حاتم رضوان: من الصعب أن نضع تعريفا للقصة التجريبية

بدأت، مساء الخميس، فعاليات منتدى أوراق الذي تقيمه جريدة “حرف” الثقافية الصادرة عن مؤسسة الدستور، والذي يناقش “تحولات القصة القصيرة ومستقبلها”.
القصة القصيرة وتحولاتها
الندوة يقدمها الدكتور يسري عبدالله ويشارك فيها عدد من المبدعين أبرزهم علاء أبوزيد، نهى محمود، ود.حاتم رضوان.قال حاتم رضوان: مداخلتي ستكون حول القصة القصيرة والتجريب، والحقيقة أن القصة القصيرة تمثل فضاء آسرًا من الابداع السردي من خلال زعزعة اللغة والشكل واستخدام وسائط مختلفة مثل الكولاج.أضاف رضوان: يغوص قارئ القصة القصيرة في آفاق جديدة من خلال التفاعل مع الكتاب ليتكشف قوة تتجاوز حدود السرد في مشهد دائم التطور.تابع “الكتابة التجريبية تشق مسارات جديدة، وكلمة تجريب معناها العمل ضد النموذج السائد والمنتشر، واعتمادا على صيغة تجعل التجريب مثل انحراف على خلفية ما يتوقعه القارئ، بمعنى انه اذا فشلت القصة في التوقعات المسبقة بطريقة ما كتحد بين الكاتب والقارئ الذي ينظر إلى القصة على أنها تجريبية.وأكمل رضوان: “من الصعب ان نضع تعريفا للقصة التجريبية، لكننا نتعرف عليها بمجرد قراءتها والحقيقة أن أفضل ما في العمل الأدبي هو عدم وجود قواعد صارمة تحكمه وأن مرونته تجعل الجميع يحاول كسر هذه النمطية والاتجاه للجديد.وواصل “التجريب لا ينبع من فراغ، كأن يتخذ الكاتب قرارًا بكتابة قصة تجريبية، لكن التجريب يأتي بالإطلاع الكبير على التجارب التي كتبت ويسبقه الإلمام بمنجز القصة القصيرة عبر تاريخها الطويل.تابع “يتبني كتاب هذا النوع روح الاستكشاف لإشراك القراء بأشكال فريدة، ومن السمات المميزة للتجريب هو الابتعاد عن السرد المباشر، وهذا يدعو القراء للاطلاع على مشهد اكثر تعقيدا ما يسمح للقراء بالانخراط في العمل.واكمل: “الكتابة التجريبية شكل من الاستكشاف الادبي وتبنى مساحة كبيرة، وعندما يتعلق الأمر بالتجريب فهذا يعني أن يتعامل الكاتب بمنطق التحرر ويجرب التلاعب اللغوي وابتكار تعبيرات جديدة الهدف منها التحرر من القيود.واستطرد: تعتبر ‘’حكايات كانتربري” وهى مجموعة مؤلفة من 24 قصة كتبها “جيفري تشوسر” باللغة الإنجليزية الوسطى بين عامي 1387 و1400، هي تجريبية في سياقها لتقديمها للغة العامية كنص مبتكر، وفي لغتها ومضمونها تجريبية أيضًا، والآن في عصرنا الحالي اتسعت القماشة لتشمل أشكال أخرى مثل الخيال العلمي وما وراء الطبيعة والسيريالية والواقعية الصوفية وكثير من الفنون او السينما، مثل قصة ‘’أجمل رجل غريق في العالم” لماركيز، و”الكرة ورأس الرجل” لمحمد حافظ رجب.وواصل: تصف الكاتبة الفرنسية ‘نتالي سارود ان القصة تغوص فيها الوعي ومثال لهذا نذكر قصة ‘عارضة الازياء المشردة’’ لكاتب امريكي التي تاخذ شكل الكلمات المتقاطعة، وتعتبر اللغة أحد الأدوات الفاعلة لتوسيع آفاق السرد القصصي والتلاعب بالالفاظ لابتكار سرد جديد كتجربة القراءة لما كتبه الأيرلندي جيمس جويس.اختتم رضوان حديثه:”تكسر القصة الميتافيزيقيا، داعية القراء للتساؤل حول طبيعة السرد القصصي وكسر الحاجز الرابع كما فعل بورخيس في متاهاته القصصية و”كيرت فون جت” وسردياته الواعية بذاتها ودمجه للواقع بالخيال.