ليس مجرد ربط كهربائى

ليس مجرد ربط كهربائى

بتأكيده أن «مجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان» يمثل محطة فارقة فى مسار العلاقات الثنائية، أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليونانى، موضحًا أن المجلس استعرض فى اجتماعه الأول، أمس الأول الأربعاء، الموقف التنفيذى للمشروعات المشتركة الجارى تنفيذها، وفى مقدمتها مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، الذى سيكون أول ربط مباشر للطاقة النظيفة المنطلقة من مصر إلى أوروبا، عبر اليونان.فى زيارته الخامسة للدولة الصديقة، أكد الرئيس السيسى، مجددًا، اهتمام مصر الراسخ بتعزيز علاقاتها مع اليونان، وشهد توقيع الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وترأس مع رئيس الوزراء اليونانى، كما أشرنا أمس، الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى، الذى حقق عددًا من النتائج الملموسة، من بينها التوافق على توسيع نطاق التعاون الثنائى، ليشمل مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا، و… و… والطاقة. ‏‎وفى هذا السياق، أكد الرئيس الأهمية البالغة التى توليها الدولة المصرية لمشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان، وشدّد على أنه ليس مجرد مشروع ثنائى، بل خطوة استراتيجية ذات أبعاد إقليمية ودولية، معربًا عن تطلعه إلى استمرار دعم الاتحاد الأوروبى لهذا المشروع الطموح، وتسريع خطوات تنفيذه.مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان وصولًا إلى أوروبا، الذى من المقرر الانتهاء منه وتشغيله بحلول سنة ٢٠٣٠، يجرى تنفيذه بالتعاون مع شركة «كوبولوزيس» اليونانية للكهرباء، التى استقبل الرئيس السيسى رئيسها التنفيذى، ديميتروس كوبولوزيس، مساء الأربعاء، بمقر إقامته فى العاصمة اليونانية أثينا. وهنا قد تكون الإشارة مهمة إلى أن مصر واليونان كانتا قد وقعتا اتفاقات لتدشين خط بحرى للربط الكهربائى بين البلدين بقدرة إجمالية ٣ جيجاواط، على أن تستهلك اليونان بعضها، ويتم تصدير القدرات الباقية إلى دول أوروبية، من بينها ألمانيا وإيطاليا، عبر الشبكة اليونانية.تعزيزًا أو ترسيخًا لمكانة مصر كمركز إقليمى لتداول الطاقة بمختلف أنواعها، كان الرئيس السيسى قد استقبل رئيس الشركة اليونانية، فى ١١ فبراير ٢٠٢٣، بقصر الاتحادية، واتفقا على إجراء الدراسات اللازمة لإقامة مشروع إنتاج ونقل الطاقة النظيفة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان. وخلال لقاء الأربعاء، أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون مع الشركة فى مجال إنتاج الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة، تمهيدًا لنقلها إلى أوروبا عبر اليونان، فى إطار مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية التى توليها الدولة المصرية لهذا المشروع، باعتباره إحدى ركائز تأمين الطاقة للدول الأوروبية، وأحد محاور الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى.المشروع، كما أكد الرئيس، يحظى بدعم سياسى وحكومى قوى من مصر واليونان، خاصة بعد إدراجه على قائمة المشروعات ذات الاهتمام والمنفعة المشتركة للاتحاد الأوروبى، الأمر الذى يبرز الحاجة إلى ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بين مختلف الجهات المعنية فى مصر واليونان لاستكمال دراسات الجدوى المرتبطة بالمشروع، والمضى قدمًا فى تنفيذه. وعليه، اتفق الجانبان على أهمية الاستفادة من البنية الأساسية الحديثة التى أنشأتها وطورتها مصر فى قطاع الكهرباء خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى الإمكانات الطبيعية الفريدة التى تتمتع بها، والتى تؤهلها لتكون من الدول الرائدة عالميًا فى إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة من الرياح والطاقة الشمسية… وتبقى الإشارة إلى أن مصر تشارك بفاعلية فى العديد من مشروعات الربط الكهربائى الإقليمية، ولديها استراتيجية وطنية تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة فى مزيج الطاقة الكهربائية إلى ٤٢٪ بحلول سنة ٢٠٣٠. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى عملت، خلال الفترة الماضية، على تدبير احتياجاتها من الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، وخصصت سبعة مليارات جنيه لمشروعات تتعلق بتحسين كفاءة تلك المحطات والمرافق ذات الصلة، كما وضعت حلولًا جذرية وهيكلية لضمان استدامة توافر الطاقة الكهربائية اللازمة للاستهلاك المحلى والاستصلاح الزراعى والمشروعات الصناعية، و… و… وعدم تكرار أزمة تخفيف الأحمال مستقبلًا.