غزة والتهديد النووي الإيراني: مبعوث ترامب يضع استراتيجية جديدة في إسرائيل

كشف مسؤول إسرائيلي، الاثنين، أن المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، سيصل إلى إسرائيل اليوم. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه من المقرر أن يجتمع مع مجلس الأمن القومي التابع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث ملفين بارزين وهما المفاوضات النووية الجارية مع إيران، والجهود الرامية إلى الإفراج عن مزيد من المحتجزين في قطاع غزة.وحسب وكالة أسوشتيد برس الأمريكية فقد تأتي هذه التحركات السياسية بالتزامن مع إعلان حركة حماس نيتها إطلاق سراح الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في خطوة وُصفت بأنها قد تفتح بابًا لجهود أوسع باتجاه التهدئة، أو على الأقل لفتة إنسانية في ظل استمرار العمليات العسكرية.
الجندي الأمريكي- الأسرائيلي
ووفقا للوكالة فأن ألكسندر، الذي وُلد في إسرائيل ونشأ في الولايات المتحدة، التحق بالخدمة العسكرية في إسرائيل عام 2022 بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وقد احتجز في السابع من أكتوبر 2023 من قاعدته العسكرية جنوبي إسرائيل خلال هجوم واسع شنّته حماس.ووفقا لما اورده التقرير لكن إعلان الإفراج عن ألكسندر قوبل بردود فعل متباينة في الداخل الإسرائيلي، فرغم ترحيب عدد من عائلات الرهائن بالخطوة، إلا أن هناك شعورًا بالقلق والمرارة من “الانتقائية” التي شابت القرار. فقد تساءلت مكابيت ماير، عمة الشقيقين الأسيرين غالي وزيف بيرمان، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “ترامب ينقذ ألكسندر، فمن سينقذ غالي وزيف؟”، مضيفةً بأسى أن “الشقيقين لا يملكان الجنسية المناسبة”.وعلى الأرض، لا تزال المعاناة مستمرة في غزة، فقد أظهرت صور جديدة من مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع حجم الدمار الذي خلّفته غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة كانت تؤوي نازحين. وتحدثت وزارة الصحة في غزة عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، ما يعكس استمرار استهداف البنية التحتية المدنية رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف النار.ويرى مراقبون أن زيارة ويتكوف إلى إسرائيل قد تحمل في طياتها فرصة لدفع المسار السياسي، سواء على صعيد الملف النووي الإيراني أو ملف غزة، لكنها مرهونة بمدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات. وبينما ترفض حكومة الاحتلال الاسرائيلي حتى الآن أي حديث عن وقف شامل لإطلاق النار، تصر حماس على ضرورة وجود “ضمانات حقيقية” لأي اتفاق مستقبلي، خاصة في ظل الانهيار المتكرر لاتفاقات التهدئة السابقة.في ضوء ذلك، تظل آفاق الحل السياسي ضبابية، لكن خطوة إطلاق سراح ألكسندر – رغم رمزيتها – قد تمثل شرارة صغيرة في طريق طويل نحو خفض التصعيد.