أكرم سريوي: الولايات المتحدة بدأت تقلل دعمها لإسرائيل وتعيد تنظيم اهتماماتها في المنطقة.

قال العميد أكرم سريوي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الاتفاق الذي جرى بين الولايات المتحدة وحركة حماس لإطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، يعكس تغيرًا جوهريًا في المقاربة الأمريكية تجاه الصراع في غزة، ويؤكد أن واشنطن بدأت تتخلّى تدريجيًا عن التنسيق الكامل مع إسرائيل.وأوضح سرياوي، في مقابلة عبر “النيل الاخبارية”، أن المفاوضات التي أفضت إلى هذا الاتفاق تمت دون علم إسرائيل، في مؤشر واضح على أن الولايات المتحدة لم تعد تُعطي الأولوية للمصلحة الإسرائيلية في تحركاتها بالمنطقة، مضيفًا أن واشنطن تعهّدت في المقابل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، وبدء مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب بشكل شامل، وهو ما يتعارض مع رغبة نتنياهو في إطالة أمد الحرب.وأكد أن واشنطن وجهت صفعتين قاسيتين لإسرائيل: الأولى عندما أوقفت ضرباتها ضد الحوثيين دون تنسيق، والثانية بإبرام اتفاق مع حماس دون علم تل أبيب، لافتًا إلى أن ترامب يسعى حاليًا لإنهاء الحرب في غزة لأنه يعتبرها عبئًا على مصالحه الاقتصادية في الخليج، ولا يريد تصعيدًا يهدد مشروعاته مع طهران أو استثماراته المرتقبة في المنطقة.وشدد العميد سرياوي على أن أمريكا بدأت تعيد تموضعها الاستراتيجي بما يتوافق مع مصالحها وليس مع رغبات “الابن المدلل” كما وصف إسرائيل، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة تحوّلات حادة في شكل التحالفات وموازين القوى في الشرق الأوسط.