أستاذ علوم سياسية: موسكو ترى في مصر بوابة استراتيجية للنفاذ لإفريقيا

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات عيد النصر في روسيا تمثل رسالة سياسية ذات أبعاد استراتيجية، لافتًا إلى أن هذه المناسبة تُعد من أهم المناسبات الرسمية لدى موسكو، وتحظى باهتمام خاص من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعتبارها جزءًا من الهوية الوطنية الروسية.وأكد “عاشور” في مداخلة لاكسترا نيوز، أن دعوة مصر للمشاركة في هذه الاحتفالات تعكس متانة العلاقات بين القاهرة وموسكو، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا منذ عام 2014، خاصة في ظل تقارب الرؤى حول ملفات إقليمية عدة أبرزها مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي.وأوضح أن الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي إلى روسيا، بعد زيارته لليونان، تعكس تحركات دبلوماسية ذكية تمزج بين الأهداف الاقتصادية والسياسية، إذ سعت مصر في اليونان لتأمين امتداد لتصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا، بينما تفتح زيارة روسيا الباب لتنسيق استراتيجي في ملفات الشرق الأوسط.وأضاف أن روسيا تنظر إلى مصر كشريك مهم في المنطقة، خصوصًا في ظل تقهقر النفوذ الروسي في سوريا ورغبتها في توسيع حضورها في القارة الإفريقية، لا سيما في ليبيا، مشيرًا إلى أن التنسيق المصري الروسي يمكن أن يُستخدم كأداة ضغط غير مباشرة على الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بدعمها غير المحدود لإسرائيل، وهو ما يتقاطع مع سعي مصر لتهدئة الأوضاع الإقليمية.ونوّه إلى أن العلاقات بين البلدين ليست فقط سياسية واقتصادية، بل تتسم أيضًا بطابع أيديولوجي، حيث تتوافق موسكو مع القاهرة في رفض الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وقد ظهر ذلك جليًا بعد ثورة 30 يونيو. وبيّن أن دعوة مصر لحضور الاحتفال لم تأت فقط بسبب عضويتها في مجموعة “بريكس”، بل لأن لمصر مكانة تاريخية لدى روسيا، ممتدة من علاقاتها القوية مع الاتحاد السوفيتي سابقًا، وصولًا إلى دعم موسكو للبرنامج النووي المصري عبر مفاعل أنشاص.وشدد “عاشور” أن موسكو ترى في مصر بوابة استراتيجية للنفاذ إلى القارة الإفريقية، وهو ما يفسر تمسكها بتوطيد العلاقات في مختلف المجالات، الأمنية والسياسية والاقتصادية.