مخطط تقسيم الشرق الأوسط

كثيرون لا يعرفون برنار لويس، والذين يعرفوه ربما لم يقرؤوا عنه، والذين قرءوا، لم يتذكروا ما كتبه، هذا الرجل أخطر رجل على مستقبل العرب في بلادهم. ومستقبل بقاءهم في وطنهم المعروف منذ القرن التاسع باسم الوطن العربي.
هذا التقسيم الذي كنا نعرفه، والذي كانت فصولنا في المدارس تمتلئ بخرائطه الملونة. تلك الخريطة الآن باتت قابلة للتغير، وهناك خريطة وضعها برنار لويس لإبادة العرب. وتحويل الدول العربية الكبرى الى قطع صغيرة من الشطرنج يسهل تحريكها لصالح إسرائيل.
برنار لويس مستشرق يهودي، مولود في بريطانيا، ويحمل الجنسية الأمريكية. تخرَّج في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرسا في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية.
بدأ مشروعه الذي كرس له كل أبحاثة في الظهور عندما أعلن في تصريح تناقلته وسائل الإعلام في 20/5/2005م قال الآتي بالنص:
– إن العرب قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم ،فسوف يفاجئوا العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان قبل ذلك، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية الى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.
وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر “أنابوليس” للسلام كتب لويس في صحيفة “وول ستريت” يقول:
– يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل”.
في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي “بريجنسكي” بقوله:
– إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود “سايكس- بيكو”.
تفاصيل المشروع الصهيوني الأمريكي لتفتيت العالم الإسلامي “لبرنارد لويس نحصر في النقاط التالة:
أولا: تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
– دولة البربر: على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان.
– دويلة البوليساريو.
– الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
– شبه الجزيرة العربية ‘والخليج’
ثانيا: خريطة شبه الجزيرة العربية والخليج
إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط هي:
– دويلة الإحساء الشيعية: ‘وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين’.
– دويلة نجد السنية.
– دويلة الحجاز السنية.
ثالثا: العراق
تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين. الى ثلاث دويلات هي:
– دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
– دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
– دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل ‘كردستان’ تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية ‘سابقًا’.
وتأكيدا لهذا الهدف فقد صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 على تقسيم العراق الى ثلاث دويلات المذكور أعلاه، وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق، واعتبار عاصمته محافظة ‘كركوك’ الغنية بالنفط محافظة كردية، ونال مباركة عراقية، وأمريكية في أكتوبر 2010.
والمعروف أن دستور “بريمر” وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالىة التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في ‘الجنوب’/ سنية في ‘الوسط’/ كردية في ‘الشمال’، عقب احتلال العراق في مارس 2003.
رابعا: سوريا
تقسيمها إلى اربعة أقالىم متمايزة عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا
– دولة علوية شيعية ‘على امتداد الشاطئ’.
– دولة سنية في منطقة حلب.
– دولة سنية حول دمشق.
– دولة الدروز في الجولان ولبنان ‘الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية’.
خامسا: خريطة لبنان
تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية:
– دويلة سنية في الشمال ‘عاصمتها طرابلس’.
– دويلة مارونية شمالًا ‘عاصمتها جونيه’.
– دويلة سهل البقاع العلوية ‘عاصمتها بعلبك’ خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
– بيروت الدولية ‘المدوّلة’
– كانتون فلسطيني حول صيدا وحتي نهر الليطاني تسيطر علىه منظمة التحرير الفلسطينية ‘م.ت.ف’
– كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
– دويلة درزية ‘في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة’.
– – انتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.
سادسا: تقسيم إيران وباكستان وأفغانستان
تقسيمها الى عشرة كيانات عرقية ضعيفة هي:
– كردستان.
– أذربيجان.
– تركستان.
– عربستان.
– إيرانستان ‘ما بقي من إيران بعد التقسيم’.
– بوخونستان.
– بلونستان.
– أفغانستان ‘ما بقي منها بعد التقسيم’.
– باكستان ‘ما بقي منها بعد التقسيم’.
– كشمير.
فهل نفطن إلى هذا المخطط الذي يستهدفنا وننفذه بأيدينا. في غمرة انقساماتنا.