خبير: احتمال نشوب مواجهة نووية بين الهند وباكستان "مستبعد" (خاص)

خبير: احتمال نشوب مواجهة نووية بين الهند وباكستان "مستبعد" (خاص)

قال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الآسيوية سيد مكاوي، إن احتمال نشوب مواجهة نووية بين الهند وباكستان يظل مستبعدًا، ما لم تتحول المناوشات الحالية إلى حرب شاملة تهدد وجود دولة باكستان. وأوضح أن الهند تتفوق على باكستان في العدة والعتاد بما يقارب الضعف، إضافة إلى امتلاكها عمقًا استراتيجيًا واسعًا نظرًا لمساحتها الشاسعة، على عكس باكستان التي كانت تعتبر أفغانستان عمقها الاستراتيجي، وهو ما لم يعد قائمًا في ظل التوترات الراهنة بين إسلام آباد وكابول.وأشار مكاوي في تصريحات خاصة لـ الدستور، إلى أن هذا الاختلال في توازن الأسلحة التقليدية، مع غياب العمق الاستراتيجي لدى باكستان، قد يدفع الجيش الباكستاني إلى اللجوء للأسلحة النووية التكتيكية في حال اندلاع حرب شاملة تهدد كيان الدولة، وهو ما يجعل هذه الفرضية شديدة الخطورة. 

حرص الهند على تجنب الانخراط في حرب استنزافية 

 
ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذا السيناريو لا يزال بعيدًا، نظرًا لحرص الهند على تجنب الانخراط في حرب تستنزفها وتشتت تركيزها عن منافستها الكبرى، الصين، التي تُعد التحدي الاستراتيجي الأهم لنيودلهي في المرحلة الراهنة.وأوضح أن التوتر القائم بين الهند وباكستان لا يمكن فهمه بمعزل عن الجذور التاريخية، التي تعود إلى قرار بريطانيا تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 إلى دولتين، باكستان ذات الغالبية المسلمة، والهند ذات الغالبية الهندوسية، في حين كانت ولاية جامو وكشمير ذات الغالبية المسلمة تتمتع بوضع خاص تحت حكم المهراجا هاري سنج، وقد أدى تدخل قبائل مسلحة من باكستان وتمرد داخلي في كشمير إلى تدخل الجيش الهندي، وبدء أولى الحروب بين البلدين.وأكد مكاوي أن إقليم كشمير ظل سببًا مزمنًا للنزاع، حيث اندلعت بسببه حروب أعوام 1947، 1965، 1971، إضافة إلى أزمات مثل كارجيل 1999، ويوري 2016، وبولواما 2019، وصولًا إلى أزمة “باهلاجام” الحالية، وتتمسك الهند باعتبار كشمير جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما ترى باكستان أن الإقليم يمثل شريانًا حيويًا لها، خاصة لاعتمادها الكبير على مياه نهر السند القادم من كشمير.وفي السياق ذاته، أشار مكاوي إلى أن إلغاء الهند للمادة 370 من الدستور، والتي كانت تمنح الإقليم حكمًا شبه ذاتي، أثار استياءً شديدًا في باكستان، التي تتهم نيودلهي بالسعي لتغيير ديموغرافي في كشمير عبر السماح لغير الكشميريين بتملك الأراضي.وختم مكاوي تصريحه بالتأكيد على أن احتواء التصعيد الحالي يتطلب وساطة دولية فاعلة، مشيرًا إلى جهود عربية متوازنة تقودها دول كالسعودية، والإمارات، وقطر، إلى جانب وساطات إقليمية ودولية تشمل الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي. وقال: “الشعبان الهندي والباكستاني تجمعهما روابط حضارية وثقافية ولغوية عميقة، وقد آن الأوان لإعادة توجيه الصراع نحو الدبلوماسية والعقلانية، بدلًا من الانزلاق إلى مواجهات لا رابح فيها”.