صيف صعب ينتظر السياحة الأمريكية وسط تراجع حاد في الرحلات الأجنبية

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعًا غير مسبوق في حركة السياح الدوليين، في ظل مخاوف تتعلق بالتوترات التجارية وسياسات الهجرة، ما يُهدد بأضرار اقتصادية واسعة النطاق، لا سيما في المجتمعات التي تعتمد بشكل كبير على الزوار الأجانب.في مدينة أناكورتس الساحلية بولاية واشنطن، التي تُعد بوابة إلى جزر سان خوان وتجذب آلاف الزوار الكنديين سنويًا، بدأت المؤشرات السلبية بالظهور مبكرًا. ونقلت شبكة “سي إن بي سي” عن كايا ماثيني، الشريكة في ملكية مطعم أدريفت: “نشهد بالفعل انخفاضًا في عدد الزبائن، خصوصًا من كندا”. وتضيف: “السياحة لن تكون كما هي عادةً هذا الصيف؛ سنُحصّن أنفسنا ونستغل الوضع بأفضل ما يمكن”.وتعد السياحة من الصادرات الأمريكية الرئيسية فقد أنفق الزوار الأجانب أكثر من 180 مليار دولار هنا في عام 2024، أي أكثر من إجمالي الصادرات الزراعية مجتمعة، وفقًا لجيف فريمان، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية السفر الأمريكية.وتُظهر بيانات “كسفورد ايكونوميكس”، أن عدد الزيارات الدولية إلى الولايات المتحدة انخفض بنسبة 12% في مارس 2025 مقارنة بالعام السابق. وتركز الانخفاض بشكل خاص في الزيارات من كندا، حيث تراجعت الحجوزات الجوية لأشهر الصيف بأكثر من 30%.كما شمل التراجع السياح القادمين من أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وهي أسواق لطالما شكلت مصدرًا رئيسيًا لعائدات السياحة الأمريكية. ويشير جيف فريمان، الرئيس التنفيذي لجمعية السفر الأمريكية، إلى أن “الزيارات الخارجية تُعد أكبر صادرات الخدمات الأمريكية، والتوقعات تتدهور بسرعة”.ويُتوقع أن تخسر الولايات المتحدة أكثر من 10 مليارات دولار في عام 2025 نتيجة تراجع السياحة الدولية، وقد تصل الخسائر إلى 21 مليار دولار في حال استمر هذا الاتجاه، وفقًا لتقديرات جمعية السفر الأمريكية.في الوقت نفسه، تكشف بيانات شركة “جوستو” أن تآكل الأرباح بدأ يضغط على الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع. فقد انخفضت نسبة الشركات السياحية المربحة إلى 32% فقط، مقارنة بـ41% العام الماضي، كما انخفضت ربحية شركات الإقامة إلى 36%.ويرى الخبراء أن القيود المتزايدة على الهجرة تُفاقم من حدة الأزمة. يقول فريمان: “هناك تصور بأن الزوار يتعرضون لتفتيشات واحتجاز وترحيل، حتى وإن كانوا يسافرون بشكل قانوني”، وهو ما خلق حالة من التردد والخوف لدى المسافرين الدوليين.في ظل هذه المؤشرات، يبدو أن صيف 2025 سيكون صيفًا استثنائيًا – ليس بازدهاره، بل بتحدياته غير المسبوقة أمام قطاع حيوي كان دومًا مصدرًا للنمو والوظائف في الولايات المتحدة.