من شاشة السينما إلى التفرغ للدين.. محطات التحوّل في حياة هالة فؤاد

في العاشر من مايو 1993، رحلت عن عالمنا الفنانة هالة فؤاد، تلك الشابة التي أسرت القلوب بملامحها الرقيقة وأدائها الصادق، ولم يكن رحيلها فقط خسارة فنية، بل كان نهاية لمسيرة إنسانية مليئة بالتقلبات والتحولات المفاجئة، أبرزها انسحابها من الأضواء واختيارها طريق التديّن والاعتزال.ورغم قِصر مسيرتها، إلا أن هالة فؤاد استطاعت أن تترك بصمة في قلوب المشاهدين، كأنها كانت تدرك أن رحلتها قصيرة، فملأتها بالنقاء والإيمان، لذا نستعرض محطات التحول في حياتها..هالة فؤاد وبدايات واعدة في السينماوُلدت هالة فؤاد عام 1958 في أسرة فنية، فهي ابنة المخرج أحمد فؤاد، وظهرت على الشاشة منذ طفولتها في فيلم “العاشقة” عام 1960، وبعد تخرجها في معهد السينما عام 1980، بدأت تتألق كممثلة شابة، وقدّمت أدوارًا جذابة لاقت إعجاب الجمهور، أبرزها أفلام: الحدق يفهم، اللعب مع الشياطين، وساعات الفزع، وغيرها.امتلكت حضورًا سينمائيًا لافتًا، وكانت من الوجوه القليلة التي جمعت بين البراءة والجاذبية، ما جعلها من أبرز نجمات جيل الثمانينيات.التحول المفاجئ: الاعتزال وارتداء الحجابفي منتصف الثمانينيات، اتخذت هالة فؤاد قرارًا صادمًا للجمهور وزملائها، بإعلان اعتزالها التمثيل وارتداء الحجاب، وذلك بعد أدائها مناسك العمرة. تقول في أحد اللقاءات النادرة: “شعرت بأن حياتي يجب أن تتغيّر… الفن لا يتعارض مع الدين، لكني لم أعد أحتمل الازدواجية”.واجهت هالة فؤاد ضغوطًا كبيرة من داخل الوسط الفني للعودة، لكنها تمسّكت بقرارها، مشيرة إلى أنها اختارت “السكينة” على “الشهرة”، ورفضت عروضًا مغرية، منها المشاركة في مسلسل كبير إلى جانب نجوم الصف الأول.الأيام الأخيرة في حياة هالة فؤادلم يطل بها الزمن بعد الاعتزال، فسرعان ما داهمها المرض الخبيث، سرطان الثدي، الذي عانت منه بصمت وإيمان، ورفضت الظهور الإعلامي خلال فترة مرضها، وابتعدت تمامًا عن الأضواء، مكتفية بالعبادة والقراءة.قالت إحدى قريباتها إن هالة فؤاد كانت تردّد دومًا: “أدعو الله ألا أموت إلا وأنا راضية عنه”، وهكذا، توفيت عن عمر لم يتجاوز الـ35 عامًا، تاركة أثرًا لا يُنسى في نفوس من عرفوها أو شاهدوا أعمالها.