"من القرية للمدينة".. كيف غطت قوافل التحالف الوطني كل شبر بالمساعدات؟

"من القرية للمدينة".. كيف غطت قوافل التحالف الوطني كل شبر بالمساعدات؟

لم يعد العمل الخيري في مصر مجرد مبادرات فردية أو جهود موسمية، بل تحول إلى منظومة منظمة بقيادة “التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي”، الذي قدم نموذجًا فريدًا للتكافل بين مؤسسات المجتمع المدني والدولة، ومن أبرز أدواته القوافل المتنقلة التي انطلقت بلا توقف، من أقصى القرى النائية إلى قلب المدن، محملة بالغذاء والدواء والدعم المجتمعي.قوافل التحالف الوطني لم تكن مجرد عربات محمّلة بالكراتين، بل كانت رسالة أمل وكرامة، تؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها في القرى أو المدن، وأن يد العون لا تتوقف طالما هناك من يحتاجها، هذه القوافل كتبت شهادة ميلاد جديدة للعدالة الاجتماعية، وجعلت من كل شبر في الوطن مستفيدًا من الخير.
 أطلق التحالف الوطني مئات القوافل طوال العام، ركزت على المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا، وفقًا لخرائط استهداف دقيقة، وحملت هذه القوافل سلعًا غذائية أساسية، ووجبات جاهزة، ومساعدات نقدية، وأدوات طبية، وأدوية، وملابس، وأجهزة طبية لذوي الاحتياجات الخاصة.اعتمد التحالف على خطة استباقية، لم تترك محافظة أو قرية دون تغطية، ففي ريف الصعيد، وصلت القوافل إلى نجوع معزولة كانت تعاني من الإهمال لعقود، وفي الدلتا، غطت القوافل مراكز ذات كثافة سكانية عالية، ولم تُغفل الأحياء الفقيرة في العواصم، فكانت المساعدات تصل إلى سكان العشوائيات ومناطق التكدس السكاني.ما يميز هذه القوافل أنها لا تكتفي بالغذاء فقط، بل تشمل الدعم الطبي، حيث تصاحبها فرق طبية للكشف المجاني وتقديم العلاج، وأخرى نفسية للتوعية والدعم النفسي، بالإضافة إلى حملات توعية صحية واجتماعية ومحو أمية، بهذا الشكل، تحولت القوافل إلى مظلة شاملة تعيد الحياة الكريمة للمواطن.وخلال شهر رمضان الأخير، سجل التحالف رقمًا قياسيًا في عدد القوافل، حيث تم توزيع ملايين الوجبات الساخنة والسلال الغذائية، وتنظيم موائد رحمن متنقلة، فضلًا عن قوافل رعاية الأطفال والنساء، مما أحدث فارقًا واضحًا في حياة المستفيدين.لا تتوقف جهود التحالف عند الدعم الفوري، بل تمتد إلى حلول طويلة المدى، من خلال دمج المستفيدين في برامج التمكين الاقتصادي، وتوفير فرص عمل صغيرة، وتدريب الشباب والنساء على الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة، لتتحول القافلة من “مساعدة” إلى “بداية حياة جديدة”.
 شهادات من الميدانفي قرية صغيرة بمحافظة المنيا، قالت إحدى المستفيدات: “أول مرة نشوف دكاترة بتجيلنا هنا، وأول مرة ابني ياخد علاج من غير ما أروح مشوار طويل”، وفي حي شعبي بالقاهرة، عبّر الأهالي عن امتنانهم: “المساعدات دي فرّجت كرب ناس كتير”.