باكستان: الهجوم على الهند بات "مرجّحًا جدًا" ولا نسعى لاستهداف مدنيين

في تصعيد خطير للتوترات الإقليمية بين القوتين النوويتين، صرّح وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف بأن الهجوم على الهند بات “مرجّحًا بشكل متزايد”، بعد ما وصفه بـ”اختراقات متكررة” للطائرات المسيّرة الهندية للأجواء الباكستانية.أضاف آصف في تصريحات خاصة لوكالة رويترز بأن الولايات المتحدة تقود جهودًا دبلوماسية دولية لاحتواء الموقف، بجانب دول الخليج، لكن فرص التهدئة “تضيق بشكل كبير”، مؤكدًا أن الصراع يسير نحو “طريق مسدود”.
تبادل الاتهامات وعمليات عسكرية على الأرض
جاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من اتهامات متبادلة بين الهند وباكستان بتنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، في عدد من المدن الحدودية، وقال الجيش الباكستاني إنه أسقط 25 طائرة مسيّرة هندية، فيما أعلنت الهند أنها أحبطت هجمات على أكثر من 12 مدينة، منها أمريتسار وسريناغار وتشاندغار، باستخدام دفاعاتها الجوية.ونشرت وسائل إعلام باكستانية صورًا لما قالت إنه حطام طائرة هندية مسيّرة سقطت قرب كراتشي، جنوب البلاد.أكد متحدث الجيش الباكستاني، الجنرال أحمد شريف تشودري أن ضربة جوية هندية أدت إلى إصابة 4 جنود باكستانيين ومقتل مدني، بينما قُتل 31 شخصًا في باكستان خلال ضربات صاروخية هندية فجر الأربعاء.من جانبها، نفت باكستان ادعاءات نيودلهي بأنها ألحقت أضرارًا بالدفاعات الجوية الباكستانية في لاهور، وقال آصف إن الرد الباكستاني المحتمل سيستهدف مواقع عسكرية فقط في الهند، مؤكداً أن بلاده “لا تسعى لاستهداف مدنيين”.تأتي هذه التطورات على خلفية هجوم دامٍ في منطقة باهالجام بكشمير الخاضعة للسيطرة الهندية في 22 أبريل، أسفر عن مقتل أكثر من 24 سائحًا معظمهم من الهندوس، في هجوم نفذته جماعة مسلحة لم تُعلن مسؤوليتها رسميًا بعد، لكنه أعاد الملف الكشميري إلى صدارة الصراع بين الجارتين.وكشمير منطقة متنازع عليها منذ استقلال الهند وباكستان عام 1947، وخاض الطرفان حربين بسببها، آخرهما كان 1999. ولا تزال المنطقة تشهد مناوشات متكررة على طول ما يُعرف بـ”خط السيطرة”.التصريحات النارية والتصعيد الميداني المتسارع بين البلدين يثيران قلقًا دوليًا متزايدًا، خاصة أن أي مواجهة واسعة قد تحمل عواقب خطيرة نظرًا للقدرات النووية للطرفين. وحتى الآن، تبقى الدبلوماسية الأمل الأخير في تفادي نزاع شامل في جنوب آسيا.