ما دلالات اختيار ترامب للشرق الأوسط كأولى زياراته الخارجية؟

قال رامي جبر، مراسل “القاهرة الإخبارية” في واشنطن، إن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تكون أولى زياراته الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط يحمل دلالات استراتيجية واضحة بشأن أولويات إدارته في السياسة الخارجية، مؤكدًا أن تأكيد المتحدثة باسم البيت الأبيض لهذه الزيارة يعكس تصدر الشرق الأوسط لأجندة ترامب.وأوضح جبر، أن الزيارة ستشمل السعودية وقطر والإمارات، وتهدف إلى التأكيد على رؤية ترامب لشرق أوسط ناجح ومستقر ومزدهر. وتأتي الزيارة متزامنة مع تطورات إقليمية عديدة، أبرزها الحرب في غزة، إذ تسعى الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق نار قبل وصول ترامب إلى المنطقة، على أمل أن تتزامن الزيارة مع إدخال مساعدات إنسانية وإطلاق مزيد من الرهائن، وخصوصًا الرهينة الأمريكية عيدان ألكسندر.وأشار إلى أن ملف المساعدات لغزة لا يزال محل نقاش، خصوصًا الآلية التي تحدث عنها السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكبي، والتي تنص على إشراف مؤسسة أمريكية تسمى “غزة الإنسانية” على التوزيع، بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية خاصة، وبعيدًا عن تدخل الجيش الإسرائيلي، وتهدف الخطة لضمان عدم وصول المساعدات إلى حركة حماس، رغم تحفظات بعض وكالات الأمم المتحدة عليها.كما تطرق إلى الملف النووي الإيراني، موضحًا أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيبدأ جولة رابعة من المحادثات مع طهران في سلطنة عمان، قبل يوم واحد فقط من زيارة ترامب، ما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين المسارين الدبلوماسيين في غزة وطهران.وفيما يخص الشأن الداخلي الأمريكي، قال “جبر” إن الزيارة رغم التوقيت الحساس داخليًا، ليست محاولة لصرف الانتباه، بل خُطط لها منذ وقت مبكر، وسبق أن أعلن ترامب فور توليه منصبه أن أول زيارة له ستكون إلى السعودية، حيث كان يطمح لإبرام صفقة اقتصادية كبرى تُمكّن السعودية من ضخ استثمارات تصل إلى 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وربما تريليون دولار مستقبلًا.