مطربة الأقدار.. هل كانت عفاف راضى ضرورة قومية لمصر بعد النكسة؟

صباح يوم ١٨ يوليو ١٩٧٠ خرجت الأهرام بصورة كبيرة لرئيس الوزراء الروسى وهو يودع الزعيم جمال عبدالناصر فى مطار موسكو، بينما الأخير يهم بركوب الطائرة متجهًا إلى القاهرة بعد ١٧ يومًا كاملة قضاها الرئيس المصرى فى الاتحاد السوفيتى شبع خلالها مباحثات ومداولات وتصريحات مع الجانب الروسى.. فى رحلته الطويلة لإعادة بناء جيشه المنكسر بعد النكسة.١٧ يومًا كاملة والصفحة الأولى للأهرام تفرد مانشيتها الرئيسى لرسالة موسكو مثل باقى الجرائد والمجلات المصرية، لكنها فى الحقيقة امتلكت ميزة أخرى لم يملكها الباقون، حيث كان رئيس تحريرها هو الأقرب للرئيس فى تلك الرحلة، ليس فقط بحكم الصداقة الوطيدة، لكن هذه المرة بحكم المنصب الذى كلفه به ناصر فى ظرف عصيب لم يستطع هيكل الفكاك منه، وهو منصب وزير الإعلام.هيكل خلال تلك الأيام كما هى العادة امتلك قصصه الصحفية الخاصة التى ينفرد بها وزخرت بها مقالاته المتعاقبة يوميًا عبر الفاكس من موسكو إلى الأهرام، قصة واحدة لم يحكها هيكل إلا بعد سنوات بعيدة تخص بنتًا جميلة لها صوت عذب، بدأ الناس حينها فى مصر يحفظون اسمها على استحياء وهى عفاف راضى.الحكاية ببساطة أن جمال عبدالناصر كان يجلس بوجه أثقلته الهموم فى طائرة الرئاسة فى رحلته الأخيرة من موسكو إلى القاهرة.. وحفلت الرحلة الطويلة بأحاديث مستفيضة من القائد لوزرائه لمناقشة تفاصيل ما تم إنجازه وما تعثر مع السوفيت بخصوص الدعم العسكرى، لكن بين شلال الأحاديث أرسل القدر عبر موجات الراديو ما يهدئ من أعصاب القائد المنهكة ويطبطب على قلبه العليل.صوت دافئ جديد على أسماعه ينساب فى خلفية الأحاديث السياسية والعسكرية المعقدة، أجبره على السكوت والاستماع له، حيث كان من عادة عبدالناصر أن تكون إذاعة القاهرة موجودة دائمًا فى الخلفية خلال سفرياته الخارجية، سواء كان يعمل أو يتناول الطعام أو يمارس أى نشاط داخل استراحته أو طائرته، لا بد من صوت يطمئنه أن القاهرة موجودة فى متناوله حتى لو كان عبر أثير الإذاعة.أنصت عبدالناصر فجأة للصوت الدافئ المتهادى من راديو القاهرة وسأل عن صاحبته، ليقال له إن اسمها «عفاف راضى»، لا أستطيع الجزم بالأغنية التى سمعها حينها عبدالناصر، لكنها لن تخرج عن أغنيتين «ردوا السلام» أو «هوا يا هوا»، لأنهما الوحيدتان اللتان كانتا تمتلكهما عفاف حينها، وتذاعان بشكل رسمى فى الإذاعة، هنا توجه بالقول إلى وزير الإعلام محمد حسنين هيكل وقال له «اهتموا بصوت عفاف وحاولوا تشجعوها».حكاية عفاف لم تبدأ من هذا الموقف القدرى الذى جعل أذن الزعيم عبدالناصر تلتقط صوتها صدفة وهو يطير مع وزرائه فى السماء، لكن الأقدار لعبت أدوارًا كبيرة أخرى فى أوقات مختلفة، كانت نتيجتها إزاحة الغبار عن تلك الموهبة النادرة، بدأت الألعاب القدرية معها منذ لحظة اقتحامها الخجول لعالم الرحبانية خلال زيارتهم الشعبية فى أواخر عام ١٩٦٦ ولم تنتهِ بوقوعها تحت بؤرة اهتمام ذلك العبقرى المجنون بليغ حمدى الذى اعتبرها هو الآخر هدية قدرية له لتكون عصاه السحرية لتحقيق أحلامه الموسيقية.. فكانت عفاف راضى مطربة الأقدار السعيدة.. وسنرى.٢٠٠ جنيه من جيب أم كلثوم تنقذ «مطربة الكواكب»عدد الكواكب الصادر بتاريخ ٢١ أبريل ١٩٧٠ جاء بكواليس الخطوة الأولى لعفاف راضى فى عالم بليغ حمدى، وكتبها صحفى الكواكب حلمى سالم باستفاضة وأبرز دورًا مجهولًا لأم كلثوم لم تتاجر به الست يومًا وتاه وسط الانطلاقة الكبيرة لعفاف.. البنت الخجولة التى قرر بليغ حمدى العبقرى المجنون أن يأخذها من الدار للنار ويلقيها على المسرح الملتهب وراء العندليب الأسمر بجلالة قدره، وهو أمر بالغ الخطورة على أى وجه جديد، حيث سيصير مُعرضًا لمفرمة المقارنة مع هذا الهرم الراسخ الذى بِيع الحفل باسمه، ونقصد حليم بالطبع، لكن هذا هو بليغ عندما يصل لدرجة الإيمان بموهبة أحد، حينها يكون على استعداد لخوض حرب ضروس من أجله، وهو ما فعله فى حالة عفاف تمامًا، والجديد أنه بمساعدة أم كلثوم نفسها، كيف؟ الحكاية لا بد أن تُحكى بشكل مفصل لأن فيها أم كلثوم، وهى واقعة فى غاية النبل من كوكب الشرق لم تأخذ حقها ولا أذكر أن قرأتها أو سمعتها على لسان أحد أبطال الحكاية بعد ذلك. والقصة باختصار تبدأ عندما فرح بليغ حمدى باكتشافه وولادة اللحن الأول لعفاف طفلته المدللة التى ظل لشهور يبحث عما يناسب صوتها حتى عثر على كلمات سيد مرسى الشجية «ردوا السلام» فكان لسان حاله يقول: وجدتها، وجدت عفاف فى كلمات تلك الأغنية، وخرج اللحن الجميل بانسيابية وبعد أن أسمعها لرجاء النقاش صاحب الفضل الأول، رأى بليغ أن تأخذ عفاف بركة ست الستات وعظيمة العظيمات أم كلثوم قبل أى شىء واصطحبها إلى بيت الست على نيل الزمالك، وغنت عفاف فاستمعت لها بمزيد من الإعجاب والدهشة وقالت ثومة لبليغ بالنص «دى موهبة نادرة.. حافظوا عليها يا بليغ».فرح بليغ كالطفل بكلمات الست أم كلثوم وبعد أن خرج منتشيًا تساءل كيف نقدم عفاف للناس بشكل احترافى تستحقه بدلًا من تركها للتساهيل- للمفارقة ستغنى عفاف بعد ٤ سنوات أغنية له باسم تساهيل- فكانت الإجابة الجاهزة أن الأمر لا بد أن يأخذ الشكل القانونى لخروج المواهب إلى الناس فى مصر، وذلك يكون عبر الوسيلة الأكثر سرعة فى الوصول إلى الناس حينها وهى الإذاعة، لذا لا بد أن تتقدم للجان الاستماع كى تجيزها وتستطيع أن تغنى فى الإذاعة، وفى الحفلات القومية وتسجل فى استديوهاتها، لأنها لا تسجل إلا للأصوات المعتمدة بشكل رسمى وعفاف حتى تلك اللحظة غير معتمدة، وحبل لجان الاستماع طويل لا يناسب سخونة قلب بليغ، فما كان منه إلا أن فكر فى حل آخر يحتاج تكلفة كبيرة، وهو أن يستأجر استديو التسجيل الخاص بشركة صوت القاهرة الموجود داخل مبنى ماسبيرو ويسجل لها لحنًا يقدمه مباشرة للإذاعة جاهزًا للمرور سريعًا عبر لجان الاستماع، لكن مَن يدفع تكلفة الـ٢٠٠ جنيه لإيجار الاستديو، وهو مبلغ ليس بالهين حينها لا يتوفر فى جيب بليغ المثقوب دائمًا؟، ومن ثم عاد الرجل لبيت كوكب الشرق وشرح لها الأمر فقدمت أم كلثوم المبلغ المطلوب فورًا لحجز الاستديو وسجلت عفاف «ردوا السلام» لأول مرة قبل أن تشدو بها بعد أيام على المسرح خلف العندليب.نبوءة «الكواكب»: مولد صوت عبقرى يحمل زعامة الغناءهذا العنوان لم يكن عنوانى بل كان عنوان تحقيق حلمى سالم فى الكواكب عن عفاف راضى بعد أن انتشلها الشاطر بليغ حمدى من غياهب النسيان التى دخلت فيها سنوات النكسة، وكان تحليل صحفى الكواكب لصوت عفاف غاية فى الدقة، حاول فيه إنقاذها من فخ المقارنة أو وضعها فى قالب مطربة أخرى أكبر منها انطلاقًا من تشابه صوتى مع هذه أو تلك، فقال حلمى سالم إن الذى يستمع إلى عفاف فى لحن بليغ حمدى قد يعقد مقارنة بين صوت عفاف وصوت فيروز مطربة لبنان، لكن الذى يتوقف عند الصوت ليسمعه جيدًا ويحاول أن يغوص فى أعماقه يحس أنه أمام صوت فريد، لا هو فيروز ولا هو نجاة، إنه صوت متميز أكثر ميزته أنه شديد المصرية تحس وأنت تسمعه أنك تسمع ماء النيل فى رقته وشاعريته.. فى قوته وجبروته، فى أصالته وعظمته.ثم يكمل حلمى وصف ولعه بصوت عفاف فيقول إنه صوت نفيس بلا شك عميق وأصيل، قوى ورقيق فهو يصافح أذنك بصفتين، صفة القوة وصفة الرقة، فهو لا يجرح الأذن ولكنه يهدهدها ويتسرب منها إلى أعمق أعماق القلب.ثم يسأل الصحفى سؤالًا: هل تغنى عفاف لونًا معينًا من الغناء؟ ويجيب عنه قائلًا إن عفاف تؤدى كل الألوان وهناك أصوات تتوقف عند لون معين، فصوت نجاة يغنى الأغنيات الهادئة الرقيقة.. شديدة العذاب تمامًا كصوت فريد الأطرش الذى يجيد البكائيات وكصوت محمد رشدى المتميز بغنائه الشعبى ومثله شريفة فاضل. الحق أن بليغ حمدى آمن بعفاف إلى حد لم يصل إليه مع شخص آخر حتى وردة نفسها بكل ما ربط بينهما من روابط بعد ذلك وعلى رأسها الحب والزواج، فقد أدرك بليغ وسعى أن تكون عفاف هى مشروعه الأكبر لخلافة الست أم كلثوم التى تحتل قمة لا يجرؤ أحد على النظر إليها من بعيد.لكن الواقعية كانت تقول إن أم كلثوم حينها كانت امرأة فى السبعين من عمرها أو يزيد، وخروجها من المشهد محتمل فى وقت قريب سواء بالموت أو العزلة، وهو ما يعطى الحق لقمم غنائية أخرى للتطلع إلى مكان قريب حتى من أم كلثوم بعد الفراغ المتوقع بغيابها – لا أقصد مكانتها بالطبع، فهى مكانة لا ولم ينزعها الموت بل زادها أسطورية وخلودًا، لكن أقصد قمة الغناء العربى النسائى للأحياء حينها، والذى بدا أن المكان مؤهل لتشغله فيروز موهبة لبنان المتوهجة والتى لفتت أنظار العالم العربى كله دون أن تضطر للدخول من بوابة مصر مثل باقى مطربى ومطربات الشام أمثال فايزة أحمد ونجاح سلام وسعاد محمد، اللاتى نجحن فى تحقيق جماهيرية كبيرة خاصة فايزة، لكنها منطلقة من داخل الفضاء المصرى أولًا وفى كنف أم كلثوم بالتبعية.أما فيروز فكانت تجربة متفردة داخل أروقة مدرسة الرحبانية واسعة الموهبة، لذلك فقد رأى بليغ أن عفاف تلك البنت التى أتت من ريف مصر مثل أم كلثوم مؤهلة أن تأخذ مكانها وتنقذ الريادة المصرية من الذهاب إلى الرحابنة وفيروزتهم.وأعتقد أن الصحافة حينها كانت تدرك قيمة عفاف كمطربة ضرورة وطنية قصوى لإنقاذ ريادة مصر، فنجد حلمى سالم صحفى الكواكب الكبير فى نهاية تحقيقه يقول: «إن بليغ حمدى استطاع أن يعيد اكتشاف عفاف راضى وأن يعرف بإحساس الملحن الموهوب الدارس عظمة هذا الصوت وأن يتبناه وأن يحيطه بكل الرعاية وسوف لا تنتقل الزعامة الغنائية من القاهرة، فالأرض التى أعطتنا يومًا صبية من طماى الزهايرة تعطينا من جديد صوتًا عبقريًا اسمه عفاف راضى، ولسوف تغنى عفاف يوم حفلة الربيع التى يغنيها عبدالحليم حافظ بنفسه- أقيمت بعد صدور العدد بأيام قليلة- فانتظروا معنا عفاف راضى فأنتم على موعد مع صوت مصرى عبقرى وأصيل».وتم المراد ووقف بليغ حمدى خلف مطربة الكواكب عفاف راضى بعد نزول عبدالحليم وقاد الفرقة الموسيقية بنفسه والتسجيل موجود لتشدو عفاف أغنيتها الأولى «ردوا السلام» من كلمات سيد مرسى.. ثم تشدو أغنيتها الثانية «هوا يا هوا» من كلمات محمد حمزة.فى تلك اللحظة فقط نستطيع أن نقول إنه تم التدشين الرسمى الأول لأيقونة مصرية اسمها عفاف راضى بعد أن خطفت القلوب فى تلك الحفلة الآسرة.. لتدخل رسميًا تلك الفتاة الموهوبة الخجولة قلوب المصريين وقلب معشوق المصريين أيضًا ورئيسهم واسمه جمال عبدالناصر.جمال عبدالناصر رأى فيها أمنًا قوميًا للطرب المصرىاتفق واختلف مع جمال عبدالناصر كما تشاء، فنّد قراراته الخاطئة مثلما تريد، واجهه بأخطائه أو خطاياه واقذفها فى وجهه، لكنك لن تملك أنت أو غيرك إلا أن تحترم تجربة هذا الرجل وتعترف أنه حمل محبة مصر بين عينيه، ولم ينكر أى مؤرخ منصف جهده الانتحارى بعد النكسة لإقامة أوتاد الجيش المصرى المنهزم مرة أخرى، وهو الأمر الذى دفع ثمنه حياته، وتوقف قلبه إشفاقًا عليه فى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.القصة الخام لحكاية سماع عبدالناصر لصوت عفاف راضى لأول مرة التى سردتها بتصرف فى المقدمة، جاءت كما قلت على لسان الصديق الوفى للرئيس، هيكل نفسه، وذلك بعد وفاة ناصر بسنوات، من خلال كتاب «محمد حسنين هيكل يتذكر: عبدالناصر والمثقفون والثقافة» ليوسف القعيد، لكن لا يمكن أن تمر تلك القصة دون أن نضعها فى سياقها الإنسانى والزمنى حتى نفهم ما الذى كان يفكر فيه عبدالناصر بخصوص عفاف راضى. صحيح أن القدر لم يسعف الرئيس عبدالناصر لمتابعة رحلة صعودها.. لكن على ما يبدو أنه آمن بموهبتها المتفردة إيمانًا كاملًا، وظنى أنه لو عاش طويلًا لوقف خلفها بكل ما يملك وبدافع من يقينه المطلق بقيمة الفن فى دعم مشروعه الثورى منذ يوليو ٥٢، لذا كانت عفاف المرشحة الأولى لتصير رأس الحربة الجديدة التى ستعوض غياب أم كلثوم المحتمل.فيروز أيضًا كانت كلمة السر الأخرى التى لا بد أن ننتبه إليها عند الحديث عن عبدالناصر وعفاف راضى، فالواقع يقول إن ناصر كان يحب صوت فيروز جدًا، وينظر إلى تجربة الرحبانية المتكاملة، والتى هى عمادها، على أنها تجربة ملهمة، تثير الغبطة وليس الحسد، ولا بد أنه سأل نفسه لمَ لا يكون عندنا فيروز أخرى؟، لذلك عندما سمع صوت عفاف ينساب من راديو طائرة الرئاسة، بالتأكيد رأى فيها مشروع فيروز مصرية محتمل، خاصة أن صوت عفاف كان لا يشبه صوت فيروز فى الواقع، لكنه فى الوقت نفسه يؤتى نفس أثره حيث يضفى على النفس سكينة ومشاعر هادئة دافئة عجيبة.. تميزت بها النبرات الفيروزية الساحرة.وهيكل نفسه فى معرض حكايته تلك يقول نصًا: «كان من عادة جمال عبدالناصر عندما كان يسافر إلى خارج مصر أن يفتح الراديو على القاهرة دائمًا. ويومها لفت جمال عبدالناصر نظرى إلى صوت عفاف راضى. قال لى إنها موهبة. صوتها فيه حاجة وعينة من فيروز، ولو أن أحدًا اهتم بها فى الإذاعة. ووفروا لها ملحنين كويسين، يمكن تصبح عفاف راضى فيروز أخرى. فأرجوك تهتموا بيها. ثم عدنا وحدثت أمور أخرى وجدّت ظروف مغايرة».انتهى كلام هيكل هنا، لذا أظن أن المشروع كان واضحًا فى ذهن الزعيم عبدالناصر، قمة الغناء لا بد أن تظل فى القاهرة حال غياب الست، وفى نفس الوقت يكون مشروعًا مكافئًا لمشروع فيروز الملهم فى لبنان، وهو أمر فى ظنى لم يكن مناطحة له أو محاولة إسقاطه، بل على العكس إعجابًا به، حيث كان لا يخفى ناصر دائمًا حبه لصوت فيروز ووديع الصافى تحديدًا.وإن كنا ما زلنا نتذكر ما قلناه عن رحلة الرحابنة وفيروز إلى القاهرة فى نهاية عام ١٩٦٦، فسنعرف ضمنيًا أن عبدالناصر نفسه هو الذى وجّه أمين هويدى، وزير الإرشاد القومى، إلى إرسال دعوة رسمية إليهم لزيارة مصر لنفى الصورة المغلوطة التى وصلت إلى الكثيرين بأن مصر تحارب فيروز وتمنع إذاعة أغانيها، وللمفارقة كانت تلك الزيارة هى وش السعد على عفاف راضى، حيث ألقت الأقدار البذرة الأولى فى أرض موهبتها عندما سمعها عاصى الرحبانى لأول مرة لتبدأ حكاية بنت المحلة الموهوبة كما حكينا فى البداية.. فلا عجب إذن أن نسميها «مطربة الأقدار».