مقترح ترامب بحاكم أمريكى لغزة يثير المخاوف حول الدولة الفلسطينية

مقترح ترامب بحاكم أمريكى لغزة يثير المخاوف حول الدولة الفلسطينية

أثار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، موجة جدل واسعة جديدة، بعد تصريحاته الأخيرة عن غزة، التى قال فيها إنه يدرس تعيين مسئول أمريكى فى منصب «الحاكم المؤقت لقطاع غزة»، تكون مهمته هى «الإشراف على مرحلة ما بعد الحرب»، و«ضمان نزع سلاح المقاومة».ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا سيناريو جديدًا لـ«اليوم التالى» فى غزة، يتضمن تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مسئول أمريكى لإدارة القطاع، حتى استقرار الأوضاع ونزع السلاح، ثم يتم بعدها تشكيل سلطة فلسطينية دائمة.وأضافت المصادر أن هذه الإدارة المؤقتة لن تشمل حركة «حماس» أو السلطة الفلسطينية، بل ستعتمد على «تكنوقراط» فلسطينيين، ولن يكون لها جدول زمنى محدد، على أن تُحدد مدتها وفقًا للواقع الميدانى.وشبه كثير من المتابعين الخطة المقترحة بما جرى فى العراق، بعد الغزو الأمريكى عام ٢٠٠٣، عندما شكلت واشنطن سلطة مؤقتة لإدارة البلاد. ولاقت الخطة انتقادات شديدة على الصعيدين القانونى والدبلوماسى فى العالم، واعتبرها كثيرون تهديدًا مباشرًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، خاصة حقه فى تقرير المصير.فى السياق، قال الرئيس الأمريكى، مساء الأربعاء، إنه سيتم الكشف عن تفاصيل المحادثات المتعلقة بقطاع غزة، خلال الساعات الـ٢٤ المقبلة، مضيفًا: «هدنة غزة ستدخل حيز التنفيذ خلال ٢٤ ساعة، وسيتم خلالها الإفراج عن المحتجزين».وأثارت تصريحات «ترامب» بشأن عدد المحتجزين الأحياء فى غزة موجة من الاستياء بين عائلاتهم، بعدما قال إن ٢١ فقط من أصل ٥٩ محتجزًا ما زالوا على قيد الحياة، بينما أكدت العائلات أن العدد هو ٢٤، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بتوضيح رسمى بشأن ذلك.من جهته، قال نعمان توفيق العابد، المحلل السياسى الفلسطينى، إن تصريحات «ترامب» بشأن إدارة قطاع غزة بواسطة «حاكم أمريكى»، أو من خلال «لجنة أمريكية» بالتعاون مع بعض «التكنوقراط» الفلسطينيين، وربما بمشاركة دول أخرى- تذكرنا بما حدث فى العراق بعد الاحتلال، وتعكس محاولة فرض حلول غير مقبولة. وأضاف «العابد»: «من الواضح أن هذه الأفكار مرفوضة بشكل قاطع من قبل الشعب الفلسطينى وقيادته وفصائله الوطنية والإسلامية، التى لا تقبل بحلول تستبدل الاحتلال الإسرائيلى باحتلال آخر آمريكى.فى المقابل، قال فايز عباس، الباحث السياسى الفلسطينى، إن أهالى غزة بحاجة إلى المساعدة، حتى وإن كانت تلك المساعدة تأتى من أطراف غير مثالية، بل قد يصل الأمر إلى حد قبول المساعدة حتى لو كانت من «الشيطان»، طالما أن ذلك يمكن أن يخفف معاناتهم، وفق تعبيره. واعتبر أن اقتراح «الإدارة الأمريكية لغزة» قد يكون مقبولًا من قبل سكان غزة، الذين لم يعد لديهم أى مخرج آخر سوى التوجه إلى سلطة أجنبية، حتى إن كانت أمريكية، لأنهم ربما يرون فيها فرصة للحصول على نوع من الإنسانية قد تكون أكثر تساهلًا من الاحتلال الإسرائيلى، الذى فقد كل ملامح الإنسانية.