"الجارديان": مخاوف من اندلاع حلاب شاملة بعد الهجمات الهندية الباكستانية المتبادلة

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على التوترات المتصاعدة خلال هذه الفترة بين الهند وباكستان، مشيرة الى أنه مع تصاعد الغضب الشعبي في باكستان والمطالبة بالرد على الهجوم الدموي، يخشى آخرون اندلاع حرب شاملة مع الهند التي تتفاوت فيها ردود الفعل ايضاً. وأضافت الصحيفة في تقرير لها، ان الخوف والتحدي يعمان الحدود بعد الغارات الجوية الهندية على باكستان، وفي أجواء غاضبة ومتوترة، تجمعت حشود كبيرة في شوارع مدينة روالبندي الباكستانية، مرددين هتافات مدوية: “ستكون هناك حرب”، “الحرب ستستمر حتى تحرير كشمير، حتى تدمير الهند، ستكون هناك حرب”.
ووفقا لما أورده التقرير ففي مساء الخميس، تصاعد التوتر مجددًا مع دوي انفجارات فوق مدينة جامو في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، في هجوم يُشتبه بأنه بطائرة مسيّرة باكستانية، وفي أعقاب التوغل الثاني المزعوم للهند باستخدام طائرات مسيّرة، والتي أُسقطت داخل الأراضي الباكستانية صباح الخميس، ساد الغضب شوارع روالبندي. وكان مطلب الحشود واضحًا: “اضربوا الهند ودمروها”، “تحيا القوات المسلحة الباكستانية”.
تحطم طائرة مسيرة هندية
وتابعت الصحيفة في تقرير لها قبل ذلك بساعات، تحطمت طائرة مسيّرة هندية مزعومة بالقرب من أكشاك الطعام خارج ملعب الكريكيت، مما أدى إلى إصابة مدني كان يمر بالمكان، وتُعد هذه الطائرة واحدة من 25 طائرة مسيّرة على الأقل تقول باكستان إن الهند أرسلتها إلى أراضيها خلال الليل، ووصفت ذلك بأنه “عمل عدواني عسكري سافر آخر”.ونفذت الهند أوسع غارات جوية على باكستان منذ عقود، مستخدمة صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت تسعة مواقع عبر البلاد، زعمت أنها مقرات ومخيمات تدريب لجماعات مسلحة تقف خلف بعض أكثر الهجمات الإرهابية دموية على الأراضي الهندية، ولكن بين القتلى الـ31 الذين سقطوا في الغارات، كانت هناك نساء وعدد من الأطفال.منذ تقسيم الهند وإنشاء باكستان عام 1947، خاض البلدان أربع حروب، ورغم أن العلاقات بين الشعوب كانت تتحسن في فترات السلم، إلا أن أي إشارة إلى عدوان عبر الحدود عادةً ما تؤجج مشاعر الغضب وتثير دعوات للرد القوي.
المرة الأولى التي تطلق فيها الهند صواريخ على إقليم البنجاب منذ عام 1971
الغارات التي وقعت امس الأربعاء كانت الأولى منذ حرب عام 1971 التي تطلق فيها الهند صواريخ على إقليم البنجاب، أكثر الأقاليم الباكستانية أهمية من الناحية السياسية والعسكرية، ما اعتُبر استفزازًا لا يمكن تجاهله.قال أحد موظفي الحكومة، طلب عدم الكشف عن اسمه، “ماذا ننتظر؟ ألسنا أمة كريمة وشجاعة؟ على جيشنا أن يرد فوراً”، ولكن في المقابل، يرى البعض أن الحرب الشاملة مع الهند هي آخر ما تحتاجه باكستان الآن، خاصةً في ظل معركتها مع طالبان على حدود أفغانستان، وصراعها مع الانفصاليين في بلوشستان، وتداعيات الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.حتى قبل أسابيع قليلة، ورغم تبادل التهديدات، لم تكن هناك شهية حقيقية للحرب في باكستان، ولكن أحداث هذا الأسبوع غيّرت المزاج العام تماماً، متجاوزة الانقسامات السياسية والطبقية، من الباعة الجائلين إلى الطلاب والمحامين.قالت نبیل نجف، 34 عامًا، موظفة حكومية: “الهند تستغل ضبط نفس باكستان. هم يريدون حرباً، ويجب على الجيش ورئيس الأركان أن يمنحوهم إياها”.القرار بشأن رد باكستان يقع على عاتق المؤسسة العسكرية، وبالأخص قائد الجيش الجنرال عاصم منير، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الهند وتفضيله للعمل العسكري على الحلول الدبلوماسية، ولذلك، يعتقد كثيرون أن الضربة المضادة باتت وشيكة، خاصةً في ظل الاستياء داخل صفوف الجيش من غياب رد حاسم حتى الآن.ورغم أن الجيش الباكستاني لطالما حظي بولاء شعبي واسع، إلا أن هذا الولاء تآكل في السنوات الأخيرة، وقد يكون رد منير، ونتيجة أي عملية عسكرية، إما فرصة لاستعادة الثقة أو عاملًا في تعميق أزمة المؤسسة الحاكمة.ومع ذلك، لم يكن الجميع في باكستان متحمسًا لخوض حرب. قال يوسف نثار، 30 عامًا، مهندس برمجيات: “على العالم أن يؤدي دوره لنزع فتيل النزاع، مع القوى الكبرى نائمة للأسف، وإذا ردت باكستان، فإن الهند سترد، وسنندفع نحو حرب شاملة لا يمكن السيطرة عليها”.وأضاف نثار: “الناس يتحدثون عن الحرب كأنها نزهة، لكنهم لا يدركون تكلفتها على الأرواح، والبنية التحتية، والاقتصاد”.وعلى الجانب الآخر من الحدود، كانت هناك دعوات مشابهة منذ أسابيع للانتقام من باكستان، بعد هجوم مسلح في كشمير الخاضعة للهند أسفر عن مقتل 26 شخصاً، واتهمت نيودلهي باكستان بالضلوع فيه، خاصةً بعد أن استُهدف فيه رجال هندوس لأسباب دينية، مما أثار صدمة في الدولة ذات الأغلبية الهندوسية.