإيقاف مفعولها بمساعدة فيتوريا، في إشارة إلى أن اختيار البابا الجديد إعادة لحياة كوكب الأرض التي كادت تفنى بالمادة المضادة، حسب قصة الفيلم.