أكبر استهداف متبادل.. تصاعد وتيرة القتال بين الهند وباكستان ينذر بحرب ممتدة

ارتفعت وتيرة الصراع الهندي الباكستاني، اليوم السبت، بشكل حاد مع تبادل الهجمات على القواعد العسكرية بين إسلام آباد ونيودلهي وسقوط قتلى ومصابين من الطرفين.وأعلنت باكستان اليوم أنها أطلقت صواريخ على مواقع عسكرية في الهند بعد اتهامها الهند باستهداف ثلاث قواعد جوية على الأقل، فيما قالت الهند إنها استهدفت القواعد ردًا على موجة من الهجمات الباكستانية وذلك وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
تصاعد وتيرة الحرب بين الهند وباكستان
وأكدت باكستان، أن الهند استهدفت ثلاث قواعد جوية على الأقل بصواريخ جو-أرض في الساعات الأولى من صباح السبت، بما في ذلك قاعدة نور خان، وهي منشأة جوية رئيسية بالقرب من العاصمة إسلام آباد، كما أفاد شهود عيان في مدينة روالبندي، حيث تقع قاعدة نور خان، بسماع ما لا يقل عن ثلاثة انفجارات مدوية.في غضون ساعات، أعلنت باكستان أنها ردت باستخدام صواريخ أرض-أرض قصيرة المدى على عدة مواقع في الهند، بما في ذلك قاعدتي أودامبور وباثانكوت الجويتين ومنشأة لتخزين الصواريخ. وقال الجيش الباكستاني في بيان إن “العين بالعين”.من جانبها، قالت الهند، إنها ضربت عدة أهداف عسكرية باكستانية، اثنان منها مواقع رادار، ردًا على موجة من الهجمات الباكستانية على 26 موقعًا باستخدام طائرات بدون طيار وأسلحة بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.وصرحت فيوميكا سينغ، المتحدثة باسم الجيش الهندي، في مؤتمر صحفي السبت، بأن هناك “أضرارًا محدودة” في المعدات والأفراد في أربع قواعد جوية.فيما قال وزير الخارجية الهندي: “إن الإجراءات الباكستانية هي التي شكلت استفزازًا وتصعيدًا. وردًا على ذلك، دافعت الهند وردت بطريقة مسؤولة ومدروسة”.وبحسب الصحيفة الأمريكية تقول الدولتان إنهما تريدان خفض التصعيد، لكن المواجهة ازدادت حدة منذ أن شنت الهند غارات جوية في باكستان يوم الأربعاء. اتهمت الهند باكستان بإيواء الجماعات الإرهابية التي نفذت هجومًا مميتًا على السياح الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير فيما نفت باكستان تورطها بالهجوم.وقالت الصحيفة إنه منذ ذلك الحين، تفاقمت الأزمة لتصبح أوسع مواجهة بين البلدين منذ نصف قرن، مع قتال عنيف على طول أجزاء من حدودهما وهجمات بطائرات بدون طيار وضربات أخرى تضرب أعمق داخل كل دولة.
فشل جهود التهدئة بين الهند وباكستان
وقد أثار ذلك قلقًا عالميًا وجهودًا دبلوماسية لنزع فتيل الأزمة من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ودول أخرى ذات علاقات قوية مع كل من الهند وباكستان.فيما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التقى مع قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أمس الجمعة في أحدث محاولة له لتخفيف التوترات. وصرحت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، بأن روبيو “واصل حث الطرفين على إيجاد سبل لتهدئة التوتر، وعرض مساعدة الولايات المتحدة في بدء محادثات بناءة لتجنب أي صراعات مستقبلية”.كما حث وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع كلًا من الهند وباكستان على “أقصى درجات ضبط النفس”، وحذروا يوم الجمعة من أن “أي تصعيد عسكري إضافي يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي”.إلا أن الضغوط الدبلوماسية، بما في ذلك زيارات وفود من دول، منها السعودية وإيران، إلى إسلام آباد ونيودلهي، قد فشلت حتى الآن.وصرح نائب رئيس الوزراء الباكستاني، إسحاق دار، صباح السبت، بأن حكومته لم يتبقَّ لها خيار سوى الرد. وقال لقناة جيو نيوز التلفزيونية الباكستانية: “هذا رد مدروس ومتناسب، وهو رد على ما فعلوه، فقد بدأ هذا الأمر الآن ونهايته تعتمد على الهند”.
مقتل وإصابة مدنيين جراء القصف الهندي الباكستاني
كذلك أكدت هيئة إدارة الكوارث الباكستانية، السبت، مقتل 13 مدنيا وإصابة أكثر من 50 آخرين في كشمير الباكستانية خلال الـ 12 ساعة الماضية جراء القصف الهندي.فيما صرح الجيش الهندي أمس بأن العملية العسكرية الانتقامية التي شنتها باكستان ضد الهند استهدفت “أماكن عبادة” بما في ذلك معبد هندوسي.وكتبت وزارة الدفاع الهندية في بيان على موقع X السبت “تم إرسال العديد من الطائرات المسيرة المسلحة خلال الليل، مما عرض المدنيين والمواقع الدينية للخطر”، مشيرا إلى أنه من بين الأماكن المستهدفة معبد شامبو، وهو موقع ديني شهير في مدينة جامو في الشطر الهندي من كشمير كما استهدفت المناطق السكنية في جامو أيضًا.