لماذا تريد أمريكا غزة؟

أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعين حاكما أمريكيا للإدارة المؤقتة في قطاع غزة.وأشارت أن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان إمكانية تشكيل إدارة أمريكية لغزة، مضيفة أن الإدارة المؤقتة الأمريكية لقطاع غزة ستستمر حتى نزع سلاح حركة حماس في غزة.وبحسب التقرير فإن أمريكا ستسعين بتكنوقراط فلسطينيين ضمن إدارتها لغزة. وأن الإدارة المؤقتة بقيادة واشنطن في غزة لن تشمل حماس أو السلطة الفلسطينيةوقال ترامب في فبراير الماضي في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ” الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة.. سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع”وقال إن واشنطن ستطلب من الدول المجاورة ذات “القلوب الإنسانية” و”الثروات الكبيرة” أن تستقبل الفلسطينيين. وأضاف أن تلك الدول ستدفع تكاليف إعادة إعمار غزة وإيواء الفلسطينيين بعد نقلهم.وعندما سئل عما إذا كان سيتم إرسال قوات أميركية، قال ترامب “إذا كان ذلك ضروريا، فسنفعل ذلك”. وعندما سئل أيضا عمن سيعيش في غزة، قال ترامب “أتصور أن أشخاصا من حول العالم سيعيشون هناك… والفلسطينيون أيضا”
وهنا يأتي السؤال المهم لماذا تريد أمريكا قطاع غزه ؟؟
يمتلك قطاع غزة كل المقومات الإيجابية للهيمنة الأمريكية عليها لناخذ الجوانب الاقتصادية والسياسية والجغرافية والأمنية.
جغرافيا..قطاع غزة هي حلقة وصل بين القارات الثلاث اسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث تقع غزة على البحر الأبيض المتوسط وبالتالي حركة تجارية، مع إمكانية ربط غزة بالبحر الاحمر وبالتالي حركة تجارية سياحية اقتصادية، وانشاء قناة بن غوريون والذي يحقق أهداف اسرائيل وامريكا وأوروبا والسعودية خصوصا مع وجود مدينة نيوم السعودية الجديدة على البحر الاحمر واقصاء دور قناة السويس لصالح قناة بن غوريون مع احتواء غزة على الغاز بكميات كبيرة.سياسيا..احتياج أمريكا لمقر لها في الشرق الأوسط وقريب من إسرائيل، وغزة تعتبر نموذجا جيدا والسبب هو أن 80 بالمئة من سكان غزة لاجئين وبالتالي تتعامل امريكا واسرائيل مع غزة على أنها ليست لأحد ومعزولة جغرافيا ولا حدود لها مع الضفة الغربية وبالتالي هناك إمكانية لتفريغها من سكانها وهذا أحد انجازات 7 اكتوبر، فامريكا تريد مقرا عسكريا لها في الشرق الأوسط بالاضافة إلى رغبة اسرائيل بالتخلص من غزة والتي منذ عام 1967 تعاني منها وتعتبرها كابوسا، والان استطاعت وضع الخطوة الأولى للتخلص من الغزيين واللذين تمنى قادة إسرائيل إغراق غزة بالبحر حينما قال إسحق رابين ” أتمني أن استيقظ من النوم وأجد غزة قد أبتلعها البحراقتصاديا..احتياج العالم الغربي بإيجاد نموذج جديد لشكل العالم القادم نموذج ذكي يفوق دبي وسنغافورة وهونج كونج وغيرها وستكون غزة هي البوابة الاولى لهذه التجربة من وجهة نظر أمريكا فهى تريد غزة كقطاع إستثماري عقاري مليئ بالشركات العالميهولكن السؤال هل سيكون هناك حكم فلسطيني في قطاع غزة ؟
بالتأكيد لن تقبل اسرائيل وأمريكا أي حكم فلسطيني لغزة بعد الحرب وإلا لماذا الحرب اساسا، هذه الحرب هدفها أساسا إنهاء حماس والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والاستعاضة عنهم بإدارة خدماتية في الضفة الغربية،أما قطاع غزة فالهدف من تدميره قطع فرصة الحياة في المدينة فلن تقبل اسرائيل أو امريكا أن يقبل بوجود فلسطينيون في غزة يكبرون على العداء ضد إسرائيل وأمريكا ويكونون نواة لحركات مقاومه فيما بعد.لذا تقوم إسرائيل بتهجير الفلسطينيين بشكل طوعيفيما يسمي ” الهجره الطوعية ” بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع وتفتيتهم في دول العالم وهذا سهل جدا، بعد أن يفقد سكان غزة الامل في الحياه في القطاع ولن يعيشو في خيام طيلة حياتهم وسيخرجون طوعا ولوحدهم على مدار سنوات، وحقيقة من كان يمتلك المال في القطاع خرج اساسا حيث دفعت ملايين الدولارات لشركات مصرية ساعدتهم على الخروج فترة الحرب ولو يفتح المعبر الان لتري الآلاف يهربون من القصف والموت.لذلك اي تصريحات إعلامية أو سياسية من أي جهة كانت حول أعمار غزة لصالح الفلسطينين ما هي إلا كذبة لا تصدقوها،أتوقع بعد الإعلان عن وقف الحرب وهو ليس وقفا تاما ربما تضطر اسرائيل تنفيذ بعد العمليات أو الاغتيالات المحدودة إن لزم الأمر، وسيتواجد في قطاع غزة قوات متعددة الجنسيات بما فيها عربية وربما بعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الضفة الغربية،لمساعدة السكانكما سيكون هناك جيش امريكي بزيه العسكري وبزي منظمات إنسانيةوسنجد دولا كثيرة تطلب تقديم خدماتها للغزيين،وستطفأ الاضواء عن غزة ما عدا وجود أشخاص مؤثرين ورجال أعمال وفنانيين وسياسيين وإعلاميين سيتواجدون فيها كنوع من الترند،ولكن بعد ذلك ستبدأ الهجرة الطوعية للسكان من خلال جهات وشركات مع وجود دول جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.أما غزة فالمخطط أنها ستكون أمريكية متعددة الجنسيات واجهة عالمية لمدينة ذكية سياحية تكنولوجية اقتصادية تجارية عسكرية ولكن بدون الفلسطينين وستحتاج إلى ما يقل عن 15 سنة لتظهر إلى النور وعقود طويلة سيساهم في شركات عالمية ورأس مال دولي