نهاية النزاع في تركيا: هل يتيح حل حزب العمال الكردستاني فرصة للتسوية؟

أفادت وكالة أنباء مقربة من حزب العمال الكردستاني، الإثنين، أن الحزب الذي يخوض صراعًا مع الدولة التركية منذ أكثر من أربعة عقود، قرر حل نفسه وإنهاء كفاحه المسلح.ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار تداعيات سياسية وأمنية واسعة على مستوى المنطقة، بما في ذلك في سوريا المجاورة، حيث ترتبط القوات الكردية هناك بتحالف مع القوات الأميركية.
إعلان ختامي من الكونجرس أدى لحل الحزب
نشرت وكالة “فرات” الكردية، أنه “إعلان ختامي” لكونجرس عقده الحزب الأسبوع الماضي في شمال العراق، استجابةً لدعوة أطلقها زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان في فبراير الماضي لحل الحزب.يُذكر أن أكثر من 40 ألف شخص قُتلوا منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني تمرّده عام 1984، وتُصنّف تركيا وحلفاؤها الغربيون الحزب منظمة إرهابية.
وكالة: مؤتمر حزب العمال الكردستاني اتخذ “قرارات تاريخية”
وخلال اليومين الماضيين، أفادت وكالة الأنباء المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أن الحزب المسلح اتخذ “قرارات تاريخية” خلال مؤتمر عقده هذا الأسبوع، وذلك استجابة لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان بحل الحزب ونزع سلاحه في خطوة تمثل تحولا في مسار الصراع الطويل مع الدولة التركية.وبحسب وكالة “فرات”، فإن المؤتمر عُقد في شمال العراق خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو، حيث يتمركز الحزب المصنف كمنظمة محظورة، إلا أن البيان لم يتضمن تأكيدا صريحا على أن الحزب قرر فعليًا نزع السلاح أو الحل.ويُتوقع أن يكون لأي قرار رسمي من الحزب بحل نفسه أو التخلي عن السلاح تداعيات سياسية وأمنية عميقة، سواء في تركيا أو في دول الجوار، لا سيما سوريا حيث تتحالف قوات كردية مع القوات الأميركية.كما أن مثل هذا القرار قد يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة تاريخية لتنمية جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية، وهو الإقليم الذي تضرر بشدة من الصراع المستمر منذ نحو أربعة عقود وأدى إلى مقتل آلاف المدنيين وأعاق التنمية الاقتصادية.وقال الحزب، وفقًا لما نقلته وكالة فرات: “اتخذ المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني قرارات ذات أهمية تاريخية تتعلق بأنشطة الحزب، استنادًا إلى نداء القائد آبو” – في إشارة إلى عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة منذ 26 عامًا.وأضاف البيان أن “معلومات أكثر تفصيلًا سيتم مشاركتها مع الرأي العام قريبًا جدًا”، وكان أوجلان قد أصدر بيانًا في 27 فبراير الماضي دعا فيه إلى نزع سلاح الحزب وحل نفسه نهائيًا.