وكيل وزارة الشؤون القانونية لـ"الدستور": اليمن يواجه كارثة إنسانية بسبب تصرفات الحوثيين

وكيل وزارة الشؤون القانونية لـ"الدستور": اليمن يواجه كارثة إنسانية بسبب تصرفات الحوثيين

أكد وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان لقطاع الشراكة والتعاون الدولي اليمنية، نبيل عبدالحفيظ ماجد، أن اليمن تواجه كارثة إنسانية مركبة، سببها الأساسي الميليشيات الحوثية، التي فرضت حربًا شرسة على الدولة والشعب، فنتج عنها تدهور اقتصادي غير مسبوق، ونزوح داخلي وخارجي واسع، فضلًا عن تدمير ممنهج لمقدرات الدولة ومؤسساتها.

نبيل عبدالحفيظ: الوضع الاقتصادي الآن أسوأ ما مر على اليمن عبر تاريخه

وأوضح عبدالحفيظ في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن الوضع الاقتصادي من أسوأ ما مرّ على اليمن في تاريخه الحديث، إذ يقدّر عدد النازحين داخليًا بنحو خمسة ملايين مواطن، بالإضافة إلى أعداد مماثلة لجأوا إلى الخارج، خاصة إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، ومما زاد الطين بلة، استهداف الحوثيين للمنشآت النفطية التي تشكل ثلثي موارد الدولة، الأمر الذي أدى إلى تدهور قيمة العملة الوطنية وزيادة حدة الأعباء الاقتصادية على المواطنين، وكذلك على قدرة الحكومة في تسيير الأعمال وتقديم الخدمات الأساسية.وقال المسؤول اليمني اإن الجانب الأمني لا يقل كارثية، إذ لا تزال الجبهات مشتعلة في عدد من المناطق كمأرب والبيضاء والساحل الغربي والحديدة، إلى جانب تعز التي تتعرض لقصف مستمر من قبل الحوثيين، ما يجعل أي محاولة لتطبيع الحياة أو تحقيق تعافٍ اقتصادي أمرًا بالغ الصعوبة. كما أن الوضع الأمني المتفجر استدعى مؤخرًا تدخلًا دوليًا عسكريًا بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، للرد على أعمال القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، والتي باتت تشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصًا أن هذه المنطقة الحيوية تمثل قرابة 16% من حركة الملاحة البحرية العالمية.وأوضح نبيل عبد الحفيظ أنه في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، تبدو الأوضاع أكثر استقرارًا نسبيًا رغم كل التحديات، إلا أن المعاناة مضاعفة في المناطق الخاضعة للميليشيات الحوثية، والتي تشكل نحو ربع مساحة البلاد لكنها تضم ما يقارب نصف عدد السكان. في هذه المناطق، يحكم الحوثيون بقبضة من حديد، حيث يفرضون الضرائب على المواطنين وحتى على الباعة المتجولين، ويرفضون صرف رواتب الموظفين إلا بحدود نصف مرتب كل ثلاثة أشهر، مما يفاقم من معاناة السكان الذين يعيشون تحت تهديد التجويع والقمع.

نبيل عبد الحفيظ: الحوثيون يمارسون الابتزاز والترهيب والتجويع 

وأكد عبدالحفيظ أن الحوثيين يمثلون جوهر المأساة اليمنية، فهم لم يتوقفوا عن ممارساتهم القمعية منذ انقلابهم على الدولة، فقد وثقت الجهات الرسمية أكثر من 400 حالة تعذيب أفضت إلى الموت في سجونهم، هذا بالإضافة إلى تجنيدهم أكثر من 35 ألف طفل تم اقتيادهم من المدارس إلى جبهات القتال. كما يستخدم الحوثيون منازل وعمارات قيادات سياسية سابقة كمقرات اعتقال واختطاف، في ظل غياب تام لأي مظاهر للعدالة أو القانون. المواطن في مناطقهم لم يعد سوى رهينة تتعرض للابتزاز والترهيب والتجويع المتعمد.وتابع “أما ما يروّجه الحوثيون عن استهدافهم لأراضي فلسطينية، فيراه عبدالحفيظ ادعاءً فارغًا، حيث تشير الأدلة إلى أن الأضرار الناتجة عن عملياتهم في البحر الأحمر أصابت مناطق عربية مثل سيناء والعقبة، ما يكشف أنهم لا يخدمون سوى الأجندة الإيرانية. الاستهداف العشوائي للملاحة البحرية تسبب بخسائر اقتصادية فادحة، وأضرّ بمصالح دول المنطقة أكثر مما أزعج إسرائيل، ما يفضح زيف شعاراتهم ويكشف عن طبيعتهم كأداة إيرانية تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي”.وسلط عبدالحفيظ الضوء على بعض الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية، مدعومة من الأشقاء في السعودية والإمارات، والذين يقدّمون مساعدات إنسانية ومعنوية كبيرة. كما تبرز مصر بموقفها المشرف، حيث تستضيف عددًا كبيرًا من اليمنيين وتسهم في التخفيف من معاناتهم وعلى مستوى المنظمات الدولية، تبذل جهود متواصلة لتقديم الدعم، إلا أن حجم الكارثة يفوق إمكانيات الجميع.وشدد عبدالحفيظ على أن اليمن بحاجة ماسة إلى دعم أكبر وأكثر استدامة، فالمأساة التي خلفتها الميليشيات الحوثية لن تُمحى بسهولة، وستظل آثارها عميقة ما لم تتظافر الجهود الإقليمية والدولية بشكل حقيقي وصادق لإنقاذ اليمن واستعادة الدولة، وإنهاء هذا الكابوس الذي طال أمده.