الأب يؤانس لحظي: النداء إلى السلام ليس مجرد تمنيات

الأب يؤانس لحظي: النداء إلى السلام ليس مجرد تمنيات

قال الأب يؤانس لحظي السكرتير السابق للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل، إن كلمة البابا ليون الرابع عشر، كانت الكلمات الأولى للحبر الأعظم الجديد تحية سلام: «السلام عليكم جميعًا»، فكان تعبير بسيط ولكنه يحمل شحنة كبيرة من المعاني، يستدعي تحية المسيح القائم من بين الأموات، «الراعي الصالح الذي بذل حياته من أجل قطيع الله».وأضاف: أراد ليون الرابع عشر أن تدخل هذه التحية قلوب كل شخص، وكل عائلة وفي كل زاوية من زوايا الأرض، مؤكدًا أنها «سلام منزوع السلاح وسلام ينزع السلاح، متواضع ومثابر»، ينبع من الله ومن محبته غير المشروطة.وتابع: هذا النداء إلى السلام ليس مجرد تمنيات، بل هو برنامج حقيقي لحبريته. السلام الذي يتحدث عنه البابا هو سلام فعال، يتطلب التزامًا وحوارًا وبناء جسور بين الشعوب. تعريفه للسلام بأنه «منزوع السلاح وينزع السلاح» يدعو إلى تجاوز الانقسامات والصراعات بتواضع ومثابرة، وهما قيمتان ستكونان بالتأكيد في صميم عمله الرعوي.وأضاف: الاستمرارية مع البابا فرنسيس، فعنصر مركزي في الخطاب هو الاستمرارية الواضحة مع حبرية البابا فرنسيس. ذكر ليون الرابع عشر «ذلك الصوت الضعيف لكن الشجاع دائمًا للبابا فرنسيس الذي كان يبارك روما»، مشيرًا إلى بركة عيد الفصح التي منحها سلفه للعالم أجمع. بهذه الكلمات، أراد البابا الجديد أن يؤكد أن خدمته تندرج في مسيرة مرسومة بالفعل، قوامها الشجاعة والتواضع والاهتمام بالمحتاجين.وتابع: الشكر للبابا فرنسيس وللكرادلة الذين اختاروه هو بادرة عظيمة من التواضع والتقدير، تعزز الشعور بالوحدة والاستمرارية في قيادة الكنيسة.الدعوة إلى بناء الجسور والسير معًاوأضاف: دعا ليون الرابع عشر الجميع إلى «بناء الجسور، بالحوار، باللقاء»، ليصبحوا «شعبًا واحدًا دائمًا في سلام». هذا النداء إلى الشركة والوحدة هو من أقوى رسائل الخطاب، ويستدعي مفهوم الكنيسة السينودسية، القادرة على السير معًا والاستماع إلى الأصوات المختلفة للمجتمع المسيحي والعالم.وأضاف: يعرّف البابا نفسه بأنه «ابن القديس أوغسطين»، مستشهدًا بالعبارة الأوغسطينية الشهيرة «معكم أنا مسيحي ومن أجلكم أنا أسقف»، التي تؤكد دعوته لخدمة الكنيسة بتفانٍ ومحبة. يشير هذا الاستدعاء للجذور الروحية أيضًا إلى رغبة في حبرية تعرف كيف تجمع بين التقاليد والتجديد.كنيسة قريبة من المهمشين ومرسلةوواصل: أكد ليون الرابع عشر التزام الكنيسة بأن تكون «قريبة دائمًا من المهمشين»، وهو خط يواصل خط البابا فرنسيس ويضع المحبة والعدالة والتضامن في المركز. أكد البابا على ضرورة وجود كنيسة مرسلة، منفتحة على الحوار ومستعدة لاستقبال الجميع بمحبة وحضور ملموس.وتابع: تم توجيه تحية خاصة إلى شعب بيرو، الأرض التي مارس فيها البابا الجديد جزءًا كبيرًا من خدمته الرعوية. يمثل هذا الرابط الشخصي بأمريكا اللاتينية جسرًا بين ثقافات وواقع مختلف، تأكيدًا لدعوة الكنيسة العالمية. مختتمًا: اختتم الخطاب بدعوة إلى الصلاة، وخاصة إلى سيدة عذراء بومبي، «أمنا مريم» التي «تريد دائمًا أن تسير معنا، وأن تكون قريبة، وأن تساعدنا بشفاعتها». تؤكد لحظة الصلاة المشتركة هذه البعد الروحي والجماعي للحبرية، التي تبدأ بنداء إلى النعمة الإلهية لتوجيه الكنيسة والعالم نحو السلام.