من هي نيلي زاكس الحائزة على جائزة نوبل؟.. استعراض لأعمالها

في مثل هذا اليوم، وتحديدًا في 12 مايو 1970، رحلت الشاعرة والأديبة الألمانية نيلي زاكس في ستوكهولم، بعد أن انسحبت من الأضواء في السنوات الأخيرة من عمرها، وعاشت في عزلة في إحدى المصحات النفسية، لترحل عن عالمنا بعد إصابتها بالسرطان.
نشأة نيلي زاكس
وُلدت نيلي زاكس في 1891 في برلين شونيبرج، وكانت الابنة الوحيدة لوليام زاكس، الذي كان مخترعًا وصاحب مصنع، ووالدتها مارجاريته (مولودة بلقب كارگر)، ونشأت في أسرة مثقفة ومتآلفة في مناخ برجوازي، ونظرًا لسوء حالتها الصحية، تلقت دروسًا خاصة لمدة ثلاث سنوات، ثم التحقت في عام 1903 بمدرسة الفتيات العليا، وحصلت منها بعد خمس سنوات على الشهادة المتوسطة. قرأت في سن الخامسة عشرة أولى روايات سلمى لاجرلوف بعنوان “Gösta Berling”، وأعجبت بها جدًا لدرجة أنها تبادلت الرسائل مع الكاتبة السويدية، ودامت تلك المراسلة 35 عامًا، وكتبت أولى قصائدها وهي في سن السابعة عشرة.كانت نيلي زاكس انطوائية وقلما كانت تهتم بالحياة الاجتماعية، وظلت غير متزوجة، رغم محاولة والدها قطع علاقتها الغرامية برجل مطلق، لكن العلاقة استمرت بينهما لمدة عقود، تم اعتقالهما معًا في بداية الحرب العالمية الثانية. هناك بعض القصائد التي تشير إلى “العريس”، ووفقًا لبعض المصادر، مات ذلك الرجل في إحدى معسكرات الاعتقال، لكن تفاصيل ما حدث تظل مجهولة.
البدايات الأدبية لـ نيلي زاكس
في عام 1921، صدرت أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان “أساطير وقصص”، وبتشجيع من الأديب شتفان تسڤايج، وكانت القصائد الأولى ذات صبغة سوداوية، وتأثرت بالمدرسة الروائية الجديدة، وتناولت مواضيع من الطبيعة والموسيقى، ولكن عندما قامت نيلي زاكس بنشر أعمالها الكاملة فيما بعد، لم تضمن تلك المجموعة الشعرية.في نهاية العشرينات، بدأت تنشر قصائدها في العديد من الصحف البرلينية مثل Vossische Zeitung وBerliner Tageblatt ومجلة die Jugend، ولاقت قصائدها ترحيبًا سواء من القراء أو النقاد، أما القصائد ذات الروح التجريبية والتي كانت بعيدة عن الطرق التقليدية، فقد توقفت عن كتابتها لاحقًا.في عام 1940، تمكّنت نيلي زاكس وأمها من الهجرة إلى السويد بعد مساعٍ معقدة، حيث كانت هناك عقبات بيروقراطية عديدة، وفي السويد، عاشتا في ظروف صعبة، وكانتا في حالة من الفقر، حيث كانت نيلي تعمل بشكل مؤقت غسالة لتكسب قوت يومها، وبدأت في تعلم اللغة السويدية وترجمة الشعر السويدي الحديث إلى الألمانية، وتطوّر شعرها بشكل كامل خلال سنوات الحرب، وأصبحت قصائدها التي كتبت في تلك الفترة تعتبر تأبينًا فريدًا لشعب معذب، وصدرت أعمالها بعد ذلك في مجموعات شعرية مثل “في مساكن الموت” و”إظلام النجوم”، وكذلك مسرحيات مثل “إيلي” و”أبرام في الملح”.بعد الحرب، استمرت نيلي زاكس في الكتابة بلغة عميقة ومريرة عن فظائع الهولوكوست، واعتبرت أعمالها بمثابة شهادة فنية على الألم الإنساني، كما لاقت أعمالها استحسان النقاد والمجلات الأدبية، وفي عام 1961، أسست مدينة دورتموند جائزة نيلي زاكس الأدبية، وتم منحها أول جائزة شعرية ألمانية في 1959.
أبرز مؤلفات نيلي زاكس
ومن أعمالها: في مساكن الموت 1947، آلام إسرائيل 1951، علامات في الرمل 1962، منظر من الصراخ 1966، قصائد 1977، البحث عن أحياء 1979، كما تم لحن بعض قصائدها بواسطة فولفجانج ريم في عمله Memoria – drei Requiembruchstücke، وعُرض العمل في تدشين نصب تذكاري للهولوكوست في برلين. أيضًا، تم إطلاق اسمها على مدرسة ثانوية في ألمانيا قبل منحها جائزة نوبل. نيلي زاكس وجائزة نوبلفي عيد ميلادها الخامس والسبعين، في 10 ديسمبر 1966، حصلت نيلي زاكس على جائزة نوبل في الأدب من يد الملك السويدي، وذلك “لأعمالها الشعرية والمسرحية التي فسرت القدر اليهودي بقوة واضحة”، وألقت خطاب شكرها باللغة الألمانية، وضمنته اقتباسًا من إحدى قصائدها: “استبدلت بالوطن تحولات العالم”، وكانت جائزة نوبل جزءًا من مسيرتها التي شهدت تحديات كبيرة، مع الحفاظ على تأثير عميق في الأدب الأوروبي والعالمي.