هشام عزمي: دمج جهات الملكية الفكرية يدعم الاقتصاد ويحمي الإبداع بعصر الذكاء الاصطناعي

هشام عزمي: دمج جهات الملكية الفكرية يدعم الاقتصاد ويحمي الإبداع بعصر الذكاء الاصطناعي

قال الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، إن دمج كافة جهات الملكية الفكرية المختصة تحت مظلة الجهاز يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل حاجة مصر المُلحة إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والثقافية.

 ربط البحث العلمي ومخرجاته باحتياجات الصناعة الوطنية

 وتابع يُعد هذا الدمج خطوة لتيسير الإجراءات على جميع المعنيين بالملكية الفكرية، وتوفير البيئة المواتية لتعزيز التنمية المستدامة، وربط البحث العلمي ومخرجاته باحتياجات الصناعة الوطنية، إلى جانب المساهمة في تطبيق سياسات فعالة للملكية الفكرية في مجالات حيوية مثل الصحة العامة، وإتاحة الدواء، وتعظيم العائد الاقتصادي لقطاعات السياحة والتراث.جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات الموسم الثقافي لجامعة القاهرة، وذلك بدعوة من الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، وتحت رعايته، حيث ألقى محاضرة بعنوان “حماية الملكية الفكرية والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي”، بحضور نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وأدار الندوة كل من الدكتور عبدالله التطاوي، المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة، المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمي باسمها.

جامعة القاهرة تساهم نشر الثقافة والوعي المجتمعي بقضايا الملكية الفكرية

وأعرب الدكتور هشام عزمي عن سعادته بالتواجد في رحاب جامعة القاهرة، مشيدًا بالدور الذي تلعبه في نشر الثقافة والوعي المجتمعي بقضايا الملكية الفكرية، ومؤكدا أن حماية الأفكار لا تتمثل في الفكرة المجردة، وإنما في نتاجها الملموس سواء في الفنون أو البرمجيات أو براءات الاختراع أو غيرها من أشكال الإبداع.
واستعرض تطور منظومة الملكية الفكرية في مصر، منذ قانون العلامات التجارية عام 1939، مرورًا بانضمام مصر إلى اتفاقية التريبس عام 1995، ووصولًا إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية عام 2022 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعكس توجه الدولة نحو ترسيخ مفاهيم الملكية الفكرية كدعامة رئيسية في تحقيق النمو الاقتصادي.

أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بهذه الحقوق بدءا من طلاب المدارس والجامعات وحتى فئات المجتمع المختلفة

وأشار إلى أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بهذه الحقوق، بدءا من طلاب المدارس والجامعات وحتى فئات المجتمع المختلفة، مشيدا بمبادرات الدولة في هذا الشأن، ومنها جائزة “المبدع الصغير” التي تمنح للأطفال من سن 5 إلى 18 عامًا، تأكيدًا على دعم النشء المبدع منذ الصغر.
وفي ختام كلمته، تناول الدكتور هشام عزمي التحديات المتزايدة التي تفرضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على منظومة الملكية الفكرية، خاصة فيما يتعلق بالهوية الثقافية والحقوق الفكرية للمبدعين، مؤكدا ضرورة تفعيل التشريعات القائمة وتطوير السياسات للتعامل مع هذا التحول الرقمي، بما يضمن تعظيم فوائده وتجاوز سلبياته لتحقيق المصلحة العامة.

أهمية حماية الإبداعات الذهنية في المجالات الأدبية والفنية والصناعية من خلال منظومة تشريعية راسخة

من جانبه، أكد الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة أهمية حماية الإبداعات الذهنية في المجالات الأدبية والفنية والصناعية من خلال منظومة تشريعية راسخة، يأتي على رأسها قانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذي يوفر حماية متكاملة للمُبدعين. 
وأشار إلى التحديات المعاصرة التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية، خاصة في ظل التطور السريع للتكنولوجيا وتداخلها في مجالات الإبداع المختلفة.
ولفت رئيس الجامعة إلى إطلاق جامعة القاهرة أول استراتيجية جامعية للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2024 على مستوى الشرق الأوسط، وهو ما يعكس ريادتها في مواكبة التحولات الرقمية، موضحا أن الجامعة تعمل حاليا على صياغة الإصدار الثاني من سياسة الملكية الفكرية الخاصة بها، بما يتلاءم مع مستجدات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إطلاق مشروع “قاموس القاهرة العصري للشباب العربي”، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية تعزيز الاهتمام باللغة العربية كجزء أصيل من الهوية الثقافية.