اكتشف الاختلافات بين النظامين القديم والجديد للأسئلة في الثانوية العامة.

شهدت امتحانات الثانوية العامة في مصر، في السنوات الأخيرة، تحولًا جذريًا في طريقة وضع الأسئلة، حيث انتقلت وزارة التربية والتعليم من النظام التقليدي القائم على الحفظ والتلقين إلى نظام جديد يعتمد على الفهم والتحليل. فالنظام القديم كان يتميز بوجود أسئلة مقالية طويلة تتطلب استرجاع المعلومات كما وردت في الكتب الدراسية، وكان يعتمد بشكل أساسي على الحفظ المباشر للنصوص والمصطلحات، وغالبًا ما كانت نماذج الامتحانات تُبنى على أسئلة متوقعة ونمطية، وهو ما أدى إلى انتشار الدروس الخصوصية والتدريب على التكرار دون فهم عميق للمحتوى.أما النظام الجديد المعتمد منذ تطبيق نموذج التقييم الحديث، فيعتمد على أسئلة موضوعية من نوع اختيار من متعدد (MCQ) تغطي جميع أجزاء المنهج، وتُصاغ لقياس نواتج التعلم ومهارات التفكير العليا مثل الفهم، والتطبيق، والتحليل، وليس مجرد الحفظ. كما أن الامتحانات أصبحت توضع إلكترونيًا وتُراجع من قبل لجان متخصصة لضمان الجودة والعدالة، ويُستخدم نظام البابل شيت للإجابة؛ لضمان دقة التصحيح بعيدًا عن التقديرات الشخصية أو الأخطاء البشرية.من أبرز الفروق أيضًا أن النظام الجديد يوزع الأسئلة بشكل دقيق لتغطية كل جزئية في المنهج، ويُراعى فيه التنوع بين المستويات السهلة والمتوسطة والعالية لقياس الفروق الفردية بين الطلاب. كما تم إدخال نسبة من الأسئلة المقالية المنظمة والقصيرة ضمن بعض المواد، مثل اللغة العربية والتاريخ والفلسفة، بهدف الحفاظ على مهارات التعبير الكتابي والتحليل الشخصي، لكنها تأتي بنسبة محدودة بجانب الأسئلة الموضوعية.هذا التحول في شكل الأسئلة أحدث تغييرًا كبيرًا في طريقة المذاكرة، حيث أصبح من الضروري أن يفهم الطالب المحتوى جيدًا ويطبق ما تعلمه في مواقف جديدة بدلًا من الاعتماد على الحفظ فقط.كما أن الطلاب باتوا بحاجة إلى تدريب منتظم على نماذج الامتحانات الجديدة واستخدام البابل شيت، إضافة إلى أهمية استيعابهم لطبيعة الأسئلة التحليلية.النظام الجديد يهدف في النهاية إلى تحقيق عدالة أكبر في التقييم، وتقليل الاعتماد على الحفظ، وتخريج طالب أكثر قدرة على التفكير النقدي والتحليلي، وهو ما يتماشى مع أهداف تطوير التعليم في مصر ورؤية الدولة لبناء جيل جديد من المتعلمين المؤهلين لسوق العمل والجامعات.