خالد يوسف: السودان يحتاج لحوار داخلي وجهود دولية لإنهاء الحرب وتجاوز العوائق السياسية (خاص)

خالد يوسف: السودان يحتاج لحوار داخلي وجهود دولية لإنهاء الحرب وتجاوز العوائق السياسية (خاص)

دعا  وزير شؤون الرئاسة السوداني السابق خالد عمر يوسف، الأسرة الدولية للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني وفي تيسير الحوار بين السودانيين والتشاور معهم في مطلوبات ما بعد الحرب، وأوضح في حوار خاص لـ «الدستور» أن العائق الرئيسي هو جماعة المؤتمر الوطني (الإخوان المسلمين في السودان) الذين أسقطهم الشعب في 2019، وإلى نص الحوار:

◄كيف ترى الوضع فى السودان بعد مرور أكثر من عامين من اندلاع الحرب؟

يمر السودان حاليًا بأسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم، حيث يتعرض المدنيون لصنوفٍ شتى من الانتهاكات من قبل أطراف الصراع، تشمل القتل والنهب والاعتداء والتشريد، إلى جانب الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية. 

وتبرز هذه الحرب حقيقة دامغة لا خير فيها، ولا يمكن أن تفضي إلى حل عبر السلاح، وهو ما يستدعي من السودانيين تغليب صوت العقل والحكمة، والانخراط في حوار وطني شامل ينهي هذه المأساة، فالمخرج الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا سودانيًا، يفتح الباب أمام سلام دائم ومستقر.

◄ما هو العائق أمام جلوس السودانيين لبعضهم البعض؟

العائق الرئيسي هو جماعة المؤتمر الوطني (الإخوان المسلمين في السودان) الذين أسقطهم الشعب عبر ثورة في العام ٢٠١٩، فاستخدموا كل وسائلهم لإعاقة الانتقال واشعال الحرب وإطالة زمنها والتكسب منها، فهي الطريق الذي يريدون أن يسلكوه للعودة للسلطة، هذه الجماعة الإرهابية يجب مجابهتها وعدم السماح لها بإطالة أمد مأساة السودانيين.

◄توسع الدعم السريع في استخدام المسيرات؟ ما هو رأيك في تداعيات استهداف ميناء بورسودان؟ 

استهداف البنية التحتية المدنية هو أمر مدان بأشد عبارات الإدانة ويشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، نحن ندعو الدعم السريع والقوات المسلحة لتجنب أي فعل يضر بمقدرات البلاد ويؤثر على حياة الناس ومعاشهم، والتوصل لصيغة لحماية المدنيين وحماية البني التحتية، وهذه واجبات تقرها القوانين والعهود الاقليمية والدولية حتى في أوان استمرار الحروب.

◄هل تكون المسيرات عامل حاسم في الحرب؟

لا حل عسكري لهذا النزاع، وسباق التسلح بين أطراف النزاع سيزيد من حجم الدمار فحسب، ولكنه لن يكفل لأي طرف الانتصار الكامل، وهنا علينا ان نتساءل عن قيمة أي نصر يحقق على أنقاض البلاد وجثث العباد؟
النصر الحقيقي يكمن في تحقيق السلام الشامل العادل الذي يوقف الحرب ويجعلها آخر حروب السودان.

◄ أين موقف المجتمع الدولي من الأزمة؟

إنهاء الحرب هو مسؤولية السودانيين أولًا وأخيرًا، ونحن إذ نتوجه بالشكر لكل من ساهم من دول الإقليم والعالم في إغاثة أهل السودان وإيواء من شردتهم الحرب والتوسط لإنهاء النزاع، فإننا ندعو الأسرة الدولية والإقليمية لإيلاء أمر السودان مزيدًا من الاهتمام والمساهمة الايجابية في مساعدة السودانيين في ايجاد مخرج سلمي عاجل لهذا النزاع، وفي معالجة تبعات الحرب وأثارها.

◄هل طلبتم تدخل المجتمع الدولي لإنهاء الحرب؟

نحن لا نطلب أي تدخل دولي، نحن ندعو الأسرة الدولية للمساهمة في معالجة الوضع الانساني وفي تيسير الحوار بين السودانيين والتشاور معهم في مطلوبات ما بعد الحرب التي تكفل السلام الدائم الذي فيه مصلحة بلادنا ومحيطها الاقليمي والدولي.

◄هل أصبحت البنية التحتية ساحة مواجهة؟

نعم للأسف وهو أمر مدان ومستنكر، هذه الحرب تخاض على أجساد المدنيين العزل وبنية البلاد التحتية التي كانت تعاني من مشكلات في الأساس، وهو ما سيضاعف من تحديات عودة الناس لحياة كريمة تتوفر فيها الحد الأدنى من مطلوبات العيش الكريم.

◄أين مظلة الاتحاد الإفريقي مما يحدث في السودان؟

نحن نقدر دور الاتحاد الإفريقي وخريطة الطريق التي صدرت عنه في مايو ٢٠٢٣، وندعو لتنفيذها ونأمل أن تولي القيادة الجديدة المنتخبة مزيدًا من الاهتمام بما يدور في السودان، وتساعد على الوصول لحل سلمي ينهي النزاع في البلاد.

◄ما هو تقييمك للدور المصري في وقف الحرب في السودان؟

ترتبط مصر بالسودان بوشائج تاريخيّة واستراتيجية لا فصام فيها، وقد واجهت مصر جراء هذه الحرب تحديات جمة، تعاملت معها برحابة صدر وكرم فياض نشكرها عليه بكل صدق، ونشجع الدور المصري في المساهمة الايجابية في وقف الحرب في السودان، فالسلام والاستقرار في بلادنا فيه كل الخير للبلدين وشعبيهما، وفي هذا السياق فقد قامت مصر من قبل بمحاولات ناجحة لتيسير الحوار بين الأطراف العسكرية والمدنية في السودان عبر اجتماعي المنامة والقاهرة، والتي خرجت بمخرجات ندعو للبناء عليها في قادم الخطوات.

◄هل ثمة أمل يلوح في الأفق؟

بكل تأكيد فإن أملنا لن ينقطع في حكمة وتعقل أهل السودان وارادتهم التي لا تلين في التغلب على ما يواجههم من أزمات، هذه الحرب هي شر وإجرام مكتمل يجب أن يوضع له حد بأعجل ما تيسر، وهو ممكن متى سادت وتعالت ارادة السلام بين السودانيين.