أبو لحية: الخطة الأمريكية حول تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة خروج فاضح عن مبادئ القانون الدولي (خاص)

قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن الخطة الأمريكية التي تم تسريب ملامحها بالأمس حول تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة بقيادة شخصية أمريكية وبإشراف خارجي مباشر، تمثل خروجًا فاضحًا عن مبادئ القانون الدولي، وتجاهلًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره بنفسه، بعيدًا عن أي وصاية أو تدخل خارجي مغلّف بغلاف “إنساني”.وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن هذا التوجه الأمريكي ليس فقط مسيسًا، بل ينسجم تمامًا مع ما تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو، والتي تهدف إلى فصل غزة عن السياق الوطني الفلسطيني، وفرض إدارة مفصّلة على مقاسها الأمني والسياسي.
وتابع أبو لحية: “غير أن هذه الخطط، التي تتجاوز الفلسطينيين وتتنكر لشرعيتهم، لن تؤدي سوى إلى المزيد من العبث وتكرار الفشل، بل وتعميق الجرح الإنساني والسياسي في غزة”.وأضاف السياسي الفلسطيني أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، في مادته الأولى، يوضح بشكل لا يقبل التأويل أن: “لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرّة في أن تقرر وضعها السياسي بحرية، وتسعى إلى تحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.ولفت أبو لحية إلى أن أي محاولة لتشكيل إدارة خارجية مفروضة على الشعب الفلسطيني تُعد انتهاكًا مباشرًا لهذا النص القانوني الصريح، وهي مرفوضة أخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا.وأكد أبو لحية أن الشعب الفلسطيني هو وحده من يملك الحق في إدارة شؤونه، واختيار قيادته، من خلال انتخابات وطنية شاملة توحّد الضفة الغربية وغزة والقدس، ضمن إطار وطني جامع يضمن التمثيل الشرعي ويعزز الوحدة، لا عبر لجان دولية عابرة تحكمه من خارج إرادته.
الخطة المصرية تشكل مدخلًا واقعيًا وسياسيًا لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني
وتابع أبو لحية: “في هذا السياق، لا بد من التأكيد على أن الخطة العربية المصرية، التي أُقرت في القاهرة قبل نحو شهرين، نصت بوضوح على أن تتولى لجنة فلسطينية إدارة القطاع تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يُشكل مدخلًا واقعيًا وسياسيًا لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وإعادة الاعتبار لمؤسساته الوطنية، وتمثيله أمام العالم بشكل موحد ومشروع”.وشدد أبو لحية على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وكل ما دون ذلك، من محاولات لخلق وقائع ميدانية أو فرض حلول شكلية تتجاوز الفلسطينيين، ليس إلا عبثًا سياسيًا سيقود إلى إطالة أمد الصراع، ويعيد إنتاجه في دوائر مغلقة.واختتم أبو لحية تصريحاته قائلا: “على الإدارة الأمريكية، إن كانت صادقة في سعيها إلى الاستقرار، أن تعود إلى منطق القانون والشرعية، لا أن تُبنى قراراتها على أهواء نتنياهو وأوهام التطرف الصهيوني، فالأمن لا يُبنى بالقفز فوق الحقوق، بل بإرساء العدالة، وتمكين الشعوب من ممارسة سيادتها على أرضها ومصيرها.