من طهران إلى غزة.. ماذا تخبرنا أفلام مهرجان كان هذا العام؟

من طهران إلى غزة.. ماذا تخبرنا أفلام مهرجان كان هذا العام؟

مهرجان كان السينمائي 2025 لا يقتصر على كونه تظاهرة فنية، بل يعكس أيضًا تحولات سياسية وثقافية عالمية من خلال اختياراته السينمائية. تتنوع الأفلام المشاركة هذا العام بين قضايا الحرية، والنسوية، والهوية، والمقاومة، مما يطرح تساؤلات حول التوازن بين الفن والسياسة في هذا الحدث البارز.في دورة 2025، بدا واضحًا أن مهرجان كان يواصل تمسكه بخطاب مناصر للتنوع وحقوق الإنسان، لكن اختياراته تكشف أحيانًا عن مفارقات صامتة. فبينما تحضر بقوة أفلام تُضيء على قضايا المرأة، وتُمنح منصات واسعة لأصوات من أميركا اللاتينية وأفريقيا، يبقى غياب بعض السياقات الملتهبة – مثل فلسطين أو بعض الدول التي تعيش قمعًا ممنهجًا – علامة استفهام.

أفلام تتحدى الأنظمة وتدعم الأصوات النسوية

يشارك المخرج الإيراني جعفر بناهي بفيلمه “It Was Just an Accident”، الذي صُوّر سرًا دون تصريح من السلطات الإيرانية، مما يعكس تحديه المستمر للأزمات في بلاده. كما تقدم المخرجة جوليا دوكورنو فيلم “Alpha”، الذي يتناول قضايا المراهقة والهوية من منظور نسوي، ويُعرض في المسابقة الرسمية.

تمثيل عربي محدود ولكن بارز

يشارك المخرج المصري مراد مصطفى بفيلمه “Aisha Can’t Fly Away” في قسم “نظرة ما”، مسلطًا الضوء على معاناة اللاجئين الأفارقة. كما يُعرض الفيلم الفلسطيني “Once Upon a Time in Gaza” للأخوين ناصر، الذي يتناول الحياة اليومية في غزة تحت الحصار. ورغم هذه المشاركات، يظل التمثيل العربي في المهرجان محدودًا، مما يثير تساؤلات حول معايير الاختيار والتوازن الجغرافي والثقافي.

قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة

تتناول العديد من الأفلام المشاركة قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، مثل فيلم “The Wave” للمخرج سيباستيان ليليو، المستوحى من الاحتجاجات النسوية في تشيلي عام 2018. كما يُعرض فيلم “My Father’s Shadow” للمخرج أكينولا ديفيز جونيور، الذي يستكشف العلاقات العائلية والهوية في نيجيريا، بحسب Vanity FaiR.يعكس مهرجان كان 2025 توجهًا نحو دعم الأصوات النسوية والمعارضة للأنظمة القمعية، مع تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة. ومع ذلك، يظل التمثيل العربي محدودًا، مما يدعو إلى تأمل أعمق في معايير الاختيار والتوازن الثقافي في المهرجان.