88 عاما على رحيل مصطفى صادق الرافعي.. وهذه أبرز مؤلفاته

88 عاما على رحيل مصطفى صادق الرافعي.. وهذه أبرز مؤلفاته

88 عاما مرت على رحيل الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي، الذي غيّبه الموت في 10 مايو لعام 1937، تاركًا وراءه تراثًا أدبيًا وفكريًا عظيمًا شكّل علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي الحديث.ولد مصطفى صادق الرافعي في بيت علم ودين، وبدأ مبكرًا طريقه في الشعر، فأصدر ديوانه الأول عام 1903 وهو دون العشرين، فلفت الأنظار إليه بقوة، ونال إعجاب عمالقة عصره، مثل محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، والشيخ محمد عبده، الذي كتب إليه قائلا: “أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفًا يمحق الباطل”، غير أن الشاعر الشاب لم يجد في الشعر القيود التقليدية متنفسًا لتعبيره، فانصرف إلى النثر، ووجد فيه ضالته، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة في مسيرته الأدبية.من الشعر إلى المقالة.. رحلة الإبداعلم تكن مغادرة “الرافعي” لميدان الشعر تراجعًا، بل قفزة نحو ميدان أوسع، إذ رأى أن الوزن والقافية تقيدان التعبير عن خلجات النفس وأعماق الفكر، وكانت تلك وقفة جريئة لمفكر سبق عصره، إذ دعا مبكرًا إلى تجاوز قيود الشكل التقليدي في الشعر العربي، وذلك قبل أن تظهر دعوات مشابهة لعقود لاحقة.توجه الرافعي إلى الكتابة النثرية التي برع فيها، وبلغ ذروة نضجه الأدبي في كتاباته الإنشائية والمقالية، خصوصًا في سلسلة مقالاته التي جمعها في كتاب وحي القلم، والتي صارت من أمهات الأدب العربي في القرن العشرين، نظرًا لما اتسمت به من جزالة في اللغة وعمق في الفكر وصدق في التعبير.مصطفى صادق الرافعي.. حارس اللغة والدينوامتزج أدب الرافعي برسالة أعمق، إذ رأى في نفسه حارسًا للغة العربية ومدافعًا عن الإسلام، في مواجهة موجات التغريب والتشكيك التي سادت في زمنه، ومن أبرز تجليات هذا الموقف كتابه “تحت راية القرآن”، الذي خصصه للرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، مدافعًا عن التراث العربي والإسلامي، ورافضًا ما اعتبره تطاولا على الثوابت.كما ألّف كتابه المرجعي “تاريخ آداب العرب”، الذي يُعد من أوائل الكتب الحديثة التي تناولت تاريخ الأدب العربي بأسلوب علمي ومنهجي، وصدر منه جزآن في حياته، فيما تولى تلميذه محمد سعيد العريان إصدار الجزء الثالث بعد وفاته.ولم تخل مؤلفات مصطفى صادق الرافعي من نفحات وجدانية وشاعرية عميقة، خاصة في ثلاثيته العاطفية التي كتبها في خلوته وصمته، وهي: رسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وأوراق الورد، وفيها يتجلى الرافعي كعاشق مرهف، يسكب مشاعره بلغة آسرة وصور فنية بديعة، متحدثًا إلى محبوبته الغائبة وكأنها حاضر لا يفارق روحه.أما كتابه “حديث القمر”، فقد جاء بعد زيارته للبنان ولقائه بالأديبة مي زيادة، فكان تأملًا شعريًا نثريًا في الكون والروح والحب، بأسلوب فلسفي شاعري لا يُنسى.مؤلفات مصطفى صادق الرافعيوترك مصطفى صادق الرافعي وراءه إرثًا أدبيًا متنوعًا جمع بين الشعر، والنثر، والدراسات النقدية، ومن أبرز مؤلفاته: ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء)، ديوان النظرات، تاريخ آداب العرب، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وحي القلم، تحت راية القرآن، المساكين، حديث القمر، رسائل الأحزان، السحاب الأحمر، أوراق الورد، وعلى السفود (في نقد العقاد)، ولعل كثيرين لا يعلمون أن “الرافعي” هو من كتب النشيد الوطني التونسي الشهير “حماة الحمى”.